اللهم صل على محمد وآل محمد
إن مما يجسد لنا عظمة الصلاة هو قوله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾ وهذه الآية بينة الدلالة، و لكن فيها جهات للتأمل، فمنها:
إن الذي يجعل الصلاة قريبة إلى النفس خفيفة عليها إنما هي حالة الخشوع والإقبال، وإلا فثقل الصلاة على غير الخاشع لا ينكره أحد، وهو من الأمور الوجدانية الواضحة.
ومنها أن الخاشع هو المتلبس بهذه الصفة كحالة راسخة فيكون ديدنه الخشوع، وإلا فإن الخشوع في موقف عابر ولظرف طارئ كالكون في المشاهد مثلا، لا يعد إنجازا يعتد به.
ومنها أنه يمكن القول عن هذه الآية، أنها مبينة لآية من الآيات الأنفسية، فالبعض لو خيرته بين صلاة ركعتين، وبين أي عمل بدني شاق، فإنه يقدمه على تلك الركعتين.
والغريب أن بعضنا في المشاهد المشرفة قد يزور المعصوم ساعة من الزمان، ويقرأ الزيارة الجامعة الكبيرة مثلا، فيخشع ويبكي بل ينتحب، ولكن إذا أراد أن يصلي ركعتي الزيارة، فإنه يراها ثقيلة على نفسه، و نرى في هذا السياق نفسه، أن بعضهم في ليلة القدر قد يحيي الليل إلى مطلع الفجر بتوجه إجمالي، ولكن إذا دخل وقت الفجر وأراد أن يصلي الفريضة عادت المشكلة نفسها، إذ عندما يهم بصلاة ركعتين خاشعتين، يرى نفسه لا تطاوعه في ذلك أيضا.
------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق