هل يدل الحديث التالي على الخلافة ، ونقاشه سنداً ومتناً بالقرائن الخارجية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
من ضمن استدلالات أهل السنة والجماعة على خلافة - ان صح التعبير - الأول والثاني والثالث هو هذا الحديث مدعين بأنه يدل على فضل الخلفاء الثلاثة الأوائل وبالتالي يدل على تقديمهم للخلافة . روي عن محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم ؟ قال : أبو بكر ، قلت : ثم مَنْ ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول : عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين .
قال الحافظ ابن حجر : (الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين) - 1 -
وقال القرطبي : ( وَإِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فَالْمَقْطُوع بِهِ بَيْن أَهْل السُّنَّة بِأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْر ثُمَّ عُمَر , ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِيمَنْ بَعْدهمَا : فَالْجُمْهُور عَلَى تَقْدِيم عُثْمَان , وَعَنْ مَالِك التَّوَقُّف , وَالْمَسْأَلَة اِجْتِهَادِيَّة , وَمُسْتَنَدهَا أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة اِخْتَارَهُمْ اللَّه تَعَالَى لِخِلَافَةِ نَبِيّه وَإِقَامَة دِينه فَمَنْزِلَتهمْ عِنْده بِحَسَبِ تَرْتِيبهمْ فِي الْخِلَافَة وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) - 2 -
ونناقش هذا الحديث من خلال الحيثيات التالية :
1 – من حيث السند : قال الكاتب صالح الورداني معلقاً على الحديث المذكور : ( ويبدو أن القوم تبين لهم أن الاجماع غير كاف لإقناع المسلمين بهذا المعتقد فقرروا استنطاق الإمام علي نفسه والحصول على إقرار شخصي منه بصحة هذا الإعتقاد ) و كلامه هذا يدل على أن الحديث موضوع فلا قيمة له أبداً . ويضيف قائلاً : ( وبالطبع لا بد للقوم أن يضيفوا لمعتقداتهم الإعتقاد بصحة روايات البخاري ومسلم من دون بقية كتب السنن والإجماع على ذلك حتى يتم تبرير هذا الموقف. فأي محاولة للمساس بالبخاري ومسلم سوف تهدم معتقدات القوم التي هي من الأساسي مستمدة من هذين الكتابين.. ومن هنا تبرز لنا سر الحرب الضروس التي شنت على من يحاول التشكيك في البخاري أو مسلم في الماضي والتي لا تزال تشن حتى اليوم ) - 3 -
2 – من حيث المتن : لو سلمنا جدلا بصحة الحديث المذكور ننتقل الى النقاش في متنه فنقول : متن الحديث لا علاقة له بالخلافة بعد رسول الله محمد (ص) ، لان الاستدلال بهذا الحديث على الخلافة لا يطابق المدعى بل هو اما اجنبي عن المدعى أو أعم منه ، مع أن هذا الحديث يعارضه أحاديث متواتره عند الفريقين تدل على خلافة الإمام علي (ع) ويكون الدليل مطابق للمدعى كحديث الثقلين الذي يعتبر كقرينة خارجية على كذب هذا الحديث .
*****************************
الهوامش :
1 - فتح الباري ، لابن حجر ، ج 7 ، ص 34 .
2 - فتح الباري ، ابن حجر ، ج 7 ، ص 27 .
3 - الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة ، صالح الورداني ، ص 105 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
من ضمن استدلالات أهل السنة والجماعة على خلافة - ان صح التعبير - الأول والثاني والثالث هو هذا الحديث مدعين بأنه يدل على فضل الخلفاء الثلاثة الأوائل وبالتالي يدل على تقديمهم للخلافة . روي عن محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم ؟ قال : أبو بكر ، قلت : ثم مَنْ ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول : عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين .
قال الحافظ ابن حجر : (الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين) - 1 -
وقال القرطبي : ( وَإِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فَالْمَقْطُوع بِهِ بَيْن أَهْل السُّنَّة بِأَفْضَلِيَّةِ أَبِي بَكْر ثُمَّ عُمَر , ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِيمَنْ بَعْدهمَا : فَالْجُمْهُور عَلَى تَقْدِيم عُثْمَان , وَعَنْ مَالِك التَّوَقُّف , وَالْمَسْأَلَة اِجْتِهَادِيَّة , وَمُسْتَنَدهَا أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة اِخْتَارَهُمْ اللَّه تَعَالَى لِخِلَافَةِ نَبِيّه وَإِقَامَة دِينه فَمَنْزِلَتهمْ عِنْده بِحَسَبِ تَرْتِيبهمْ فِي الْخِلَافَة وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) - 2 -
ونناقش هذا الحديث من خلال الحيثيات التالية :
1 – من حيث السند : قال الكاتب صالح الورداني معلقاً على الحديث المذكور : ( ويبدو أن القوم تبين لهم أن الاجماع غير كاف لإقناع المسلمين بهذا المعتقد فقرروا استنطاق الإمام علي نفسه والحصول على إقرار شخصي منه بصحة هذا الإعتقاد ) و كلامه هذا يدل على أن الحديث موضوع فلا قيمة له أبداً . ويضيف قائلاً : ( وبالطبع لا بد للقوم أن يضيفوا لمعتقداتهم الإعتقاد بصحة روايات البخاري ومسلم من دون بقية كتب السنن والإجماع على ذلك حتى يتم تبرير هذا الموقف. فأي محاولة للمساس بالبخاري ومسلم سوف تهدم معتقدات القوم التي هي من الأساسي مستمدة من هذين الكتابين.. ومن هنا تبرز لنا سر الحرب الضروس التي شنت على من يحاول التشكيك في البخاري أو مسلم في الماضي والتي لا تزال تشن حتى اليوم ) - 3 -
2 – من حيث المتن : لو سلمنا جدلا بصحة الحديث المذكور ننتقل الى النقاش في متنه فنقول : متن الحديث لا علاقة له بالخلافة بعد رسول الله محمد (ص) ، لان الاستدلال بهذا الحديث على الخلافة لا يطابق المدعى بل هو اما اجنبي عن المدعى أو أعم منه ، مع أن هذا الحديث يعارضه أحاديث متواتره عند الفريقين تدل على خلافة الإمام علي (ع) ويكون الدليل مطابق للمدعى كحديث الثقلين الذي يعتبر كقرينة خارجية على كذب هذا الحديث .
*****************************
الهوامش :
1 - فتح الباري ، لابن حجر ، ج 7 ، ص 34 .
2 - فتح الباري ، ابن حجر ، ج 7 ، ص 27 .
3 - الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة ، صالح الورداني ، ص 105 .
تعليق