وهو استعظام الأنسان نفسه، لاتصافه بخلة كريمة، ومزية مشرفة، كالعلم والمال والجاه والعمل الصالح.
ويتميز العجب عن التكبر، بأنه استعظام النفس مجردا عن التعالي على الغير، والتكبر هما معا.
والعجب من الصفات المقيتة، والخلال المنفرة، الدالة على ضعة النفس، وضيق الأفق، وصفاقة الأخلاق، وقد نهت الشريعة عنه، وحذرت منه.
قال تعالى: {... *فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى* ٰ} [النجم : 32]
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
*من دخله العجب هلك*.
وعنه عليه السلام قال:
*قال إبليس لعنه الله لجنوده*:
*إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنه غير مقبول منه، إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب*.
وقال الإمام الباقر عليه السلام:
*ثلاث هن قاصمات الظهر*:
*رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه*.
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
*أتى عالم عابدا فقال له*:
*كيف صلاتك؟ فقال*:
*مثلي يسأل عن صلاته*؟
*وأنا أعبد الله تعالى منذ كذا وكذا، قال*:
*فكيف بكاؤك؟ قال*:
*أبكي حتى تجري دموعي*.
*فقال له العالم*:
*فإن ضحكك وأنت خائف خير من بكائك وأنت مدل، إن المدل لا يصعد من عمله شئ*.
وعن أحدهما عليهما السلام، قال:
*دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد، والفاسق صديق، والعابد فاسق، وذلك: أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته، يدل بها، فيكون فكرته في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه، ويستغفر الله تعالى لما ذكر من الذنوب*.
وعن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال:
*قال رسول الله صلى الله عليه وآله*:
*لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا*.
والجدير بالذكر:
أن العجب الذميم هو استكثار العمل الصالح،
والإدلال به، أما السرور به مع التواضع لله تعالى، والشكر له على توفيقه لطاعته، فذلك ممدوح ولا ضير فيه.
📖 : أخلاق أهل البيت (عليه السلام).
للسيد محمد مهدي الصدر.
ص : ١٣٩-١٤١.
تعليق