هو العباس بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، والملقب بأبي الفضل،
ووالده هو الإمام علي بن أبي طالب، وأمّه فاطمة بنت حزام بن ربيعة العامرية الكلابية ، المعروفة بأُم البنين، ووُلد العباس يوم الثلاثاء في الرابع عشر من شعبان في عام 26 هـ في المدينة،
وقد عرف أبو الفضل العباس بفضائله الجمة، وصلابة إيمانه، ورحابة صدره، وقدرته على الصبر، وفهمه للسيرة النبوية وشرع الله، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه. صفات العباس وحياته عرف العباس بوسامته وشجاعته، وطوله، حيث كان يركب الفرس المطهّم وقدماه تخطّان في الأرض،
كان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس (عليهما السلام)، وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
وحينما بُشِّر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا المولود المبارك، سارع إلى الدار، فتناوله وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض، وأنشودة ذلك الصوت.
" الله أكبر... "
" لا إله إلاّ الله "
سمّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك بالعباس، وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسمات في وجه الخير، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء، ويقول الشاعر فيه:
عبست وجوه القوم خوف الموت والعبّاس فيهـم ضاحـك متبسّم.
وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء، وأنشودة المتّقين في أعماق أبي الفضل، وانطبعت في دخائل ذاته، حتى صارت من أبرز عناصره، فتبنى الدعوة إليها في مستقبل حياته، وتقطّعت أوصاله في سبيلها.
كُنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه الفضل، ويقول في ذلك بعض من رثاه:
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإباء أبى الفضل إلاّ أن تكون له أبا،
كُنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه القاسم وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطفّ، وقدّمه قرباناً لدين الله، وفداءً لريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة فلو لم يكن له ولد يُسمّى بهذا الاسم، فهو- حقّاً- أبو الفضل، ومصدره الفياض فقد أفاض في حياته ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده، وبعد شهادته كان موئلاً وملجأً لكل ملهوف، فما استجار به أحد بنيّة صادقة إلاّ كشف الله ما ألمّ به من المحن والبلوى.
وتزوج من لُبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأنجب منها أربعة أولاد، وهم: الفضل، وعبيد الله، والحسن، والقاسم، وابنتين، وله العديد من الأحفاد، حيث كان بعضهم من العلماء.
لازم أبو الفضل العبّاس أخويه السبطين، ووالده، وابن أخيه الإمام زين العادين، حيث تتلمذ على يدهم، وتعلّم منهم الكثير من علوم الدين والمعارف، ومكارم الأخلاق، الأمر الذي أثر في شخصيته، كما أنه عاصر العديد من الحروب التي شارك أبوه فيها، وشهد أيضاً مقتل عثمان بن عفان، وبيعة والده، ومعركة صفين، ومعركة الجمل، ومعركة النهروان، كما أنه كان صاحب لواء الحسين في كربلاء في العاشر من محرم، حيث تمكن من اقتحام صفوف العدو، وكسر الحصار، ولا بدّ من الإشارة إلى أن اللواء هو العلم الأكبر الذي لا يحمله إلا الشريف والشجاع في المعسكر.
ألقاب العباس قمر بني هاشم.
كان العبّاس (عليه السلام) في روعة بهائه، وجميل صورته آية من آيات الجمال، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام، فقد أضاء طريق الشهادة، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
باب الحوائج: وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه.
السقّاء: وهو من أجلّ ألقابه، وأحبّها إليه، أما السبب في إمضاء هذا اللقب الكريم عليه فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت عليهم السلام حينما فُرِض الحصار على الماء؛ لتموت عطشاً ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) ... وقد قام بطل الإسلام أبو الفضل باقتحام الفرات عدّة مرّات، وسقى عطاشى أهل البيت، ومن كان معهم من الأنصار، وسنذكر تفصيل ذلك عند التعرّض لشهادته..
صاحب اللواء: ومن ألقابه المشهورة حامل اللواء، وهو أشرف لواء، إنّه لواء أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة في الجيش. وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو الفضل يرفرف على رأس الإمام الحسين عليه السلام منذ أن خرج من يثرب حتّى انتهى إلى كربلاء، وقد قبضه بيد من حديد، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه، وهوى صريعاً بجنب العلقمي.
حامي الظعينة: ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل عليه السلام -حامي الظعينة-، وإنما أضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ، وإنزالهنّ من المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.
العميد: وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تُمنح لأبرز الأعضاء في القيادة العسكرية، وقد قُلّد أبو الفضل عليه السلام بهذا الوسام لأنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله، وقائد قوّاته المسلّحة في يوم الطفّ.
كبش الكتيبة: وهو من الألقاب الكريمة التي تُمنح إلى القائد الأعلى في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير، وقوّة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيّدنا أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطفّ من الشجاعة والبسالة في الذبّ والدفاع عن معسكر الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد كان قوّة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل.
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق.
ووالده هو الإمام علي بن أبي طالب، وأمّه فاطمة بنت حزام بن ربيعة العامرية الكلابية ، المعروفة بأُم البنين، ووُلد العباس يوم الثلاثاء في الرابع عشر من شعبان في عام 26 هـ في المدينة،
وقد عرف أبو الفضل العباس بفضائله الجمة، وصلابة إيمانه، ورحابة صدره، وقدرته على الصبر، وفهمه للسيرة النبوية وشرع الله، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه. صفات العباس وحياته عرف العباس بوسامته وشجاعته، وطوله، حيث كان يركب الفرس المطهّم وقدماه تخطّان في الأرض،
كان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس (عليهما السلام)، وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
وحينما بُشِّر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا المولود المبارك، سارع إلى الدار، فتناوله وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض، وأنشودة ذلك الصوت.
" الله أكبر... "
" لا إله إلاّ الله "
سمّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك بالعباس، وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسمات في وجه الخير، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء، ويقول الشاعر فيه:
عبست وجوه القوم خوف الموت والعبّاس فيهـم ضاحـك متبسّم.
وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء، وأنشودة المتّقين في أعماق أبي الفضل، وانطبعت في دخائل ذاته، حتى صارت من أبرز عناصره، فتبنى الدعوة إليها في مستقبل حياته، وتقطّعت أوصاله في سبيلها.
كُنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه الفضل، ويقول في ذلك بعض من رثاه:
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإباء أبى الفضل إلاّ أن تكون له أبا،
كُنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه القاسم وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطفّ، وقدّمه قرباناً لدين الله، وفداءً لريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة فلو لم يكن له ولد يُسمّى بهذا الاسم، فهو- حقّاً- أبو الفضل، ومصدره الفياض فقد أفاض في حياته ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده، وبعد شهادته كان موئلاً وملجأً لكل ملهوف، فما استجار به أحد بنيّة صادقة إلاّ كشف الله ما ألمّ به من المحن والبلوى.
وتزوج من لُبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأنجب منها أربعة أولاد، وهم: الفضل، وعبيد الله، والحسن، والقاسم، وابنتين، وله العديد من الأحفاد، حيث كان بعضهم من العلماء.
لازم أبو الفضل العبّاس أخويه السبطين، ووالده، وابن أخيه الإمام زين العادين، حيث تتلمذ على يدهم، وتعلّم منهم الكثير من علوم الدين والمعارف، ومكارم الأخلاق، الأمر الذي أثر في شخصيته، كما أنه عاصر العديد من الحروب التي شارك أبوه فيها، وشهد أيضاً مقتل عثمان بن عفان، وبيعة والده، ومعركة صفين، ومعركة الجمل، ومعركة النهروان، كما أنه كان صاحب لواء الحسين في كربلاء في العاشر من محرم، حيث تمكن من اقتحام صفوف العدو، وكسر الحصار، ولا بدّ من الإشارة إلى أن اللواء هو العلم الأكبر الذي لا يحمله إلا الشريف والشجاع في المعسكر.
ألقاب العباس قمر بني هاشم.
كان العبّاس (عليه السلام) في روعة بهائه، وجميل صورته آية من آيات الجمال، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام، فقد أضاء طريق الشهادة، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
باب الحوائج: وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه.
السقّاء: وهو من أجلّ ألقابه، وأحبّها إليه، أما السبب في إمضاء هذا اللقب الكريم عليه فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت عليهم السلام حينما فُرِض الحصار على الماء؛ لتموت عطشاً ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) ... وقد قام بطل الإسلام أبو الفضل باقتحام الفرات عدّة مرّات، وسقى عطاشى أهل البيت، ومن كان معهم من الأنصار، وسنذكر تفصيل ذلك عند التعرّض لشهادته..
صاحب اللواء: ومن ألقابه المشهورة حامل اللواء، وهو أشرف لواء، إنّه لواء أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة في الجيش. وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو الفضل يرفرف على رأس الإمام الحسين عليه السلام منذ أن خرج من يثرب حتّى انتهى إلى كربلاء، وقد قبضه بيد من حديد، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه، وهوى صريعاً بجنب العلقمي.
حامي الظعينة: ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل عليه السلام -حامي الظعينة-، وإنما أضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ، وإنزالهنّ من المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.
العميد: وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تُمنح لأبرز الأعضاء في القيادة العسكرية، وقد قُلّد أبو الفضل عليه السلام بهذا الوسام لأنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله، وقائد قوّاته المسلّحة في يوم الطفّ.
كبش الكتيبة: وهو من الألقاب الكريمة التي تُمنح إلى القائد الأعلى في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير، وقوّة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيّدنا أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطفّ من الشجاعة والبسالة في الذبّ والدفاع عن معسكر الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد كان قوّة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل.
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق.
تعليق