إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سألني شابٌ عن اليأس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سألني شابٌ عن اليأس


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    سألني شابٌ عن اليأس
    قلت: اليأس هي حالة الضجر من الحاضر، و انعدام الثقة بمستقبلٍ أفضل.
    فهي ترتكز على مقدمتين كلاهما خاطئتين.
    فمهما كان الواقع سيئا، الا انَّه مليءٌ بنعم الله تعالى التي لا تحصى. والحياة كُلُّها لجميع البشر هكذا، ملايين النعم الموجودة، ينقصها عشرات مفقودة.

    لكن البشر بطبيعته حين يألف النِعَم، ينظر في النواقص فقط، وقد أحسن الشاعر قوله:

    كل من ألقاه يشكو حاله * لستُ أدري هذه الدنيا لِمن؟!

    فالفقير يشكو الفقر، و الغني المرض، والسلطانُ الهم، و.. بل أن كثيراً ما نجد شخصين، يتمنّى كُلٌّ ما ضَجَر منه صاحبه.

    أتذكَّر رسمةً معبرة، لفنان أجنبي، تحكي في جانبها، رجلاً قد علق في جزيرةٍ صغيرة بعرض البحر، يطير فرحاً لمشاهدة خيال قاربٍ صغير، فهو قد ملَّ من الجزيرة فينادي: (القارب.. النجاة).
    في الجانب الآخر من الرسمة، رجلٌ قد علق في ذلك القارِب الصغير، يطير فرحاً لمشاهدة خيال تلك الجزيرة، فهو قد ملَّ من اضطراب البحر في القارب فينادي: (الجزيرة.. النجاة).
    كل يتمنى ما عند صاحبه!
    فهنا الحاجة الى تعميق قيمة (الشكر).
    فالشكر، هو الانطلاق من الموجود والتركيز عليه، قبل النظر الى النقص.. واذا كنتَ ممن يقول: وهل هناك شيءٌ إيجابيٌ في الحياة حتى نركّز عليه، فأنت بالتحديد جهلت قيمة النعم التي تسبح فيها ليل نهار.
    وقد كتب أحدهم يوما:
    اذا وجدت فوق رأسك سقفاً يؤويك.. فاشكر الله على نِعمةٍ يفقدها المليارات من البشر.
    واذا نمت ليلتك مرتاحاً دون ألم، فاشكر الله على نعمة يفقدها المليارات من المرضى.
    واذا وجدت لقمةً تُشبِعُك، فاشكر الله على نعمة يفقدها المليارات ايضاً.
    بل أقول:

    مجرد أن تنشمل بقوله (اذا وجدتَ) .. فأنت في نعمة عظيمة، اذ يعني ذلك أنّك حيّ! وهذه نعمة عظمى فقدها آلاف المليارات من البشر حتى الان!
    فكل من سبقك في التاريخ مَيِّتٌ وأنت حي. كُلُّ قد انتهت فرصته وهي قائمة لك حتى الان.. ولا يمكن أن تعرف قيمة هذه النعمة الا بفقدانها، ومن لم يذق الموت، لا يعرف قيمة الحياة .. صدِّقني!
    وكلما عجزت عن تصوّر غيرك ممن يتحسَّر على ما تملكه، فافتح كتاب الدعاء، واقرأ دعاء (الجوشن الصغير). وصفةٌ ناجحةٌ جداً، جربّها.
    ولا يعني ذلك عدم السعي للحصول على مزيد النعم، وعدم الطلب من الله، بل يعني عدم الشعور بالنقص عند فقدانها.
    ثمَّ: لا تقس حياتك بمشاهير مواقع التواصل، فتلك يا صديقي، حياةٌ زائفة.. غير حقيقية. وحتى لو صدقت فهي لا تتوفر الا للنادر من الناس.
    ومشكلة المقارنة، أنَّك دائماً ترى الأعلى، وهو غير متوفر.. ومهما تنعَّمت بما يتحسَّر عليه غيرُك، زهدت في عينك وطلبتَ غيرها.
    فاذا أردت ان لا تصاب بالإحباط واليأس:
    خُذ ورقة وقلماً.. واكتب عليها كُلَّ نعم الله عليك بالتفصيل.. ستنتهي الورقة وأنت في بداية النعم.
    وعندها تفكر مع نفسك:

    إنّ من أعطاه الله ألف مليون نعمة، ما ضرّه لو منعه واحدة أو عشرة؟
    وإن الربّ الكريم الذي أعطى ألف مليون نعمة، لم يمنع واحدةً أو عشرة، الا بحكمة، ونعمة!
    فعند ذلك يكفي لعلاج كُلَّ اليأس والكآبة المفرطة أن تقول مرّة واحدة، بهدوءٍ و طُمأنينة:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين.
    أما المستقبل:
    فتمثَّل بشعرٍ منسوب الى أمير المؤمنين (ع):
    كما أحسَنَ اللهُ فيما مضى * كذلك يُحسِنُ فيما بقي
    فقل:
    حسبي الله .. وتوكَّلتُ على الله.وكفى.

    -----------------------
    السيد محسن المدرسي

    أين استقرت بك النوى

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X