رد شبهة أن الإمام المهدي (عليه السلام) مات و سيظهر بعد إحيائه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمدٍ .
بقلوب ملؤها الفرح والسرور نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات المكللة بباقات الزهور المعطرة بأطيب وأزكى العطور إلى جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بقرب ذكرى ولادة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) .
جميع الديانات السماوية وغير السماوية تؤمن بوجود منقذ ومخلص للبشر في آخر الزمان ، إلا أنهم يختلفون بشخصية هذا المنقذ ، أما المذاهب والفرق الإسلامية فتتفق بأنه الإمام المهدي (عليه السلام) إلا أنهم يختلفون بأنه ولد أو لم يولد بعد .
فالشيعة الإمامية تقول بولادته وغيبته قبل أكثر من ألف سنة ، وأبناء العامة من أهل الخلاف ينكرون ذلك ويقولون بأنه سيولد في المستقبل . وقد حاول بعض أبناء العامة رد قولنا السابق وإبطاله مستدلين بهذه الرواية التي في كتبنا ومصادرنا الروائية التي جاء فيها : (وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم ) . محتجين علينا بأنه ولد ومات لا أنه حي موجود إلى الآن .
علماً أن هذه الرواية ذكرت في الكثير من كتبنا ومصادرنا ومنها العوالم عن أبي سعيد الخراساني قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم . فقلت : لأي شيء سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدي إلى أمر خفي ، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم . أقول : قوله : بعدما يموت ، أي يموت ذكره أو بزعم الناس ) . (1) .
وفي هذه الرواية نقاش من حيث السند والمتن :
أولاً : من حيث السند :
والرواية ضعيفة بعبد الله بن القاسم الحضرمي ، وهو كذاب ومن الغلاة .
قال السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث عن ترجمته : ( قال النجاشي : عبد الله بن القاسم الحضرمي المعروف بالبطل ، كذاب ، غال ، يروي عن الغلاة ، لا خير فيه ، ولا يعتد بروايته ، له كتاب يرويه عنه جماعة ... و قال ابن الغضائري : ( عبد الله بن القاسم الحضرمي ، كوفي ، ضعيف أيضا ، غال ، متهافت ، لا ارتفاع به ) . (2) .
ثانياً : من حيث المتن :
فإن متنها – لو صحت الرواية – قابل للتأويل :
1 - قال الشيخ الطوسي : ( واحتجاجهم بما روي : ( من أن صاحب هذه الامر يحيى بعدما يموت وأنه سمي قائما لأنه يقوم بعدما يموت ) باطل لان ذلك يحتمل - لو صح الخبر - أن يكون أراد بعد أن مات ذكره حتى لا يذكره إلا من يعتقد إمامته ، فيظهره الله لجميع الخلق ) . (3) .
2 - قال العلامة المجلسي : ( قال أبو عبد الله عليه السلام : إن القائم إذا قام قال الناس : أنى يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل . فالوجه في هذه الأخبار وما شاكلها أن نقول : يموت ذكره ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي وهذا وجه قريب في تأويل هذه الأخبار على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا يوجب علما عما دلت العقول عليه وساق الاعتبار الصحيح إليه ، وعضده الأخبار المتواترة التي قدمناها بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الأخبار ما ينافيها ) . (4) .
3 - قال الشيخ علي الكوراني : ومعنى قوله ( لأنه يقوم بعدما يموت ) أن غيابه عليه السلام عند الناس كموته ، أو موت ذكره . (5) .
------------------------------
(1) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب / الشيخ علي اليزدي الحائري / الجزء 1 / الصفحة 158 .
(2) معجم رجال الحديث / السيد الخوئي / الجزء 11 / الصفحة 304 .
(3) الغيبة / الشيخ الطوسي / الجزء 1 / الصفحة 108 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 51 / الصفحة 225 .
(5) الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) / الشيخ علي الكوراني العاملي / الصفحة 627 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمدٍ .
بقلوب ملؤها الفرح والسرور نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات المكللة بباقات الزهور المعطرة بأطيب وأزكى العطور إلى جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بقرب ذكرى ولادة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) .
جميع الديانات السماوية وغير السماوية تؤمن بوجود منقذ ومخلص للبشر في آخر الزمان ، إلا أنهم يختلفون بشخصية هذا المنقذ ، أما المذاهب والفرق الإسلامية فتتفق بأنه الإمام المهدي (عليه السلام) إلا أنهم يختلفون بأنه ولد أو لم يولد بعد .
فالشيعة الإمامية تقول بولادته وغيبته قبل أكثر من ألف سنة ، وأبناء العامة من أهل الخلاف ينكرون ذلك ويقولون بأنه سيولد في المستقبل . وقد حاول بعض أبناء العامة رد قولنا السابق وإبطاله مستدلين بهذه الرواية التي في كتبنا ومصادرنا الروائية التي جاء فيها : (وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم ) . محتجين علينا بأنه ولد ومات لا أنه حي موجود إلى الآن .
علماً أن هذه الرواية ذكرت في الكثير من كتبنا ومصادرنا ومنها العوالم عن أبي سعيد الخراساني قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم . فقلت : لأي شيء سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدي إلى أمر خفي ، وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم . أقول : قوله : بعدما يموت ، أي يموت ذكره أو بزعم الناس ) . (1) .
وفي هذه الرواية نقاش من حيث السند والمتن :
أولاً : من حيث السند :
والرواية ضعيفة بعبد الله بن القاسم الحضرمي ، وهو كذاب ومن الغلاة .
قال السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث عن ترجمته : ( قال النجاشي : عبد الله بن القاسم الحضرمي المعروف بالبطل ، كذاب ، غال ، يروي عن الغلاة ، لا خير فيه ، ولا يعتد بروايته ، له كتاب يرويه عنه جماعة ... و قال ابن الغضائري : ( عبد الله بن القاسم الحضرمي ، كوفي ، ضعيف أيضا ، غال ، متهافت ، لا ارتفاع به ) . (2) .
ثانياً : من حيث المتن :
فإن متنها – لو صحت الرواية – قابل للتأويل :
1 - قال الشيخ الطوسي : ( واحتجاجهم بما روي : ( من أن صاحب هذه الامر يحيى بعدما يموت وأنه سمي قائما لأنه يقوم بعدما يموت ) باطل لان ذلك يحتمل - لو صح الخبر - أن يكون أراد بعد أن مات ذكره حتى لا يذكره إلا من يعتقد إمامته ، فيظهره الله لجميع الخلق ) . (3) .
2 - قال العلامة المجلسي : ( قال أبو عبد الله عليه السلام : إن القائم إذا قام قال الناس : أنى يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل . فالوجه في هذه الأخبار وما شاكلها أن نقول : يموت ذكره ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي وهذا وجه قريب في تأويل هذه الأخبار على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا يوجب علما عما دلت العقول عليه وساق الاعتبار الصحيح إليه ، وعضده الأخبار المتواترة التي قدمناها بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الأخبار ما ينافيها ) . (4) .
3 - قال الشيخ علي الكوراني : ومعنى قوله ( لأنه يقوم بعدما يموت ) أن غيابه عليه السلام عند الناس كموته ، أو موت ذكره . (5) .
------------------------------
(1) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب / الشيخ علي اليزدي الحائري / الجزء 1 / الصفحة 158 .
(2) معجم رجال الحديث / السيد الخوئي / الجزء 11 / الصفحة 304 .
(3) الغيبة / الشيخ الطوسي / الجزء 1 / الصفحة 108 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 51 / الصفحة 225 .
(5) الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) / الشيخ علي الكوراني العاملي / الصفحة 627 .
تعليق