إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أهتَمَّ بروحيتك الإنسانية والإيمانية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهتَمَّ بروحيتك الإنسانية والإيمانية


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    هل سبق يا أخي أن وقفتَ على رأس شخص مَيْتٍ وتأمَّلتَ في بدنه وقد بدأ ينتفخ شيئا فشيئا، وتفكرت في الحال التي كان عليها وفي الحال التي هو عليها الآن وفي الحال التي سيكون عليها في قبره حين تغزوه ديدان الأرض وحشراتها لتقتات على بدنه الذي كان يوما ما وسيما جميلا، كيف كان ذلك الشخص وكيف صار حاله الآن، وما الذي صَيَّرَهُ إلى ما صار عليه؟! هذا الشخص الذي كان يملأ الحياة حركة وحيَويَّة ونشاطا وعطاء وإبداعا وابتكارا ومواقف، قد صار الآن جُثَّةً هامدة لا حراك فيها، وهذا الشخص الذي كان يفيض بالمشاعر والعواطف والأحاسيس هو ذا الآن لا يشعر ولا يحسُّ بشيء ولو قَطَّعتَه إرَباً، وهذا الشخص الذي كان يصنع الأحداث ويُؤَثِّرُ في مجرياتها صار موته هو الحدث وسيصير بعد ذلك مجرد خبر من الأخبار؟!.
    ما صار إليه ذلك المَيْتُ سنصير إليه كذلك، حيث لا مفرَّ لأحد من الموت، وذلك البدنُ الذي ننزعج من النظر إليه وقد وقع الموت عليه لن يكون الأخير، فنحن الناظرين إليه اليوم سينزعج الأحياء من النظر إلى أبداننا يوما ما، إن تلك الأبدان التي نقضي حياتنا لتنعيمها وتلبية حاجاتها ستضمُّها القبور يومًا ما كما ضَمَّتْ غيرها، وستتفتت إلى أجزاء مجهرية في التراب، فماذا يعني ذلك؟
    إنه يعني أن نفسَ الإنسان وإنسانيته هي الأهمُّ، فأما البدن فلا يعدو أن يكون آلة للنفس تُظْهِرُ بواسطته ما تريد، فالنفس هي التي تريد والبدن يحقق ما تُريد، والنفس هي التي تُبدِع وتُفكِّر وتتعقَّل وتحلِّلُ وتبحث وتخطط، وهي التي تشتهي وتلتذ، وتُسَرُّ وتحزن، وتحب وتكره، وتُقْبِلُ وتُدبِرُ، وتؤمِن وتكفر، وترضى وترفض، وتكون خَيِّرَةً أو تكون شِرِّيْرَةً، والنفس تبقى لأنها كائنٌ مجرَّد عن المادة، والبدن يموت ويفنى لأنه مادِّيٌ والمادة شأنها التغيُّرُ والفناء، لذلك وجب أن ينصبَّ الاهتمام عليها وفيها، للارتقاء بها إلى عالم السُّمُوِّ الأخلاقي والمعنوي، ولذلك كانت رسالة كلِّ الأنبياء تَهتم بالارتقاء بالنفس وأخلاقها وتزكيتها وتهذيبها، وتخليصها من ذلِّ العبودية لغير الله تعالى وربطها الدائم به سبحانه، وتزويدها بالفضائل والتسامي بها عن الرذائل، ولو لاحَظنا لوجَدنا أنه كلما رقَت النفسُ وعلَت أخلاقها، رَقِيَ معها البدن، ولهذا نرى الدين يدعو الإنسان إلى الاهتمام بنفسه وتغذيتها بحاجاتها الروحية من خلال العبادات التي تربط الإنسان بالله من جهة فيطمئن قلبه وتصفو مشاعره وتتعمق عواطفه، وتُفيدُ بدنه من جهة أخرى.
    توصيات:
    1- كما تهتمَّ ببدنك اهتمّ بنفسك، وكما تحرص على صحته وسلامته احرص على صحتها وسلامتها.
    2- غَذِّ نفسك بالمعنويات ولا يكون ذلك إلا بالارتباط بالله سبحانه.

    ---------
    منقول
    أين استقرت بك النوى

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X