شغل منهج أهل البيت عليهم السلام عدد كبير من المفكرين والفلاسفة والعلماء عبر التأريخ ليتأملوا في الجانب المعرفي المؤمن والذي تركوه نبراس ومحاولة أدراك الوعي الإنساني الذي رسخه الإيمان بالدين ، وفي صدى الروضتين تعلمنا أن لا يكون بحثنا مرتبط بالموسمية لهذا سنقرأ نص خطبة سماحة السيد أحمد الصافي في 22 أيلول عام 2006 م في العتبة الحسينية المقدسة وكان النص يبحث في منهجية أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان لذلك يكون أمامنا محورين للقراءة والتأمل الأول منهج أهل البيت عليهم السلام والمحور الثاني شهر رمضان ، ومثل هذه المحاور تحتكم لوعي الخطيب وأسلوب بحثه في هذين المحورين والنص عرف لنا منهج أهل البيت عليهم السلام وما اورثوه لنا عبارة عن عقيدة كاملة لم يترك مجالا دون ان يستثمروه ويستخلصوا منه العبر المؤثرة في السلوك الإنساني الروحي والمادي والاجتماعي وتنمية القدرات الروحية التي من خلال الوعي بخصائص النفس ، وقوانين الحياة وارتباطها بالقيم المتعلقة بهذا الوعي ، واهتمام هذه المدرسة بكل مناسبة مباركة لهذا كان شهر رمضان عندهم ينطلق من مفهوم الموقف الإلهي والمبارك والسعي لترشيح مفهوم إنساني يجيد استثمار مميزا هذا الشهر ،بما يحمل من منح سخية ، أولها عهد الله سبحانه تعالى بغلق أبواب جهنم في هذا الشهر وفتح أبواب الجنان ، لهذا نجد اهتمام الأئمة عليهم السلام بسلوكيات وممارسات والموقف الحياتي الذي لابد أن بتوائم مع قيمة التعامل الإلهي مع هذا الشهر واستثمار ما يفرض من صوم وزكاة لمعنى البركة تلك الرحمة التي تجعلنا نسعى إلى التكامل النفسي وهذا غاية وجود شهر رمضان أساسا وظاهرة وجود الأئمة عليهم السلام في حياتنا ليملكوا مهام هذه القيادة وأعني رعاية التكامل النفسي الإنساني ، سعيا لتحقيق وجود الأيمان الذي دونه لا يكون هناك أمكانية احتواء الرحمة والسعي عبرها للتكامل النفسي ، جاءت رؤية الإمام السجاد عليه السلام عبر ما تركه من أدب الدعاء ، تحقيق الذات الرمضانية يأتي لتحقيق الاستقبال النفسي لهذا الشهر والمنحى الآخر في وداعة التأمل في أدعية الأئمة عليهم السلام نجدها ترسخ ثقافة الدعاء من الجانب التربوي والعقائدي والفكري والجانب الأخلاقي بمعنى تحقيق الوجود الإيماني في النفس الإنسانية من خلال يقينين ، اليقين الأول خصوصية كل ليلة من ليالي رمضان المباركة بعبادة الصوم وخاصة مميزات ليلة القدر والرحمة لو تأملنا في موقف هذا اليقين سنجد جزاء الصوم غير محدد كون الله سبحانه تعالى يعزز عبادة الصوم ( انه لي وأنا أجازي به ) واليقين الثاني هو يقينية الدعاء الأمام السجاد عليه السلام قبل الدخول الى شهر رمضان وقبل الخروج منه ، التثقيف لبناء مرتكز الاستقبال بمعنى ماذا سنقدم ومرتكزات التوديع بمعنى ماذا قدمنا ، اليقينة الثالثة هي يقينية الموازنة بين الجوانب الاعتيادية المادية من مأكل رمضاني ومطعم ومشرب ، وهذا ما يجلب الإنسان في رحلة اليوم ، الموازنة مهمة بين الماديات الاعتبارية والجوانب الروحية والعبادية بما تمتلك هذه الدراسة من ساعات وأعمال لها خصوصية رمضان ، كما يشتاق من حالة الصيام لبعض الأطعمة والاشربة فالروح تنشط لروحانيات العبادة وهذه الأعمال تعمل على تهيئة ألإنسان في شهر رمضان ،ويقينة الحرمة ، القدرة على فهم المعنى وإدراك الفكرة التي تحول الإنسان الى الجوهر التكاملي ، هذه الفكرة تحقق الوجود الرمضاني في قلب الانسان وروحه لتؤكد وجود الترابط بين محور الطبيعة الإنسانية ، فطرة الإنسان وتقبله الى الأمر الالهي وبين قداسة رمضان وعمق هذه القداسة عبر المظهر الخارجي ومحتوى المضمون الإنساني ، وجود منظومة متكاملة من التعاليم الالهية التي لابد ان نتبعها من حيث الزمان والمكان وسن التكليف الذي يصبح به الشاب مؤهل لتحمل المسؤولية ، والترابط بين الطبيعة الانسانية وقداسة رمضان ، هي من مساعي فكر الإمام السجاد عليه السلام ولذلك نجد تأسيس يقينية المعنى أو لانسميه أختصاصات المعنى ، حث الامام السجاد على استثمار مجموعة محددة من الأدعية لرمضان ، دعاء الافتتاح / دعاء أبي الحمزة الثمالي ، وأدعية أخرى للنهار ولليل وللسحر ، ومن هنا يمكن ان ننظر الى جميع اليقينيات بانها سعت لتقديم السلوك الانساني عبر أمتيازات هذا الشهر ، ، وهذه اليقينية تذهب باتجاهين الاول لإبراز معنوية الشهر حسب الظواهر التي تقرب الرؤى الى الارتكاز والتي يشخصها البعض تحت منطلقات الايمان ، وبين الأتجاه الثاني الغيبي الذي يعرفنا عليه الامام السجاد عليه السلام ، عملية استفسار الملائكة ، إغلاق أبواب النيران وفتح أبواب الجنان ، الأئمة عليهم السلام ينتدبون عباد كل الازمنة
الى الدعاء والعبادة ، ،كانت الزهراء عليها السلام في ليلة القدر تأمر بغسل الوجوه حتى لا يغلب النعاس الى طلوع الفجر تعتبر وجود الأئمة عليهم السلام من الركائز الاساسية التي شيدت عليه هو يتنا وانتماءها ، وهذا الانتماء لصالح قيم الجماعة ، وسلامتها وإذا تجلى الاهتمام بالمعرفة ( اللهم صل على محمد وآله والهمنا معرفة فضله وأجلال حرمته ) جمال الوعي الإنساني حين يوائم بين المعرفة والحرمة ، الإمام علي عليه السلام يطلب من الله التفكير والتدبر والرحمة ، يعمل النص على الوعظ بالحث المباشر والنواهي بمعنى الأمر والنهي ، لا ينتهك حرمة رمضان بتشهير الافطار حتى لو امتلكت رخصة الإفطار ، هذا الاشتغال المضموني يرصد بعض حالات السلب لغرض التنبيه عليها ، بنرتكزات منها المرتكز لتمثيل الواقع ، بما يمتلك من سلب وإيجاب ، المرتكز الثاني هو يسلط الضوء على فكر الامام المعصوم والمرتكز الثالث سعى الإمام عليه السلام التعريف بفضل هذا الشهر المرتكز الرابع هو خلق التصور المدرك لمعرفة الدقة التي نظر التي نظر الامام عليه السلام لخصوصية شهر رمضان ، يعمل نص الخطابة على البحث عن سعة تأثيرية عالية من خلال أداء النص الذي سيعمل وسيطا لنقل مفاهيم الإمام سلام الله عليه الى الناس ، بصياغة معاصرة قريبة عن لغة العصر وأسلوب العرض ، يطلب الإمام الإعانة على صيامه بكف الجوارح عن المعاصي ، وكلما كف الإنسان نفسه عن المعصية في شهر رمضان وغيره ، هناك بعض الأمور النفسية الدقيقة البعض يتجاوز مفردات التحريم لإنها غير داخلة في مورد ابتلائه ،قلق التأثير الأسمى في نفسية المتلقي ومشاعره وأحاسيسه يأتي معه خلال قدسية المصدر للاستفادة من استحقاقات أعمال رمضان نفسها مثل خدمة الفقراء ، من ضمن بنية التفاعل في نصوص توجيهات الأئمة عليهم السلام عمران البعد الاجتماعي ، الأمم كما يرى المرسل تتطور بمقدار علاقتها الاجتماعية ، والله تعالى يدفع البلاء بمقدار الحنو الاجتماعي للفرد ، والعمل قدر المستطاع على جعل شهر رمضان شهر تعاون وبر ، ومن أهم مميزات السعي القصدي بمعنى المطلوب
جعل أخلاق الأئمة عليهم السلام برنامجا عمليا في الحياة اليومية ، كلالة من دلالات الرؤية الكلية للانتماء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ،
أعجبني
تعليق
مشاركة