اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الله تعالى:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}
- سورة الفاتحة.الآية:2
الرواية:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرِّضَاعليه السلام فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾
مَا تَفْسِيرُه؟
قَالَ: عليه السلام:
لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَنِ الْبَاقِرِ، عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عليه السلام؛ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ مَا تَفْسِيرُهُ؟
- قال: عليه السلام، لقد حدثني أبي عن جدي....إلى أن قال:
▫ فَقَالَ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ هُوَ أَنْ عَرَّفَ اللَّهُ عِبَادَهُ بَعْضَ نِعَمِهِ عَلَيْهِمْ جُمَلًا، إِذْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى مَعْرِفَةِ جَمِيعِهَا بِالتَّفْصِيلِ.
- لِأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى أَوْ تُعْرَفَ.
- فَقَالَ لَهُمْ: قُولُوا: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ [اللّه] عَلَيْنَا.
﴿رَبِّ الْعالَمِينَ﴾
وَ هُمُ الْجَمَاعَاتُ [الجماعة] مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ، مِنَ الْجَمَادَاتِ، وَ الْحَيَوَانَاتِ....إلى أن قال:
▫ قَالَ عليه السلام: وَ
﴿رَبِّ الْعالَمِينَ﴾
مَالِكُهُمْ وَ خَالِقُهُمْ- وَ سَائِقُ أَرْزَاقِهِمْ، إِلَيْهِمْ، مِنْ حَيْثُ يَعْلَمُونَ، وَ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ....إلى أن قال:
وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَفِرُّ مِنْ رِزْقِهِ لَطَلَبَهُ رِزْقُهُ كَمَا يَطْلُبُهُ الْمَوْتُ.
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ: قُولُوا:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ» عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا، وَ ذَكَرَنَا بِهِ مِنْ خَيْرٍ فِي كُتُبِ الْأَوَّلِينَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَكُونَ.
فَفِي هَذَا إِيجَابٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لِمَا فَضَّلَهُ وَ فَضَّلَهُمْ.
- وَعَلَى شِيعَتِهِمْ أَنْ يَشْكُرُوهُ بِمَا فَضَّلَهُمْ [بِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ].
---------------------------
المصدر: تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ص30؛ ح11
تعليق