تويت
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين مُحَمَّدٍ وعلى آله الطّيبين الطّاهرين...
ما أوحش الأسلام بين أهله وما أوسع المسافة بينه وبينهم رغم قربه منهم وما أكثر ممن لايعرف من الإسلام إلا إسمه وهذا مما يؤخز في الأحشاء ويعتصر له القلب ألماً.
لقد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أكثر من أربعة عشر قرناً بقوله: «لقد بدأ الأسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء»([1]).
ما أعجب هذا الحديث الشريف وماأغربه من تصريح وقراءة للمستقبل البعيد !ولكن ياترى ماذا يقصد الرسول روحي فداه من هذه الغربة؟
لو ألقينا نظرة على عالمنا الإسلامي لوجدنا لهذه التساؤل جواباً شافياً ، والصورة واضحة وجلية لاتحتاج الى تعليق فالإسلام شيء والمسلمون شيء آخر والغربة واضحة عليه وعليهم، فالإسلام غريب في تطبيقاته والمسلون غرباء عنه بسسب بعدهم عنه, فاغلب المسلمون غرباء أو مُشرَّدون في داخل أوطانهم فمن صبر وسكت نُعت بالزاهد المتصّنِّع ومن انتفض وطالب بحقه يسمّونه بالإرهابي أو مثير الفتن أو الطائفي, فحالة الحرمان والفقر يعيشها المسلمون، وإن كانوا يعيشون في أغنى الدول وحالهم كما يقول الشاعر العربي:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورهـا محمول
وذلك كُلُّه بسبب التفرُّق أو بسبب تسلُّط الظالمين أو إدارة من ليس له أهلية بتسنم منصب القيادة، إما لجهله أو لعدم كفائته فيكون سببا في جر البلاد والعباد نحو الخراب والدمار.
والشعوب قد جربت كل الأنظمة وكل القوانين الوضعية فلم تجد لها دواءاً ناجعاً لعلتها وحرمانها وحلاً لمشاكلها المتزايدة يوماً بعد يوم رغم الشعارات البراقة واللافتات المرفوعة بيد من يدعي الجهاد والنضال وتحقيق العدالة.
الإسلام الحقيقي والإسلام المقنّع
إن من أهم الأسباب التي جعلت بعض شبابنا وبناتنا ينفرون من الإسلام هو عرض الإسلام بصورة مشوَّهة أو غير دقيقة, فالشباب يفتحون أعينهم على مجتمع متخلف في معاملاته وإن دخله عالم الحاسوب الانترنيت ، وتسوده الأنانية والطبقية والحزبية والمحسوبية والظلم والكبت والحرمان ووووو...إلخ ويشاهدون أن كل هذا يمارس باسم الإسلام وبلباس الدين.
فالحاكم ظالم فاجر ويحكم باسم الاسلام والنظام الوضعي السيء,عليه مسحة إسلامية ، وبعض العقول والأفكار تمارس دور العلماء وهي أبعد عن العلم وأهله.
وهناك الأفكار السلبية والروح الإنهزامية تطرح وتعرض على الناس كمفاهيم إسلامية، فما دام الإسلام يعرض بهذا الشكل وبهذه الصورة والدعاية للإسلام باعلام ضعيف أو محدود بيد المسلمين وفي المقابل قوة الدعاية المضادة فكيف يكون الموقف من الإسلام؟
بقلم
مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام (الصادق)
([1]) بحار الأنوار: ج25 ص36 باب 4، شرح نهج البلاغة: ج10 ص98، كمال الدين: ج1 ص200، منتخب الأنوار: ص40.
تعليق