(علي حسين الخباز)
(ريادة عربية جديدة للشاعر أمجد الفاضل)
أعتقد أن مثل هذا العنوان يثير في المتلقي الكثير من التساؤلات حول الريادة، ومفهوم تلك الريادة.
يرتبط عند الدكتور (محمد عبد الله) بمسألتين الأولى تاريخية بمعنى السبق التاريخي والزمني
والثانية فنية وجمالية تتعلق بالتأسيس لظاهرة فنية أو جمالية جديدة، بينما الدكتورة (إيمان السلطاني) في تقدمة الكتاب ترى أن الريادة تنسب للأوائل الذين يسهمون في إحداث التغيير، ونجد أن الشاعر أمجد الفاضل أفاد من المعطيات الثقافية
1) انشأ قصيدة تتسم بالإيحاء الخصب
2) التكثيف والرمزية العالية
3) ترتكز على المفارقة
4) كسر أفق القراءة / التوقع
5) التأويل في مدياته الكثيرة
وهذا كله في قصيدة فيها الفكرة الواحدة، يترك موضوع الريادة أمامنا الكثير من التساؤلات المتعلقة في خصائص الظاهرة الريادية، امتازت الرؤى النقدية بالبحث عن أسلوبية الومض عند الدكتورة (إيمان السلطاني) التكثيف الاختزال في الدلالات وممارسة تقنية حذف الشيء الملفت للانتباه تشخيصها بأن التمثيل عند الشاعر أمجد الفاضل يتكئ على الصور والتصوير، لكننا نجد أن مثل هذا التشخيص نسبي يخضع لمفهوم القراءة على سبيل المثال نقرأ بيتا واحدا
(وعلى الموقد صبح أطفأت ضوءه النار فما عاد يفوح)
أجد في هذا البيت الصورة المتخيلة والمبنية على الانزياحات (على الموقد صبح) وهناك انزياح معنوي آخر أطفاء الضوء بالنار واستبدال مهام الحواس بين الأنف والعين، واعتمد في شعريته على المفارقة التي عمقت الصورة الشعرية المتخيلة
(كل المواويل حين تسمعني تسد اجفانها وتنهمل) وأسلوب المفارقة أجده من الأساليب المبدعة في التعبير عن الأفكار، ولا يخضع لمفهوم ثابت كونه مراوغ، تميزت أراء الأكاديميين المحتفين بمشروع الشاعر أمجد الفاضل بمجموعة أفكار تنوعت مناهلها
الدكتور (خالد علي ياس) أشعرنا بقضية مهمة لا بد أن تناقش بروية،
فأنا للوهلة الأولى خطر ببالي أن هناك تشابه بين تجربة الشاعر اليمني عبد الله البردوني وتجربة الشاعر أمجد الفاضل.
هناك بحث مهم للناقد ثائر العذاري أراه مناسبا جدا لما يحمل من فهم ومعنى لقضية الريادة، وينظر للقضية من باب التجربة، السؤال الذي طرحه الناقد العذاري، هل الشاعر بدر شاكر السياب هو أول من كتب شعر التفعيلة الجواب الذي يقدم الإنصاف لمعنى الريادة الحقيقية، لقد ابتكر قصيدة التفعيلة على أحمد باكثير، ولويس عوض في متون مسرحياتهم ومع هذا لا أحد أعطاهما الريادة، الريادة لها شروط تختلف عن شروط الابتكار، الاستمرارية في كتابة موضوع عن الريادة وأن يكون كثيرا قادرا بكثرته على ترسيخ زيادته، عوض و باكثير لم يستمرا فيه وجاء النص السيابي ليس تقليدا لأحد، والأستاذ الناقد ناظم السعود يجد أن أول برهان قدمه الشاعر (أمجد الفاضل) للدلالة على نهجه الريادي هو بيان (العمود الومضة) الذي قدمه في مشهد مجموعة قرر أن الشعر هو بمثابة حلم (ماثل للخيال) مغرق بالتجدد مولع بالتفلت من قبضة الراهن
الشاعر مؤمن بقدرة الشعر على التحول وإمكانية الريادة الشعرية، ومن اشتراطات قصيدة الومضة أنها قصيدة رؤيا لا تلم أوصالها الصور وتعتمد على التكثيف والاختزال، أدوات الحذف وانفتاح التأويل، وتقدم نماذج تطبيقية تعطيها سمة الريادة.
=