بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين،وبعد:
فقد اتَّسمت شريعتنا الإسلامية بِسِمَات كثيرة ، وتفرَّدت وتميَّزت بأمور عظيمة لم تكن لغيرها من الشرائع السابقة، وإنَّ من أبرز وأجلِّ ما تميَّزت به تلك الشريعة الغَرَّاء ، أنها جاءت سهْلَة سَمْحة؛ ترفع الحرج، وتدفع المشقَّة، وتُقدِّر الضرورة، وتلتمس العذر، وتراعي أحوال الناس في كيفية أداء التكاليف الشرعية، فَفَرَّقت بين الصحيح والمريض، والمسافر والمقيم، والآمن والخائف، وجعلت لكل صِنْفٍ من هؤلاء ما يناسبه من الأحكام؛ مع مراعاة حاله، وتقدير عذره، ومن ثمَّ رَفْعِ الحَرَج والمشقَّة عنه؛ تطبيقاً لقول الله عز وجل: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} البقرة: 178. وقوله سبحانه أيضاً : {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} . ـ الحج:78
ومِن الموضوعات المهمة التي كانت ولا زالت موضوع بحث العلماء والمختصين السفر وأن للمسافر أحكامه الخاصة التي تتناسب مع حالته وما يَعْتريه فيها من مَشقَّة وتعب وإرهاق ، كما قال أصدق الخلق نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله :
« السفر قطعة من العذاب فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع العود إلى أهله».الكافي:باب35 ح566.
ومما يؤسف له أن أغلب المكلفين لايعتنون بمسائل السفر من واجبات ومحرمات ومستحبات و آداب، ويعتبرونها مسائل ثانوية فلا داعي للإعتناء بها والإلتفات إليها وهذا من الإهمال وليس من علامات المؤمن أن يهمل مسائل تتعلق بدينه.
ولما كان السفر من الموضوعات التي تتغير بتبعه بعض الأحكام الشرعية تخفيفا للمسافر, فقد كانت مسائل السفر ولا زالت محل بحث العلماء والفقهاء على مر العصور, نظراً لكثرة إبتلاء الناس بها من جانب، وتطوُّر وسائل التنقُّل من جانبٍ آخرٍ، فنالت قسطا وافرا من الإهتمام عند علماء الشيعة أعزهم الله تعالى وعند بقية مذاهب المسلمين, فلا تفتح كتابا فقهيا أو رسالة عملية, إلا وفيها بابٌ مستقل للبحث في هذه المسائل.
ولم يقتصر البحث في مسائل السفر في الزمن الماضي حين كان السفر بالوسائل المتعارفة في ذلك الزمن، الذي كان قطع المسافة بواسطتها يحتاج إلى أيام وشهور، بل إلى عصرنا الحاضربعد أن كثر السفر وتطوّرت وسائله إلى وسائل جوية وبرية وبحرية سريعة، التي يمكن بواسطتها أن تقطع أبعد المسافات في ساعات قليلة‘ فلا بد أن يتصدى الفقهاء والعلماء للقيام بهذه المهمّة وقد قاموا باستنباط مسائل شرعية تتناسب وهذا العصر, فجزاهم الله سبحانه وتعالى عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.
وقد ذكر القرآن الكريم وكذلك السنة الشريفة قد ذكرت أيضا السفر وما يتعلق به من أحكام وآداب موكولة إلى محلها ومن أحب فاليراجع هناك..
فوائد السفر
وأجمل ماورد عن أمير المؤمنين عليه السلام الأبيات المشهورة، في ديوانه المنسوب إليه قوله عليه السلام
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى
وسافرففي الأسفار خمس فوائدِ
تفرُّج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار ذل ومحنة
وقطع الفيافي وارتكاب الشد ائد
فموت الفتى خير من قيامه
بدار هوان بين وا ش وحا سد
ديوان الإمام علي عليه السلام ــ ص 48 شرح الدكتور يونس فرحات.
بقلم المشرف على ساحة أهل البيت عليهم السلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين،وبعد:
فقد اتَّسمت شريعتنا الإسلامية بِسِمَات كثيرة ، وتفرَّدت وتميَّزت بأمور عظيمة لم تكن لغيرها من الشرائع السابقة، وإنَّ من أبرز وأجلِّ ما تميَّزت به تلك الشريعة الغَرَّاء ، أنها جاءت سهْلَة سَمْحة؛ ترفع الحرج، وتدفع المشقَّة، وتُقدِّر الضرورة، وتلتمس العذر، وتراعي أحوال الناس في كيفية أداء التكاليف الشرعية، فَفَرَّقت بين الصحيح والمريض، والمسافر والمقيم، والآمن والخائف، وجعلت لكل صِنْفٍ من هؤلاء ما يناسبه من الأحكام؛ مع مراعاة حاله، وتقدير عذره، ومن ثمَّ رَفْعِ الحَرَج والمشقَّة عنه؛ تطبيقاً لقول الله عز وجل: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} البقرة: 178. وقوله سبحانه أيضاً : {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} . ـ الحج:78
ومِن الموضوعات المهمة التي كانت ولا زالت موضوع بحث العلماء والمختصين السفر وأن للمسافر أحكامه الخاصة التي تتناسب مع حالته وما يَعْتريه فيها من مَشقَّة وتعب وإرهاق ، كما قال أصدق الخلق نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله :
« السفر قطعة من العذاب فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع العود إلى أهله».الكافي:باب35 ح566.
ومما يؤسف له أن أغلب المكلفين لايعتنون بمسائل السفر من واجبات ومحرمات ومستحبات و آداب، ويعتبرونها مسائل ثانوية فلا داعي للإعتناء بها والإلتفات إليها وهذا من الإهمال وليس من علامات المؤمن أن يهمل مسائل تتعلق بدينه.
ولما كان السفر من الموضوعات التي تتغير بتبعه بعض الأحكام الشرعية تخفيفا للمسافر, فقد كانت مسائل السفر ولا زالت محل بحث العلماء والفقهاء على مر العصور, نظراً لكثرة إبتلاء الناس بها من جانب، وتطوُّر وسائل التنقُّل من جانبٍ آخرٍ، فنالت قسطا وافرا من الإهتمام عند علماء الشيعة أعزهم الله تعالى وعند بقية مذاهب المسلمين, فلا تفتح كتابا فقهيا أو رسالة عملية, إلا وفيها بابٌ مستقل للبحث في هذه المسائل.
ولم يقتصر البحث في مسائل السفر في الزمن الماضي حين كان السفر بالوسائل المتعارفة في ذلك الزمن، الذي كان قطع المسافة بواسطتها يحتاج إلى أيام وشهور، بل إلى عصرنا الحاضربعد أن كثر السفر وتطوّرت وسائله إلى وسائل جوية وبرية وبحرية سريعة، التي يمكن بواسطتها أن تقطع أبعد المسافات في ساعات قليلة‘ فلا بد أن يتصدى الفقهاء والعلماء للقيام بهذه المهمّة وقد قاموا باستنباط مسائل شرعية تتناسب وهذا العصر, فجزاهم الله سبحانه وتعالى عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.
وقد ذكر القرآن الكريم وكذلك السنة الشريفة قد ذكرت أيضا السفر وما يتعلق به من أحكام وآداب موكولة إلى محلها ومن أحب فاليراجع هناك..
فوائد السفر
وأجمل ماورد عن أمير المؤمنين عليه السلام الأبيات المشهورة، في ديوانه المنسوب إليه قوله عليه السلام
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى
وسافرففي الأسفار خمس فوائدِ
تفرُّج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار ذل ومحنة
وقطع الفيافي وارتكاب الشد ائد
فموت الفتى خير من قيامه
بدار هوان بين وا ش وحا سد
ديوان الإمام علي عليه السلام ــ ص 48 شرح الدكتور يونس فرحات.
بقلم المشرف على ساحة أهل البيت عليهم السلام
تعليق