♦️ بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
س: ما هو نموذج الشخصيَّة المطلوبة وفق الدِّين والتي يسعى الدِّين إلى تربيتها من خلال تعاليمه ومبادئه وتشريعاته؟
ج - إنَّ مثال التربية الدِّينيَّة التي تكون غاية مُثلى لكلِّ متديِّن وأُسوة لكلِّ مؤمن بالله - وفق ما يُستفاد من نصوص القرآن الكريم في وصف المؤمنين وصفات المتَّقين - يستجمع أمرين:
أحدهما: هو الاتِّصاف بالفضائل الفطريَّة جميعاً، وعلى رأسها شكر الله وأداء حقِّه، والعدل، والإحسان، والصدق، وأداء الأمانة، والإيثار، ونحوها.
والآخر: هو الاتِّصاف بالعقلانيَّة المتمثِّلة بالرشد البالغ والبصيرة الثاقبة، فإنَّ الاتِّصاف بالعقلانيَّة جزء أساس في الشخصيَّة التي يسعى الدِّين لتربيتها - على خلاف ما يتراءى لبعض الناس ابتداءً من عدم علاقة الدِّين بالتعقُّل - فالمتَّقي متيقِّظ، نبيه، عاقل، معتبِر، متذكِّر، ملتفت، متفقِّه، متفطِّن، يتدبَّر عواقب الأُمور، مملوء بالحكمة والعقلانيَّة والعزيمة والفضيلة والحزم في مواطنه، ولذلك كان الخطاب في القرآن الكريم لأُولي الألباب .
🔹وهناك أمثلة عديدة مذكورة في الكتاب والسُّنَّة وآثار أهل البيت (ع) للإنسان المؤمن، قد يكون بعضها مثاليًّا إلى حدٍّ ما بالنسبة إلى كثير من الناس، ولكن الإنسان يحتاج إلى المثل الاعلى ولو تعذَّر عليه بلوغه حتَّى يُدرك ما يتاح له من المستوى الأدنى، لأنَّ هناك فاصلاً ملحوظاً عادةً بين المثل الاعلى للإنسان والنموذج الأمثل الذي ينظر إليه ويُفكِّر فيه ويسعى في أنْ يخطو خطاه وبين سلوكه العملي، لأنَّ المثل يحيي في الإنسان معاني الأُسوة والاقتداء والطموح.
🔹قال الإمام عليُّ بن أبي طالب (ع) في وصف المتَّقين: (فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّةً فِي دِينٍ، وَحَزْماً فِي لِينٍ، وإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وَعِلْماً فِي حِلْمٍ، وَقَصْداً فِي غِنَىً، وَخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وَتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ، وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وَطَلَباً فِي حَلَالٍ، وَنَشَاطاً فِي هُدَىً، وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ.
يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَلٍ، يُمْسِـي وَهَمُّه الشُّكْرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّه الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِراً وَيُصْبِحُ فَرِحاً؛ حَذِراً لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ، إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْه نَفْسُه فِيمَا تَكْرَه لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا تُحِبُّ، قُرَّةُ عَيْنِه فِيمَا لا يَزُولُ وَزَهَادَتُه فِيمَا لا يَبْقَى، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ.…الى اخر الخطبة))
✍🏻: السيد محمد باقر السيستاني.
اللهم صل على محمد وآل محمد
س: ما هو نموذج الشخصيَّة المطلوبة وفق الدِّين والتي يسعى الدِّين إلى تربيتها من خلال تعاليمه ومبادئه وتشريعاته؟
ج - إنَّ مثال التربية الدِّينيَّة التي تكون غاية مُثلى لكلِّ متديِّن وأُسوة لكلِّ مؤمن بالله - وفق ما يُستفاد من نصوص القرآن الكريم في وصف المؤمنين وصفات المتَّقين - يستجمع أمرين:
أحدهما: هو الاتِّصاف بالفضائل الفطريَّة جميعاً، وعلى رأسها شكر الله وأداء حقِّه، والعدل، والإحسان، والصدق، وأداء الأمانة، والإيثار، ونحوها.
والآخر: هو الاتِّصاف بالعقلانيَّة المتمثِّلة بالرشد البالغ والبصيرة الثاقبة، فإنَّ الاتِّصاف بالعقلانيَّة جزء أساس في الشخصيَّة التي يسعى الدِّين لتربيتها - على خلاف ما يتراءى لبعض الناس ابتداءً من عدم علاقة الدِّين بالتعقُّل - فالمتَّقي متيقِّظ، نبيه، عاقل، معتبِر، متذكِّر، ملتفت، متفقِّه، متفطِّن، يتدبَّر عواقب الأُمور، مملوء بالحكمة والعقلانيَّة والعزيمة والفضيلة والحزم في مواطنه، ولذلك كان الخطاب في القرآن الكريم لأُولي الألباب .
🔹وهناك أمثلة عديدة مذكورة في الكتاب والسُّنَّة وآثار أهل البيت (ع) للإنسان المؤمن، قد يكون بعضها مثاليًّا إلى حدٍّ ما بالنسبة إلى كثير من الناس، ولكن الإنسان يحتاج إلى المثل الاعلى ولو تعذَّر عليه بلوغه حتَّى يُدرك ما يتاح له من المستوى الأدنى، لأنَّ هناك فاصلاً ملحوظاً عادةً بين المثل الاعلى للإنسان والنموذج الأمثل الذي ينظر إليه ويُفكِّر فيه ويسعى في أنْ يخطو خطاه وبين سلوكه العملي، لأنَّ المثل يحيي في الإنسان معاني الأُسوة والاقتداء والطموح.
🔹قال الإمام عليُّ بن أبي طالب (ع) في وصف المتَّقين: (فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّةً فِي دِينٍ، وَحَزْماً فِي لِينٍ، وإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وَعِلْماً فِي حِلْمٍ، وَقَصْداً فِي غِنَىً، وَخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وَتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ، وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وَطَلَباً فِي حَلَالٍ، وَنَشَاطاً فِي هُدَىً، وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ.
يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَلٍ، يُمْسِـي وَهَمُّه الشُّكْرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّه الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِراً وَيُصْبِحُ فَرِحاً؛ حَذِراً لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ، إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْه نَفْسُه فِيمَا تَكْرَه لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا تُحِبُّ، قُرَّةُ عَيْنِه فِيمَا لا يَزُولُ وَزَهَادَتُه فِيمَا لا يَبْقَى، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ.…الى اخر الخطبة))
✍🏻: السيد محمد باقر السيستاني.