السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------
من أعظم الدروس التي نستقيدها من ابن عقيل إذ نحن بصدد الكلام عنه هو الوفاء وعدم الغدر حتى بالعدوّ القاهر وذلك حين سنحت له الفرصة للفتك بابن زياد غيلةً فلم يفعل، وقصة ذلك: أن شريك الأعور نزل في دار هانئ بن عروة لمواصلة بينهما وكان فيها مسلم بن عقيل وحدث أن مرض شريك فأرسل ابن زياد إليه إني عائد لك فأخذ شريك يحرض مسلماً على الفتك بابن زياد وقال له: إن غايتك وغاية شيعتك هلاكه فأقم في الخزانة حتى إذا اطمأن عندي اخرج إليه واقتله وأنا أكفيك أمره بالكوفة مع العافية.
وبينا هم على هذا إذ نودي: الأمير على الباب فدخل مسلم الخزانة ودخل عبيد الله فلما استبطأ شريك خروج ابن عقيل أخذ عمامته من على رأسه ووضعها على الأرض ثم وضعها على رأسه فعل ذلك مرارا ونادى بصوت عال يسمع مسلماً:
ما الانتظار بسلمى لا تحييوهـــا* حيوا سليمى وحيوا من يحييها
هل شربة عذبة أسقى على ظمأٍ* ولو تلفت وكان منيّتـــي فيهـا
وأن تخشيت من سلمى مراقبــة* فلست تأمن يوماً من دواهيهـا.
وما زال يكرره وعينه واقعة على الخزانة ثم صاح بصوت رفيع اسقنيها ولو كان فيها حتفي فالتفت عبيد الله إلى هاني وقال أن ابن عمك يخلط في علته فقال هاني إن شريكا يهجر منذ وقع في علته وأنه ليتكلم بما لا يعلم فلما ذهب ابن زياد وخرج مسلم قال له شريك: ما منعك منه؟ قال (عليه السلام): منعني خلتان: الأولى حديث علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الإيمان قيد الفتل فلا يفتك مؤمن، والثانية: إمرأة هاني فإنها تعلقت بي وأقسمت علي بالله أن لا أفعل هذا في دارها وبكت في وجهي.
لله أبوك يا ابن عقيل! عرضت بنفسك للهلاك تعليماً للأمة على اتخاذ مقدسات الأحكام طريقاً لا حباً للفوز بالرضوان فلا يتجرأ الناس على الملة الحقة ولا يباغت الرجل من دونه في غايات طفيفة تسف إليها الطبقات الواطئة.
فالأمة إذا بلغها أن هذا الداعي إلى الحق (مسلم) ضحى نفسه ونفيسه دون الفتك والغدر وذهب ضحية الشرف والسؤدد والخطر ضحية المجد والكرامة كان هذا دليلاً للتأسي به. وللشيعة نفوسٌ نزاعة إلى اقتصاص أثر أهل البيت (عليهم السلام) والاستنارة بضوء تعاليمهم فمسلم (عليه السلام) كبقية رجالات أهل هذا البيت الرفيع أراد بفعله هذا وبقية أعماله أن يفيض على الأمة دروساً أخلاقية في التجنب عن رذيلة القتل والغدر ولو كان ثمن ذلك التضحية بالنفس والنفيس.
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------
من أعظم الدروس التي نستقيدها من ابن عقيل إذ نحن بصدد الكلام عنه هو الوفاء وعدم الغدر حتى بالعدوّ القاهر وذلك حين سنحت له الفرصة للفتك بابن زياد غيلةً فلم يفعل، وقصة ذلك: أن شريك الأعور نزل في دار هانئ بن عروة لمواصلة بينهما وكان فيها مسلم بن عقيل وحدث أن مرض شريك فأرسل ابن زياد إليه إني عائد لك فأخذ شريك يحرض مسلماً على الفتك بابن زياد وقال له: إن غايتك وغاية شيعتك هلاكه فأقم في الخزانة حتى إذا اطمأن عندي اخرج إليه واقتله وأنا أكفيك أمره بالكوفة مع العافية.
وبينا هم على هذا إذ نودي: الأمير على الباب فدخل مسلم الخزانة ودخل عبيد الله فلما استبطأ شريك خروج ابن عقيل أخذ عمامته من على رأسه ووضعها على الأرض ثم وضعها على رأسه فعل ذلك مرارا ونادى بصوت عال يسمع مسلماً:
ما الانتظار بسلمى لا تحييوهـــا* حيوا سليمى وحيوا من يحييها
هل شربة عذبة أسقى على ظمأٍ* ولو تلفت وكان منيّتـــي فيهـا
وأن تخشيت من سلمى مراقبــة* فلست تأمن يوماً من دواهيهـا.
وما زال يكرره وعينه واقعة على الخزانة ثم صاح بصوت رفيع اسقنيها ولو كان فيها حتفي فالتفت عبيد الله إلى هاني وقال أن ابن عمك يخلط في علته فقال هاني إن شريكا يهجر منذ وقع في علته وأنه ليتكلم بما لا يعلم فلما ذهب ابن زياد وخرج مسلم قال له شريك: ما منعك منه؟ قال (عليه السلام): منعني خلتان: الأولى حديث علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الإيمان قيد الفتل فلا يفتك مؤمن، والثانية: إمرأة هاني فإنها تعلقت بي وأقسمت علي بالله أن لا أفعل هذا في دارها وبكت في وجهي.
لله أبوك يا ابن عقيل! عرضت بنفسك للهلاك تعليماً للأمة على اتخاذ مقدسات الأحكام طريقاً لا حباً للفوز بالرضوان فلا يتجرأ الناس على الملة الحقة ولا يباغت الرجل من دونه في غايات طفيفة تسف إليها الطبقات الواطئة.
فالأمة إذا بلغها أن هذا الداعي إلى الحق (مسلم) ضحى نفسه ونفيسه دون الفتك والغدر وذهب ضحية الشرف والسؤدد والخطر ضحية المجد والكرامة كان هذا دليلاً للتأسي به. وللشيعة نفوسٌ نزاعة إلى اقتصاص أثر أهل البيت (عليهم السلام) والاستنارة بضوء تعاليمهم فمسلم (عليه السلام) كبقية رجالات أهل هذا البيت الرفيع أراد بفعله هذا وبقية أعماله أن يفيض على الأمة دروساً أخلاقية في التجنب عن رذيلة القتل والغدر ولو كان ثمن ذلك التضحية بالنفس والنفيس.