إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تعميق الشعور بالله سبحانه في عقل الإنسان وقلبه)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تعميق الشعور بالله سبحانه في عقل الإنسان وقلبه)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    يستطيع الإنسان وفق المنظور الديني العقلاني من أن يعمّق هذا الإدراك في داخله بحيث يشهد الله سبحانه في كلّ ما يراه فيكون حاله تجاه الكائنات كلّها ـ ومنها الإنسان نفسه ـ حال من يدخل في معرض لصناعات شركةٍ، فيرى كلّ شيء فيه مقروناً بالالتفات إلى أنّها من إنتاج تلك الشرك ، فهذا الاستحضار وعيٌ دائمٌ ومستمرٌّ بحقيقة تمثّل قدرات الصانع وفاعليّته في آثاره.
    ومن ثَمّ فإنّ من وعي الإنسان أن ينظر إلى الكون والكائنات في كلّ تفاصيلها بهذه النظرة، ويشهد آيات الله سبحانه في الأنفس والآفاق.
    وقد جاء في نصوص القرآن الكريم مدح هذا الوعي والانتباه في الإنسان، كما نجد في نصوص الأنبياء والأولياء ـ كخطب الإمام علي (ع) في نهج البلاغة ـ ما يعبّر عن شعور بالغ بهذا المعنى والإعجاب به والثناء لله تعالى بموجبه، فما حُمد شيء في الكون إلّا ورجع إلى حمد الله سبحانه وتعالى، وما أُعجب عالم باكتشاف قانون من قوانين الكون في أيّ منحى من المناحي إلّا ورجع إلى الإعجاب بصنيع الله سبحانه وقدرته وعظمته، وقد قال القائل:
    وفي كلّ شيء له آيةٌ تدلّ على أنّه واحد
    وعليه فإنّ عقلانيّة الإنسان ورقيّ مستواه العقليّ يمدّ الإنسان بهذا الشعور بشكل دائم، لا سيّما أنّ الإنسان بحسب الدين مقصود بالتفهيم من هذا العرض من قبل الله سبحانه، فهو خلاصة هذا الكون المادي والحياة، وهو منظور بهذا الاستعراض الإلهيّ الجميل.

    وإنّ أهم عامل يؤثر في سعادة الإنسان هو معرفة الإنسان بصاحب هذه الحياة في كل مكوناتها وتفاصيلها والخالق له المتفضل عليه بصنوف النعم وأنواعها، فمعرفة الله سبحانه والإذعان له يترك ظلاً ظليلاً على حياته الآخرة، فمن عرف الله تعالى وأذعن له فقد حصل على رأس مال رابح وخالد .
    وذلك لما في معرفته والإذعان له من معاني الشكر والأدب والعرفان، وقد جعل سبحانه وتعالى الشكر والأدب من سنن التنمية لأنه سيد الأخلاق الفاضلة .
    كما إن أهم عامل يؤثر في شقاء الإنسان هو معاندة المرء في الإقرار به سبحانه وإثبات الشريك له، فإنه انتقاص عظيم لحقه ونكران قبيح لجميله، ينعكس على صاحبه نكداً ويوجب تعاسة وبعداً .
    ودونه في عوامل الشقاء إهمال المرء لهذا الأمر وعدم تحريه وبحثه، فيضل السبيل من جهة قلة اهتمامه بما يحتمله من وجوده ورغبته سبحانه في معرفته والإذعان له، فيعيش المرء كالأنعام لا يعرف صاحبه ولا المنعم عليه .
    ومن كان قاصراً عن معرفة الله تعالى ــ من دون تقصير منه ــ كان له سبحانه تقدير عذره، وتنزيله على ما يستوجبه بحسب حاله، ولكنه لن يبلغ درجة العارف به المذعن له في ما عرفه من حقه وشكره على معروفه .
    وفي حكم معرفته سبحانه الوقوف على رسالته إلى الخلق في أمر هذا العالم وأبعاده وشؤونه، لأن هذه الرسالة تكشف للمرء أبعاداً ضرورية لن ينالها العقل، كما إنها تقي المرء من الشكوك والشبهة في ما يدركه، فإن العقل لن يهتدي إلى كثير من الحقائق المهمة والمؤثرة في مسيرة الإنسان ، على أنه قد يصاب أكثر الناس في مدركاته الحقة بالتشويش والشبهة كما تقدم ذلك، فالسبيل إلى معرفة حقائق هذه الحياة منحصر بالوقوف على رسالته .
    على أن في هذه الرسالة تحديداً لحدود الوظائف الفطرية التي لا تخلو هي بدورها عن تشابه وتشويش لا سيما لدى أغلب الناس، وقد تختلط هذه الوظائف بإدراكات ومشاعر أخرى لا قيمة لها ، وبذلك تحدد الرسالة المنهج الصحيح في هذه الحياة تحديداً يرفع عنه اللبس والخطأ .
    ثم في الوقوف على رسالته تعالى إلى خلقه والإذعان لها وتقديرها تأدب معه سبحانه وتقدير لمخاطبته سبحانه للإنسان ولطفه به، وقد عرفت أن مقولة الأدب مع الله تعالى من أهم ركائز علاقته سبحانه بخلقه، فمن انتهك الأدب معه سبحانه فقد هتك نفسه وأفسد حياته .​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X