يُـمثّلُكَ الـشوقُ الـمبرِّحُ والفكرُ فـلا حُجُبٌ تُخفيك عنّي ولا سترُ
ولـو غِبتَ عنّي ألفَ عامٍ فإنّ لي رجـاءَ وصالٍ ليس يَقطعُهُ الدهرُ
ومـا أنت إلاّ الشمسُ ينأى مَحَلُّها ويُـشرِق مِن أنوارِها البَرُّ والبحرُ
تَـمادى زمـانُ الـبُعدِ وامتَدّ ليلُهُ وما أبصَرَت عيني مُحيّاك يا بدرُ
ولـو لـم تُعلّلْني بوعدِك لم يكن لِـيألَفَ قـلبي في تباعُدِك الصبرُ
ولـكنّ عُـقبى كـلِّ ضيقٍ وشدّةٍ رَخاءٌ.. وإنّ العُسْرَ مِن بَعدِه يُسْرُ
وإنّ زمـانَ الـظُّلم إن طالَ ليلُهُ فَعَن كَثَبٍ يبدو بِظَلْمائهِ الفجرُ (2)
ويُطوى بساطُ الجَورِ في عدلِ سيّدٍ لألـويةِ الـدينِ الـحنيفِ به نَشْرُ
* * *
هـو الـقائمُ الـمهديُّ ذو الوَطْأةِ الذي بـها يَـذَرُ الأطـوادَ يَرجَحُها الذَّرُّ (3)
هـو الـغائبُ الـمأمولُ يومُ ظُهورهِ يُـلَبِّيهِ بـيتُ اللهِ والـركْنُ والـحِجْرُ
هـو آبـنُ الإمـام الـعسكريّ، محمّدٌ بـذا كـلِّهِ قـد أنبأَ المصطفى الطُّهْرُ
كـذا مـا روى عـنه الفريقانِ مُجْمَلاً بـتـفصيله تَـفنى الـدفاترُ والـحِبْرُ
فـأخـبارُهم عـنـه بـذاك كـثيرةٌ وأخـبارُنا قَـلَّت لـها الأنـجُمُ الزُّهْرُ
ومـولدهُ « نـورٌ » به يُشرِق الهدى وقيلَ لظامي العدل: مولدُه « نَهْرُ » (4)
* * *
ألــم تَــدْرِ أنّ الله كَـوّنَ خَـلْقَهُ لـيـمتثلوهُ.. كــي يَـنالَهُمُ الأَجْـرُ
ومـــا ذاك إلاّ رحـمـةً بـعـبادِهِ وإلاّ فـمـا فـيه إلـى خَـلْقِهم فَـقْرُ
ويـعـلم أنّ الـفكرَ غـايةُ وُسـعِهم وهــذا مَـقامٌ دونَـهُ يَـقِفُ الـفكرُ
فـأكـرَمَـهُم بـالـمرسَلينَ أدلّــةً لِما فيه يُرجى النفع.. أو يُختشى الضُّرُّ
كـذلك تـجري حكمةُ اللهِ في الورى وقُـدرتُهُ.. فـي كـلِّ شـيءٍ له قَدْرُ
وكـان خلافَ اللُّطفِ، واللطفُ واجبٌ إذا مِـن نـبيٍّ أو وصـيٍّ خلا عصرُ
أيُـنشئُ لـلإنسانِ خَـمسَ جـوارحٍ تُـحِسّ وفـيها تُـدرَك العينُ والأَثْرُ
وقـلـباً لـها مِـثل الأمـير يَـرُدُّها إذا أخـطأت في الحِسِّ واشتبه الأمرُ
ويـتركُ هـذا الـخَلْق في ليل ضِلّةٍ بـظلمائهِ لا تـهتدي الأنجمُ الزُّهْرُ ؟!
فـذلك أدهـى الـداهيات، ولـم يَقُلْ بــه أحـدٌ إلاّ أخـو الـسَّفَهِ الـغَرُّ
* * *
وكم جَدّ في التفتيش طاغي زمانِهِ لِـيُفشِيَ سِـرَّ الله، فـآنكتَمَ السِّرُّ
وحـاول أن يـسعى لإطفاءِ نورِهِ ومـا رِبْـحُه إلاَّ الندامةُ والخُسْرُ
ومـا ذاك إلاّ أنّـه كـان عـندَهُ مِـن العترةِ الهادين في شأنه خُبْرُ
وحَـسْبُك عن هذا حديثٌ مُسَلْسَلٌ لـعائشةٍ يُـنهيهِ أبـناؤُها الـغُرُّ!
بـأنّ النبيَّ المصطفى كان عِندَهُم وجِبريلُ إذ جاء الحسينُ ولم يَدْرُوا
فـأخـبرَ جـبريلُ الـنبيَّ بـأنَّهُ سـيُقتَل عُـدواناً.. وقاتلُه الشمرُ
وأنّ بَـنيهِ تـسعةٌ، ثـمّ عَـدَّهُم بـأسمائِهم.. والتاسعُ القائمُ الطُّهْرُ
وأنْ سـيُطيلُ اللهُ غَـيبةَ شخصِهِ ويَـشقى بـه مِن بعدِ غَيبتهِ الكفرُ
* * *
ومـا قـال فـي أمـر الإمـامةِ أحمدٌ وأنْ سَـيَـليها آثـنانِ بـعدَهمُ عَـشْرُ
فـقـد كـاد أن يَـرويهِ كـلُّ مُـحدِّثٍ ومـا كـاد يـخلو مِـن تـواترِهِ سِفْرُ
وفــي جُـلِّـها أنّ الـمطيعَ لأمـرِهِم سـينجو إذا مـا حـاقَ في غيره المَكْرُ
وما أسعَدَ السِّردابَ في « سُرّ مَن رأى » وأسـعَـدُ مـنه مـكّةٌ، فـلَها الـبِشْرُ
سـيُشرِق نـورُ اللهِ مـنها، فـلا تَـقُلْ « له الفضلُ عن أمِّ القرى ولها الفَخْرُ »
فــإن أخَّــرَ اللهُ الـظهورَ لـحكمةٍ بـه سـبَقَت فـي عـلمِهِ.. وله الأمرُ
فـكَـم مـحـنةٍ لـلـهِ بـينَ عـبادِهِ يُـمـيَّزُ فـيها فـاجِرُ الـناسِ والـبَرُّ
ويُـعـظِمُ أجــرَ الـصابرين لأنّـهم أقـاموا عـلى مـا دونَ مَوطئهِ الجمرُ
ولـم يَـمتحِنْهم كـي يُـحيطَ بـعلمِهم عـليمٌ تـساوى عـنده الـسِّرُّ والجَهْرُ
ولـكنْ لـيبدو عـندهم سوءُ ما آجتَرَوا عـليهم.. فـلا يـبقى لآثـمِهم عُـذْرُ
وإنّــي لأرجـو أن يَـحينَ ظـهورُهُ لـينتشرَ الـمعروفُ فـي الناسِ والبِرُّ
السيّد رضا الموسويّ الهندي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبارك لكم مولد منفذ البشريه الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
ولـو غِبتَ عنّي ألفَ عامٍ فإنّ لي رجـاءَ وصالٍ ليس يَقطعُهُ الدهرُ
ومـا أنت إلاّ الشمسُ ينأى مَحَلُّها ويُـشرِق مِن أنوارِها البَرُّ والبحرُ
تَـمادى زمـانُ الـبُعدِ وامتَدّ ليلُهُ وما أبصَرَت عيني مُحيّاك يا بدرُ
ولـو لـم تُعلّلْني بوعدِك لم يكن لِـيألَفَ قـلبي في تباعُدِك الصبرُ
ولـكنّ عُـقبى كـلِّ ضيقٍ وشدّةٍ رَخاءٌ.. وإنّ العُسْرَ مِن بَعدِه يُسْرُ
وإنّ زمـانَ الـظُّلم إن طالَ ليلُهُ فَعَن كَثَبٍ يبدو بِظَلْمائهِ الفجرُ (2)
ويُطوى بساطُ الجَورِ في عدلِ سيّدٍ لألـويةِ الـدينِ الـحنيفِ به نَشْرُ
* * *
هـو الـقائمُ الـمهديُّ ذو الوَطْأةِ الذي بـها يَـذَرُ الأطـوادَ يَرجَحُها الذَّرُّ (3)
هـو الـغائبُ الـمأمولُ يومُ ظُهورهِ يُـلَبِّيهِ بـيتُ اللهِ والـركْنُ والـحِجْرُ
هـو آبـنُ الإمـام الـعسكريّ، محمّدٌ بـذا كـلِّهِ قـد أنبأَ المصطفى الطُّهْرُ
كـذا مـا روى عـنه الفريقانِ مُجْمَلاً بـتـفصيله تَـفنى الـدفاترُ والـحِبْرُ
فـأخـبارُهم عـنـه بـذاك كـثيرةٌ وأخـبارُنا قَـلَّت لـها الأنـجُمُ الزُّهْرُ
ومـولدهُ « نـورٌ » به يُشرِق الهدى وقيلَ لظامي العدل: مولدُه « نَهْرُ » (4)
* * *
ألــم تَــدْرِ أنّ الله كَـوّنَ خَـلْقَهُ لـيـمتثلوهُ.. كــي يَـنالَهُمُ الأَجْـرُ
ومـــا ذاك إلاّ رحـمـةً بـعـبادِهِ وإلاّ فـمـا فـيه إلـى خَـلْقِهم فَـقْرُ
ويـعـلم أنّ الـفكرَ غـايةُ وُسـعِهم وهــذا مَـقامٌ دونَـهُ يَـقِفُ الـفكرُ
فـأكـرَمَـهُم بـالـمرسَلينَ أدلّــةً لِما فيه يُرجى النفع.. أو يُختشى الضُّرُّ
كـذلك تـجري حكمةُ اللهِ في الورى وقُـدرتُهُ.. فـي كـلِّ شـيءٍ له قَدْرُ
وكـان خلافَ اللُّطفِ، واللطفُ واجبٌ إذا مِـن نـبيٍّ أو وصـيٍّ خلا عصرُ
أيُـنشئُ لـلإنسانِ خَـمسَ جـوارحٍ تُـحِسّ وفـيها تُـدرَك العينُ والأَثْرُ
وقـلـباً لـها مِـثل الأمـير يَـرُدُّها إذا أخـطأت في الحِسِّ واشتبه الأمرُ
ويـتركُ هـذا الـخَلْق في ليل ضِلّةٍ بـظلمائهِ لا تـهتدي الأنجمُ الزُّهْرُ ؟!
فـذلك أدهـى الـداهيات، ولـم يَقُلْ بــه أحـدٌ إلاّ أخـو الـسَّفَهِ الـغَرُّ
* * *
وكم جَدّ في التفتيش طاغي زمانِهِ لِـيُفشِيَ سِـرَّ الله، فـآنكتَمَ السِّرُّ
وحـاول أن يـسعى لإطفاءِ نورِهِ ومـا رِبْـحُه إلاَّ الندامةُ والخُسْرُ
ومـا ذاك إلاّ أنّـه كـان عـندَهُ مِـن العترةِ الهادين في شأنه خُبْرُ
وحَـسْبُك عن هذا حديثٌ مُسَلْسَلٌ لـعائشةٍ يُـنهيهِ أبـناؤُها الـغُرُّ!
بـأنّ النبيَّ المصطفى كان عِندَهُم وجِبريلُ إذ جاء الحسينُ ولم يَدْرُوا
فـأخـبرَ جـبريلُ الـنبيَّ بـأنَّهُ سـيُقتَل عُـدواناً.. وقاتلُه الشمرُ
وأنّ بَـنيهِ تـسعةٌ، ثـمّ عَـدَّهُم بـأسمائِهم.. والتاسعُ القائمُ الطُّهْرُ
وأنْ سـيُطيلُ اللهُ غَـيبةَ شخصِهِ ويَـشقى بـه مِن بعدِ غَيبتهِ الكفرُ
* * *
ومـا قـال فـي أمـر الإمـامةِ أحمدٌ وأنْ سَـيَـليها آثـنانِ بـعدَهمُ عَـشْرُ
فـقـد كـاد أن يَـرويهِ كـلُّ مُـحدِّثٍ ومـا كـاد يـخلو مِـن تـواترِهِ سِفْرُ
وفــي جُـلِّـها أنّ الـمطيعَ لأمـرِهِم سـينجو إذا مـا حـاقَ في غيره المَكْرُ
وما أسعَدَ السِّردابَ في « سُرّ مَن رأى » وأسـعَـدُ مـنه مـكّةٌ، فـلَها الـبِشْرُ
سـيُشرِق نـورُ اللهِ مـنها، فـلا تَـقُلْ « له الفضلُ عن أمِّ القرى ولها الفَخْرُ »
فــإن أخَّــرَ اللهُ الـظهورَ لـحكمةٍ بـه سـبَقَت فـي عـلمِهِ.. وله الأمرُ
فـكَـم مـحـنةٍ لـلـهِ بـينَ عـبادِهِ يُـمـيَّزُ فـيها فـاجِرُ الـناسِ والـبَرُّ
ويُـعـظِمُ أجــرَ الـصابرين لأنّـهم أقـاموا عـلى مـا دونَ مَوطئهِ الجمرُ
ولـم يَـمتحِنْهم كـي يُـحيطَ بـعلمِهم عـليمٌ تـساوى عـنده الـسِّرُّ والجَهْرُ
ولـكنْ لـيبدو عـندهم سوءُ ما آجتَرَوا عـليهم.. فـلا يـبقى لآثـمِهم عُـذْرُ
وإنّــي لأرجـو أن يَـحينَ ظـهورُهُ لـينتشرَ الـمعروفُ فـي الناسِ والبِرُّ
السيّد رضا الموسويّ الهندي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبارك لكم مولد منفذ البشريه الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
تعليق