اللهم صل على محمد وآل محمد
سورة البقرة
﴿24﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا ﴾
أي فإن لم تأتوا بسورة من مثله وقد تظاهرتم أنتم وشركاؤكم عليه وأعوانكم وتَبيّن لكم عجزكم وعجز جميع الخلق عنه وعلمتم أنه من عندي فلا تقيموا على التكذيب به .
﴿ وَلَن تَفْعَلُوا ﴾
أي ولن تأتوا بسورة مثله أبداً لأن لن تنفي على التأبيد في المستقبل وفيه دلالة على صحة نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه يتضمن الإخبار عن حالهم في مستقبل الأوقات بأنهم لا يأتون بمثله فوافق المخبر عنه الخبر.هنا تصعيد التحدي واثبات عدم القدرة على مجابهته.
﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾
أي فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبكم.فقد حذر الله عباده بوجوب اتقاء النار.
﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾
فقد قامت الحجة ووجب اتقاء ﴿ النار التي وقودها ﴾ أي حطبها ﴿ الناس والحجارة ﴾
وقود النار :
اولا: الناس ، الانسان فيها وقودا وموقدا عليه، فهو معذب بنار توقد نفسه.
ثانيا: الحجارة :
هي جمع حجر وقيل إنها حجارة الكبريت لأنها أحرُّ شيء إذا أحميت عن ابن مسعود وابن عباس والظاهر أن الناس والحجارة وقود النار أي حطبها يريد بها أصنامهم المنحوتة من الحجارة.
وقيل ذكر الحجارة دليل على عظم تلك النار لأنها لا تأكل الحجارة إلا وهي في غاية الفظاعة والهول وقيل معناه إن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقد بها النار بتبقية الله إياها .
وقيل معناه إنهم يعذبون بالحجارة المحمية بالنار.
﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾
اي خلقت وهُيّئت للكافرين لأنهم الذين يخلدون فيها ولأنهم أكثر أهل النار فأضيفت إليهم وقيل إنما خص النار بكونها معدة للكافرين وإن كانت معدة للفاسقين أيضاً لأنه يريد بذلك ناراً مخصوصة لا يدخلها غيره. فالكافرين هم وما يعبدون حصب جهنم.
يستفاد من الاية السابقة :
الآية تدلّ على أن القرآن كلام الله إذ قال إن كان هذا القرآن كلام محمد صلى الله عليه والع فأتوا بسورة من مثله لأنه لو كان كلام البشر لتهيأ لكم مع تقدمكم في البلاغة والفصاحة الإتيان بمثله أو بسورة منه مع قوة دواعيكم إليه فإذا لم يتأتَ َلكم ذلك فاعلموا بعقولكم أنه كلام الله تعالى
وقوله تعالى أعدّت للكافرين يدل على أن النار مخلوقة الآن لأن المعدّ لا يكون إلا موجوداً وكذلك الجنة بقولـه: { أعدّت للمتقين } .
-------------------------
مختصر تفسير الميزان
للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله.
تعليق