تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
الآية الكريمة
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 25
قرن الله تعالى الوعد في هذه الآية بالوعيد فيما قبلها ليحصل الترغيب والترهيب.
﴿ وَبَشِّرِ ﴾
أي أخبر بما يسر.
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾
أي الذين صدقوا، اي عملوا الصالحات فيما بينهم وبين ربهم ، فاقترن عملهم الصالح بالايمان.
﴿أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾
عن ابن عباس بأن لهم { جنات تجري من تحتها } أي من تحت أشجارها ومساكنها { الأنهار } والنهر لا يجري الماء فيه ويستعمل الجري فيه توسعاً لأنه موضع الجري.
﴿كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا ﴾
أي من الجنات والمعنى من أشجارها وتقديره كلما رزقوا من أشجار البساتين التي أعدها الله للمؤمنين.
﴿مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ﴾
أي أعطوا من ثمارها عطاء وأطعموا منها طعاماً لأن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به ولا يكون لأحد المنع منه.
﴿ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ﴾
معناه فيه عدة وجوه:
أحدها: أن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها عاد مكانها مثلها فيشتبه عليهم فيقولون هذا الذي رزقنا من قبل هذا قول أبي عبيدة ويحيى بن كثير
وثانيها: أن معناه هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا عن ابن عباس وابن مسعود وقيل هذا الذي وعدنا به في الدنيا، وهو الاشهر.
وثالثها: معناه هذا الذي رزقناه من قبل في الجنة أي كالذي رزقنا وهم يعلمون أنه غيره ولكنهم شَبّهوه به في طعمه ولونه وريحه وطيبه وجودته عن الحسن وواصل.
﴿ وَأُتُوا بِهِ﴾
أي جيئوا به وليس معناه أعطوه.
﴿ مُتَشَابِهًا﴾
معناه على عدة اوجه:
الاول: أنه أراد متشابهاً في اللون مختلفاً في الطعم عن ابن عباس ومجاهد .
والثاني: أن كلها متشابه في الجودة خيار لا رذل فيه عن الحسن وقتادة واختاره الأخفش.
الثالث : أنه يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب عن عكرمة
الرابع: أنه يشبه بعضه بعضاً في اللذة وجميع الصفات عن أبي مسلم.
الخامس: أن التشابه من حيث الموافقة فالخادم يوافق المسكن والمسكن يوافق الفرش وكذلك جميع ما يليق به.
﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ ﴾
قيل هن الحور العين وقيل هن من نساء الدنيا قال الحسن هن عجائزكم الغُمْص الرُمْص العُمْش طهرن من قذرات الدنيا
﴿ مُّطَهَّرَةٌ﴾
قيل في الأبدان والأخلاق والأعمال فلا يحضن ولا يلدن ولا يتغوطن ولا يبلن قد طهرن من الأقذار والآثام وهو قول جماعة المفسرين.
﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
أي في الجنة دائمون يبقون بقاء الله لا انقطاع لذلك ولا نفاذ لأن النعمة تتم بالخلود والبقاء كما تنتقص بالزوال والفناء والخلود هو الدوام .
--------------------------
مختصر تفسير الميزان
للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله.
تعليق