تويت
دروس من اخلاق الشيخ الأعظم.
في مرجعية الشيخ الأنصاري جاءت والدة الشيخ تشكو فقر وحاجة الشيخ منصور اخ الشيخ الانصاري...
فقالت له: لماذا لا تراعي اخاك وتعطيه ما يكفيه وانت تحت يدك الأموال الكثيرة....؟.
لم يناقش الشيخ الانصاري والدته ولكن بادر بإعطاء مفتاح الغرفة التي فيها الأموال، وقال لامه: خذي المفتاح وأعطي لابنك ما تريدين ،ولكن حضري جوابه يوم القيامة....
ولما واجهت تلك المرأة الصالحة التقية هذا المحذور امتنعت من أخذ المفتاح وتراجعت عن طلبها قائلة : (كلا لا أورط نفسي يوم القيامة من اجل رفاه ابني)..
والدروس المستفادة من القصة ما يلي .
الدرس الأول: يظهر من القصة ان الشيخ الأعظم الانصاري لم يكن يعطي أخيه اكثر مما كان يعطي للطلاب وهذا يعني التوزيع العادل بين طلاب العلم.
الدرس الثاني: ان الأموال كانت بيد الشيخ الانصاري ولأجل ذلك كان هو الأمين عليها ولا يجامل على أموال الحقوق الشرعية فيعطي الا وفق الاستحقاق وبالعدالة.
الدرس الثالث: إن الشيخ في عدم إعطائه لأخيه مالا رغم فقره وحاجته ، يذكرنا بأمير المؤمنين عليه السلام عندما جاء اليه عقيل يطلب منه صاعا من حنطة وفي ذلك يقول : ( وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَقَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً وَرَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَلَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى)نهج البلاغة - خطب الإمام علي (عليه السلام) - ج ٢ - ص ٢١٧.
الدرس الرابع : إن الشيخ ليس معصوما ومع ذلك فهو عمل بغاية النزاهة والأمانة والإخلاص في حفظ الأموال وعدم التفريط في مال بيت المسلمين ،وهذا يعني ان الانسان اذا ربى نفسه يستطيع ان يكون امينا على الأموال وليس فقط الانسان المعصوم يقدر على ذلك....
الدرس الخامس: ان الشيخ الأعظم لم يستخدم العنف مع والدته وانما ذكرها بالآخرة، ولأجل ذلك
والدة الشيخ الانصاري رضوان الله عليها امتنعت عن اخذ المال من اجل ولدها .....
الدرس السادس: اعطى الشيخ الانصاري اعظم الدروس في الأمانة والنزاهة وسار على منهج امير المؤمنين عليه السلام ولم يشوه مذهب اهل البيت عليهم السلام...
الدرس السابع: على كل انسان ينتمي الى مذهب اهل البيت عليهم السلام وله مسؤولية ان يكون امينا في موقعه ومنصبه وكذلك يجب أن يوزع الأموال والثروة بشكل عادل بين الناس ويصبح امينا كأمانة الشيخ الانصاري رضوان الله عليه وعادلا كعدالة الشيخ الانصاري وان لا يشوه مذهب اهل البيت عليهم السلام من اجل الدنيا ومصالحه الشخصية وأولاده ، وعليه ان يتذكر عذاب الاخرة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ويوم يفر المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه....
اللهم وفقنا لطاعتك واجتناب معصيتك، ووفقنا للأمانة والعدل واجعلنا ممن تنتصر به لدينك .....
تعليق