وجوه الانتفاع بالإمام المَهدي (روحي فداه)
______________________
لقد وردَ في التوقيعات الشريفةِ الصادرةِ من الإمام المَهدي
( عجّلَ اللهُ تعالى فرجه الشريف في العالمين من قريب )
ما نصه
( وأما وجهُ الانتفاعِ بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمسِ إذا غيبتها عن الأبصارِ السحابُ ،
وإنِّي لأمانُ لأهلِ الأرضِ كما أنَّ النجومَ أمانُ لأهل السماء ،
فأغلقوا بابَ السؤالِ عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علمَ ما قد كُفيتم ،
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنَّ ذلك فرجكم )
:كمال الدين وتمام النعمة, الصدوق , ص485.
1 - إنَّ مفادَ ودلالةَ هذا التوقيعُ الشريفُ يتجه بترشحاته الظاهرة والمحسوسة اتجاهاً تكوينيا .
قد أُخِذَ في وجود وحَراكِ الإمام المَهدي ( روحي فداه)
أخذاً ذاتياً وموضوعيّاً ليحددَ لنا صورةَ البُعد التكويني في الوجود الشريف
والمُبارك لشخص الإمام المهدي المعصوم (عليه السلام)
مُتجلياً في جعلِ الإمام المَهدي بمثابة الواسطة التكوينية , لنزول الفيض الإلهي إلى عالم الإمكان الوجودي وقت الغيبة مطلقا .
وهو ما يُعبّر عنه في مصطلح الفلسفة العقلانية (ب ما به الوجود )
حيثُ يتوقفُ نزولُ الفيضِ الإلهي على الواسطة والتي تنقل فيض الله تعالى
والذي هو الفاعل الحقيقي أو (ما منه الوجود) إلى الخلائق.
من هنا جاء التشبيه للأمر المعقول بالأمر المحسوس تقريراً للحقيقة وتقريباً لها .
فالشمسُ هي مَخلوقٌ له آثاره المُوجبة مطلقا وإنْ كانت هي فاعلٌ طبيعي , لا فاعل اختياري .
كما هو الحال في صورة فعل الإمام المعصوم المهدي ( روحي فداه )
والذي هو واقعا فاعلٌ بالاختيار لا بالإيجاب .
و كيف ما كان فلا الشمسُ يخلو وجودها الطبيعي من فائدةٍ أو أثرٍ مُدرَكٍ , أو غير مُدرَكٍ .
فكذا الحال مع وجود إمامنا المهدي الحاضر الغائب .
إذ أنَّ وجوده الشريف له آثاره التكوينية والحياتية مُطلقا , أحسسنا بها أم لم نحسس .
و الأصلُ أنَّ في وجوده فائدةً وحكمةً وغرضا .
وهو ذاته( عليه السلام ) يتحركُ بإرادة خالقه عز وجل من أول أمره وإلى آخر مستقره المَكين .
وهذا يعني أنَّ جريانَ وحَراكَ ووجودَ الإمام المهدي (عليه السلام)
هو أمرٌ له غرضٌ وحكمةٌ ومصلحةٌ في نفس أمر واقعها الخاص لا ينبغي نكرانه .
2 - نعم إنَّ الانتفاعَ بوجود الإمام المَهدي الواقعي هو عامٌ وليس خاصاً
بجهة دون أخرى لما في التشبيه من عمومية واطلاقية و احاطية وشمولية
حيث أنَّ الشمسَ تعم المعمورةَ بآثارها التكوينية وجودياً وحياتيا.
فكذا الحال في وجود الإمام المهدي ( روحي فداه) في أصل نفعه وبركة وجوده الشريف يعم الانتفاع والفيض على الجميع .
ولكن يبقى أنَّ مِن الناس مَنْ لم يلتفت إلى ذلك ومنهم مَن يلتفت , إلى أهمية الانتفاع بوجوده الشريف , شخصاً وعقيدةً .
وهنا يمكن للخاصة من المؤمنين والمُنتَظرين الانتفاع ببركة وجوده
المعاصر والقيِّم ولو بالحد الأدنى من جهة تأمين الاعتقاد به والإعداد له واستشعار رقابته وولايته واطلاعه .
3 - إنَّ مفردة الاحتجاب عن الانتفاع بالشمس أو بوجود الإمام المهدي هي مفردة تستبطن الاختيار في قرار الإنسان ذاته.
فلا يوجد أحدٌ ينكر أنَّ للشمس فوائداً تكوينيةً جمةً محسوسةً أو غير محسوسةٍ .
فكذا الحال لا يحق للإنسان أنْ ينكرَ أهمية وفائدة و مصلحة وجود الإمام المعصوم في نفس عالمه وواقعه
لا أقل أنه إمامُ الزمان الواجب الاعتقاد به , وفعلاَّ إنَّ صور احتجاب الإنسان عن إمام زمانه
قد تتمثل بالجهل والإنكار والاستخفاف وغياب اليقين والوعي والإدراك الحق .
فضلاً عن ارتكاب الذنوب والمعاصي والتي هي مُبعدات ومثبّطات لحركة الإنسان باتجاه الإيمان بوجود إمام زمانه ( عليه السلام )
4 - لاشكّ في أنَّ الاحتجابَ عن إمام الزمان هو أمرٌ فيه ضررٌ عقدي وفكري وسلوكي.
ذلك كون الإنسان المُنفك في ارتباطه مع المعصوم لامحالة سيتبع الهوى والشيطان وأصحاب الباطل .
مما ستظهر عليه آثار سلبية في فكره وسلوكه , كما تظهرُ آثارُ الاحتجابِ عن الشمس على صاحبها .
______________________________________________
ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفرجَ في العالمين من قريب
بحق محمد وآله المعصومين
وانصر واحفظ جُندكَ وحشدكَ المُقاوم في الميدان يا الله
_____________________________________________
مرتضى علي الحلي - النجف الأشرف (حقُّ المُلكيّة الفكرية مَحفوظٌ للباحث )
__________________________________________________
______________________
لقد وردَ في التوقيعات الشريفةِ الصادرةِ من الإمام المَهدي
( عجّلَ اللهُ تعالى فرجه الشريف في العالمين من قريب )
ما نصه
( وأما وجهُ الانتفاعِ بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمسِ إذا غيبتها عن الأبصارِ السحابُ ،
وإنِّي لأمانُ لأهلِ الأرضِ كما أنَّ النجومَ أمانُ لأهل السماء ،
فأغلقوا بابَ السؤالِ عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علمَ ما قد كُفيتم ،
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنَّ ذلك فرجكم )
:كمال الدين وتمام النعمة, الصدوق , ص485.
1 - إنَّ مفادَ ودلالةَ هذا التوقيعُ الشريفُ يتجه بترشحاته الظاهرة والمحسوسة اتجاهاً تكوينيا .
قد أُخِذَ في وجود وحَراكِ الإمام المَهدي ( روحي فداه)
أخذاً ذاتياً وموضوعيّاً ليحددَ لنا صورةَ البُعد التكويني في الوجود الشريف
والمُبارك لشخص الإمام المهدي المعصوم (عليه السلام)
مُتجلياً في جعلِ الإمام المَهدي بمثابة الواسطة التكوينية , لنزول الفيض الإلهي إلى عالم الإمكان الوجودي وقت الغيبة مطلقا .
وهو ما يُعبّر عنه في مصطلح الفلسفة العقلانية (ب ما به الوجود )
حيثُ يتوقفُ نزولُ الفيضِ الإلهي على الواسطة والتي تنقل فيض الله تعالى
والذي هو الفاعل الحقيقي أو (ما منه الوجود) إلى الخلائق.
من هنا جاء التشبيه للأمر المعقول بالأمر المحسوس تقريراً للحقيقة وتقريباً لها .
فالشمسُ هي مَخلوقٌ له آثاره المُوجبة مطلقا وإنْ كانت هي فاعلٌ طبيعي , لا فاعل اختياري .
كما هو الحال في صورة فعل الإمام المعصوم المهدي ( روحي فداه )
والذي هو واقعا فاعلٌ بالاختيار لا بالإيجاب .
و كيف ما كان فلا الشمسُ يخلو وجودها الطبيعي من فائدةٍ أو أثرٍ مُدرَكٍ , أو غير مُدرَكٍ .
فكذا الحال مع وجود إمامنا المهدي الحاضر الغائب .
إذ أنَّ وجوده الشريف له آثاره التكوينية والحياتية مُطلقا , أحسسنا بها أم لم نحسس .
و الأصلُ أنَّ في وجوده فائدةً وحكمةً وغرضا .
وهو ذاته( عليه السلام ) يتحركُ بإرادة خالقه عز وجل من أول أمره وإلى آخر مستقره المَكين .
وهذا يعني أنَّ جريانَ وحَراكَ ووجودَ الإمام المهدي (عليه السلام)
هو أمرٌ له غرضٌ وحكمةٌ ومصلحةٌ في نفس أمر واقعها الخاص لا ينبغي نكرانه .
2 - نعم إنَّ الانتفاعَ بوجود الإمام المَهدي الواقعي هو عامٌ وليس خاصاً
بجهة دون أخرى لما في التشبيه من عمومية واطلاقية و احاطية وشمولية
حيث أنَّ الشمسَ تعم المعمورةَ بآثارها التكوينية وجودياً وحياتيا.
فكذا الحال في وجود الإمام المهدي ( روحي فداه) في أصل نفعه وبركة وجوده الشريف يعم الانتفاع والفيض على الجميع .
ولكن يبقى أنَّ مِن الناس مَنْ لم يلتفت إلى ذلك ومنهم مَن يلتفت , إلى أهمية الانتفاع بوجوده الشريف , شخصاً وعقيدةً .
وهنا يمكن للخاصة من المؤمنين والمُنتَظرين الانتفاع ببركة وجوده
المعاصر والقيِّم ولو بالحد الأدنى من جهة تأمين الاعتقاد به والإعداد له واستشعار رقابته وولايته واطلاعه .
3 - إنَّ مفردة الاحتجاب عن الانتفاع بالشمس أو بوجود الإمام المهدي هي مفردة تستبطن الاختيار في قرار الإنسان ذاته.
فلا يوجد أحدٌ ينكر أنَّ للشمس فوائداً تكوينيةً جمةً محسوسةً أو غير محسوسةٍ .
فكذا الحال لا يحق للإنسان أنْ ينكرَ أهمية وفائدة و مصلحة وجود الإمام المعصوم في نفس عالمه وواقعه
لا أقل أنه إمامُ الزمان الواجب الاعتقاد به , وفعلاَّ إنَّ صور احتجاب الإنسان عن إمام زمانه
قد تتمثل بالجهل والإنكار والاستخفاف وغياب اليقين والوعي والإدراك الحق .
فضلاً عن ارتكاب الذنوب والمعاصي والتي هي مُبعدات ومثبّطات لحركة الإنسان باتجاه الإيمان بوجود إمام زمانه ( عليه السلام )
4 - لاشكّ في أنَّ الاحتجابَ عن إمام الزمان هو أمرٌ فيه ضررٌ عقدي وفكري وسلوكي.
ذلك كون الإنسان المُنفك في ارتباطه مع المعصوم لامحالة سيتبع الهوى والشيطان وأصحاب الباطل .
مما ستظهر عليه آثار سلبية في فكره وسلوكه , كما تظهرُ آثارُ الاحتجابِ عن الشمس على صاحبها .
______________________________________________
ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفرجَ في العالمين من قريب
بحق محمد وآله المعصومين
وانصر واحفظ جُندكَ وحشدكَ المُقاوم في الميدان يا الله
_____________________________________________
مرتضى علي الحلي - النجف الأشرف (حقُّ المُلكيّة الفكرية مَحفوظٌ للباحث )
__________________________________________________
تعليق