تويت
جاءت الزيارة الغديرية من جديد تنثر عبيرها القدسي في قلوب الشيعة والذي لا يضاهيه أي عيد من الأعياد فهو
الأكبر والأعظم بينها وتكمن أهمية هذا العيد بوقوع النص على الخلافة بلا فصل حين قال رسول الله صلى الله
عليه واله في يومه: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" في حجة الوداع، فقد بيّن الرسول صلى الله عليه واله
مرتكز الخلافة الكبرى ورسم ملامح الطريق الذي تسير عليه الأمة ووضّح الشريعة وأحكامها للمسلمين فلا
تلويهم بهده الأهواء يميناً وشمالاً ولا يدفعهم الجهل إلى هوة الضلالة وأي يوم أعظم منه وقد أكمل فيه الدين
وتمت فيه النعمة لهذا اليوم ذكريات لم يطويها النسيان مهما مر على الزمان ففي صباحه تتوجه قوافل الناس من
كربلاء إلى مدينة الغري لمبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكذا من جميع أنحاء العراق إذ
تلتقي هذه الجموع تحت القبة العلوية ويتبادلون التهاني والتبريكات ويجددون العهد وترتدي المدينة أبهى حلّتها
وتُزين الشوارع والأزقة بمظاهر الزينة والفرح في كرنفال العهد الذي خططه الله سبحانه وتعالى وتصبح النجف
مدينة تحوي كل مدن العراق فالمؤمنين من جميع الفئات متواجدين هناك يعانق بعضهم البعض ويتبادلون عبارات
التهنئة بهذه المناسبة كـ (الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة) و(جعلنا الله من المتمسكين بولاية أمير
المؤمنين عليه السلام) تعم الفرحة الجميع وتُقام الولائم الفخمة واحتفالات الجماهيرية في الجوامع والمساجد
وتزدحم الدواوين الخاصة بالمهنئين وحتى حفلات الزواج وعقد القرآن تؤجل لحين قدوم هذا اليوم المبارك.
إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل بدايته يوم الغدير ويستمر إن شاء الله لحين الظهور المقدس لتلتقي
فرحته مع فرحة الظهور فهو حقاً عيداً أغر يجمع الناس على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وتختلف طرق
التعبير عن الفرحة به من جيل إلى جيل فكل له نكهة خاصة به.
أزهار عبد الجبار
تم نشره في المجلة العدد51