اللهم صل على محمد وآل محمد
قيل إنّ رجلًاً فزعاً جاء صباح يوم عند سليمان عليه السلام .. فلمّا شاهد سليمان اصفرار وجهه و ازرقاق شفاهه من شدّة الخوف و الهلع، سأله : ما بالك أيها المؤمن و ما علّة خوفك و فزعك ..؟!
أجاب الرجل : لقد نظر إليّ عزرائيل نظر غضب و حقد فأفزعني ذلك كما ترى .
فقال سليمان : و ما هي حاجتك الآن ..؟؟
قال : يا نبي الله الريح طوع أمرك فمُرها لتأخذني إلى الهند، لعلّني أنجو هناك من براثن عزرائيل .
فأمر النبي سليمان الريح لتحمله على وجه السرعة إلى الهند و في اليوم التالي جلس سليمان في مجلسه فجاء عزرائيل لرؤيته
فقال له : يا عزرائيل لماذا نظرتَ إلى ذلك العبد المؤمن نظرة مغضب حاقد فدفعتَ بذلك المسكين الفزع إلى الفرار من أهله و بيته إلى ديار الغربة ..؟؟
فقال عزرائيل : لم أنظر إليه قطّ نظرة مغضب و لقد أساء الظنّ بي، فقد كان الربّ ذو الجلال أمرني بقبض روحه في الهند في الساعة الفلانيّة فوجدته هنا قريباً من تلك الساعة فغرقتُ لذلك في دنيا من العجب و الدهشة و تحيّرت في أمري فخاف ذلك الرجل من تحيّري و ظنّ خطأ أني أريد السوء به .. لقد كان الاضطراب من جهتي أنا .
و كنتُ أحدّث نفسي : لو امتلك هذا الرجل ألف جناح لما أمكنه الطيران بها و الذهاب إلى الهند في هذا الزمن القصير، فكيف سأنجز هذه المهمّة التي أوكلها الله لي ..؟؟
ثم قلتُ لنفسي : فلأذهب كما أمرت فليس ذلك من شأني و هكذا فقد ذهبتُ بأمر الحقّ إلى الهند ففوجئتُ به هناك فقبضتُ روحه .
--------------------
منقول