اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
والعن من ظلمهم من الأولين والآخرين
وبعد فأن الإسلام هو دين الأخلاق وهذا واضح من خلال سيرة النبي
( صلى الله عليه وآله ) فقد قال تعالى في كتابه المجيد
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
وقال عز وجل :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
وأن النبي (صلى الله عليه وآله ) لخص مهمة رسالته بقوله:
{ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق }.
بعد هذه المقدمة ننظر الى سيرة عمر بن الخطاب وأخلاقه الفاضلة فقد
كان يعمد إلى تحقيـر الأخرين بألفاظ نادرة حتى يوهم نفسه ويوهم من حوله بإن الأخرين لايقلون ((حقارة)) عنه! فوصف ذات مرة صاحبه آبا بكر بن أبي قحافة بـ (أحيمق بني تميم)!! (أنظر شرح النهج للمعتزلي و المسترشد للطبري والشافي للمرتضى).
كما وصف ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر
بـ (دويبة سوء ولهوَ خيرٌ من أبيه)!!
(شرح النهج ج2 ص29).
وإذا أردنا أن نستنطق التاريخ فأنه يقول أنه كان في تصرفاته فظا غليظا كريها لانصيب له من أي أخلاق فاضلة تذكر!
فقد أخرج الطبراني في المعجم عن عبدالله بن الزبير (أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ)! (أنظر: المعجم الكبير ح1 ص66 وتاريخ المدينة المنورة ص829).
وقال أبو اليقضان: ( خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتيبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي سفيان؛
فقالت في صفته: لايدخل إلا عابسا؛ ولايخرج إلا عابسا؛ يغلق بابه ويقُل خيره)! (عيون الأخبار ج4 ص17).
وقد وصفه ابن أبي الحديد
بقوله: (كان في أخلاق عمر وألفاظه جفاء؛ وعر الحانب؛ خشن الملمس؛ سريعا إلى المساءة؛ كثير الجًبَه و الشتم والسب؛ دائم العبوس)!
(شرح النهج ج1 ص61وج2ص115).
والافت أن عمر يشهد بنفسه على أنه ورث هذه الفظاظة والقباحة من أبيه الخطاب؛ لأن الأخير كان يعامله بهذه الطريقة فتطبًع على ذلك. فقد رُوي عن سعيد بن المسيًب أنه قال: (حج عمر بضجنان فقال: لا إله إلا الله العظيم، المعطي ماشاء من شاء. كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف، وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت! ويضربني إذا قصرت! وقد أمسيت وليس بيني وبين الله أحد).
(تاريخ الطبري ج5 ص59 والاستيعاب لابن عبد البرج ج2 ص472).
ومعنى الكلام أن عمر كان في طريقه إلى الحج، فمرً بمنظقة تدعى (ضجنان) وهي على أطراف مكة باتجاه المدينة، فاستذكر ماضيه في هذه المنطقة، فقال أنه كان يرعى إبل والده الخطاب في هذه المنطقة، وكان يعامله بغلطة وفظاظة ويتعبه بالضرب! ثم إنه أصبح خليفة وحاكما لاحد يستطيع آن يحاسبه على شئ!
وفي الحديث نقطة مهمة أيضاً؛ وهي أن عمر- من شدة عقوقه- لم يسمح لنفسه بإن يعترف بأبوة والده! إذ لم يقل
(والدي الخطاب)
بل اكتفى بذكر اسم والده كأي رجل عادي!
قائلاً: (كنت أرعي إبـل الخطاب)! ثم إنه أضاف إليه السب و الشتم فقال عنه: أنه كان فضا غليظاً!! وهكذا شهد على نفسه و على أبيه! وعندما أراد أبو بكر استخلآف عمر من بعده جاءه الناس معترضين؛
فقالو: (أتستخلف علينا فظا غليظا؟! فلوقد ولينا لكان أفظ وأغلظ! فما تفول لربك إذا لقيته وقد أستخلفت علينا عمر)؟!
(تـآريخ المدينة المنورة لابن شبة ج2ص678 ؛
وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص138).
والعن من ظلمهم من الأولين والآخرين
وبعد فأن الإسلام هو دين الأخلاق وهذا واضح من خلال سيرة النبي
( صلى الله عليه وآله ) فقد قال تعالى في كتابه المجيد
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
وقال عز وجل :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
وأن النبي (صلى الله عليه وآله ) لخص مهمة رسالته بقوله:
{ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق }.
بعد هذه المقدمة ننظر الى سيرة عمر بن الخطاب وأخلاقه الفاضلة فقد
كان يعمد إلى تحقيـر الأخرين بألفاظ نادرة حتى يوهم نفسه ويوهم من حوله بإن الأخرين لايقلون ((حقارة)) عنه! فوصف ذات مرة صاحبه آبا بكر بن أبي قحافة بـ (أحيمق بني تميم)!! (أنظر شرح النهج للمعتزلي و المسترشد للطبري والشافي للمرتضى).
كما وصف ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر
بـ (دويبة سوء ولهوَ خيرٌ من أبيه)!!
(شرح النهج ج2 ص29).
وإذا أردنا أن نستنطق التاريخ فأنه يقول أنه كان في تصرفاته فظا غليظا كريها لانصيب له من أي أخلاق فاضلة تذكر!
فقد أخرج الطبراني في المعجم عن عبدالله بن الزبير (أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ)! (أنظر: المعجم الكبير ح1 ص66 وتاريخ المدينة المنورة ص829).
وقال أبو اليقضان: ( خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتيبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي سفيان؛
فقالت في صفته: لايدخل إلا عابسا؛ ولايخرج إلا عابسا؛ يغلق بابه ويقُل خيره)! (عيون الأخبار ج4 ص17).
وقد وصفه ابن أبي الحديد
بقوله: (كان في أخلاق عمر وألفاظه جفاء؛ وعر الحانب؛ خشن الملمس؛ سريعا إلى المساءة؛ كثير الجًبَه و الشتم والسب؛ دائم العبوس)!
(شرح النهج ج1 ص61وج2ص115).
والافت أن عمر يشهد بنفسه على أنه ورث هذه الفظاظة والقباحة من أبيه الخطاب؛ لأن الأخير كان يعامله بهذه الطريقة فتطبًع على ذلك. فقد رُوي عن سعيد بن المسيًب أنه قال: (حج عمر بضجنان فقال: لا إله إلا الله العظيم، المعطي ماشاء من شاء. كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف، وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت! ويضربني إذا قصرت! وقد أمسيت وليس بيني وبين الله أحد).
(تاريخ الطبري ج5 ص59 والاستيعاب لابن عبد البرج ج2 ص472).
ومعنى الكلام أن عمر كان في طريقه إلى الحج، فمرً بمنظقة تدعى (ضجنان) وهي على أطراف مكة باتجاه المدينة، فاستذكر ماضيه في هذه المنطقة، فقال أنه كان يرعى إبل والده الخطاب في هذه المنطقة، وكان يعامله بغلطة وفظاظة ويتعبه بالضرب! ثم إنه أصبح خليفة وحاكما لاحد يستطيع آن يحاسبه على شئ!
وفي الحديث نقطة مهمة أيضاً؛ وهي أن عمر- من شدة عقوقه- لم يسمح لنفسه بإن يعترف بأبوة والده! إذ لم يقل
(والدي الخطاب)
بل اكتفى بذكر اسم والده كأي رجل عادي!
قائلاً: (كنت أرعي إبـل الخطاب)! ثم إنه أضاف إليه السب و الشتم فقال عنه: أنه كان فضا غليظاً!! وهكذا شهد على نفسه و على أبيه! وعندما أراد أبو بكر استخلآف عمر من بعده جاءه الناس معترضين؛
فقالو: (أتستخلف علينا فظا غليظا؟! فلوقد ولينا لكان أفظ وأغلظ! فما تفول لربك إذا لقيته وقد أستخلفت علينا عمر)؟!
(تـآريخ المدينة المنورة لابن شبة ج2ص678 ؛
وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص138).
تعليق