بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
الإيمان في كتاب الله على أربعة أوجه
فمنه إقرار باللسان قد سماه الله إيمانا-
و منه تصديق بالقلب
و منه الأداء
و منه التأييد.
(الأول) الإيمان الذي هو إقرار باللسان- و قد سماه الله تبارك و تعالى إيمانا و نادى أهله به- لقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ- فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ- فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ- قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً- وَ لَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ- لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ- يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً النساء ٧٠
قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ- لَكَانُوا بِهَا خَارِجِينِ مِنَ الْإِيمَانِ- وَ لَكِنْ قَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِينَ بِإِقْرَارِهِمْ-
وَ قَوْلُهُ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ» فَقَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِينَ بِإِقْرَارِهِمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ صَدِّقُوا.
(الثاني) الإيمان الذي هو التصديق بالقلب- فقوله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ- لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ يونس ٦٤
يعني صدقوا- و قوله «و قالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً» أي لا نصدقك- و قوله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا» أي يا أيها الذين أقروا صدقوا- فالإيمان الحق هو التصديق و للتصديق شروط لا يتم التصديق إلا بها-
و قوله «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ- وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ- وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ- وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ- وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا- وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ- أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَالبقرة ١٧٧
فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن مصدق.
(الثالث) الإيمان الذي هو الأداء- فهو قَوْلُهُ لَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ قِبْلَةَ رَسُولِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَوَاتُنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَطَلَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ»
فسمى الصلاة إيمانا.
(الرابع) من الإيمان و هو التأييد- الذي جعله الله في قلوب المؤمنين من روح الإيمان- فقال «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ- يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ- أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُالمجادلة ٣٢
» و الدليل على ذلك
قَوْلُهُ ص «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ- وَ لَا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ- يُفَارِقُهُ رُوحُ الْإِيمَانِ مَا دَامَ عَلَى بَطْنِهَا- فَإِذَا
قَامَ عَادَ إِلَيْهِ» قِيلَ وَ مَا الَّذِي يُفَارِقُهُ قَالَ «الَّذِي يَدَعُهُ [يَرْعَدُ] فِي قَلْبِهِ- ثُمَّ قَالَ ع «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَ لَهُ أُذُنَانِ- عَلَى أَحَدِهِمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَ عَلَى الْآخَرِ شَيْطَانٌ مَغْتَرٌّ هَذَا يَأْمُرُهُ وَ هَذَا يَزْجُرُهُ
» و من الإيمان ما قد ذكره الله في القرآن [خبيث و طيب] حيث قال «ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ- حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» و منهم من يكون مؤمنا مصدقا و لكنه يلبس إيمانه بظلم- و هو قوله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ- أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ» فمن كان مؤمنا ثم دخل في المعاصي التي نهى الله عنها- فقد لبس إيمانه بظلم- فلا ينفعه الإيمان حتى يتوب إلى الله من الظلم- الذي لبس إيمانه حتى يخلص لله- فهذه وجوه الإيمان في كتاب الله.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
الإيمان في كتاب الله على أربعة أوجه
فمنه إقرار باللسان قد سماه الله إيمانا-
و منه تصديق بالقلب
و منه الأداء
و منه التأييد.
(الأول) الإيمان الذي هو إقرار باللسان- و قد سماه الله تبارك و تعالى إيمانا و نادى أهله به- لقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ- فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ- فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ- قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً- وَ لَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ- لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ- يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً النساء ٧٠
قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ- لَكَانُوا بِهَا خَارِجِينِ مِنَ الْإِيمَانِ- وَ لَكِنْ قَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِينَ بِإِقْرَارِهِمْ-
وَ قَوْلُهُ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ» فَقَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِينَ بِإِقْرَارِهِمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ صَدِّقُوا.
(الثاني) الإيمان الذي هو التصديق بالقلب- فقوله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ- لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ يونس ٦٤
يعني صدقوا- و قوله «و قالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً» أي لا نصدقك- و قوله «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا» أي يا أيها الذين أقروا صدقوا- فالإيمان الحق هو التصديق و للتصديق شروط لا يتم التصديق إلا بها-
و قوله «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ- وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ- وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ- وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ- وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا- وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ- أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَالبقرة ١٧٧
فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن مصدق.
(الثالث) الإيمان الذي هو الأداء- فهو قَوْلُهُ لَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ قِبْلَةَ رَسُولِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَوَاتُنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَطَلَتْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى «وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ»
فسمى الصلاة إيمانا.
(الرابع) من الإيمان و هو التأييد- الذي جعله الله في قلوب المؤمنين من روح الإيمان- فقال «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ- يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ- أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُالمجادلة ٣٢
» و الدليل على ذلك
قَوْلُهُ ص «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَ هُوَ مُؤْمِنٌ- وَ لَا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ- يُفَارِقُهُ رُوحُ الْإِيمَانِ مَا دَامَ عَلَى بَطْنِهَا- فَإِذَا
قَامَ عَادَ إِلَيْهِ» قِيلَ وَ مَا الَّذِي يُفَارِقُهُ قَالَ «الَّذِي يَدَعُهُ [يَرْعَدُ] فِي قَلْبِهِ- ثُمَّ قَالَ ع «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَ لَهُ أُذُنَانِ- عَلَى أَحَدِهِمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَ عَلَى الْآخَرِ شَيْطَانٌ مَغْتَرٌّ هَذَا يَأْمُرُهُ وَ هَذَا يَزْجُرُهُ
» و من الإيمان ما قد ذكره الله في القرآن [خبيث و طيب] حيث قال «ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ- حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» و منهم من يكون مؤمنا مصدقا و لكنه يلبس إيمانه بظلم- و هو قوله «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ- أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ» فمن كان مؤمنا ثم دخل في المعاصي التي نهى الله عنها- فقد لبس إيمانه بظلم- فلا ينفعه الإيمان حتى يتوب إلى الله من الظلم- الذي لبس إيمانه حتى يخلص لله- فهذه وجوه الإيمان في كتاب الله.
تعليق