تويت
العتبة العباسية المقدسة تقيمُ حفل تخرج نموذجي لطلبة الأقسام الداخلية في جامعة واسط
احمد الخالدي
ليس خافياً على أحد ما شهدته العتبتان المقدستان في مدينة كربلاء من تطور، فمشاريع الاعمار والتوسعة، والمشاريع الخدمية الأُخَر على اختلافها جارية على قدم وساق، تهدف الى بناء ما أمكن بناءه من منشآت تخدم الزائر، وتوفر له الراحة والأمان, وهناك مشاريع أُخَر همّها البناء أيضاً، ولكن بناءها للإنسان وقيمه وثقافته وفكره.. وقد ارتأت العتبة العباسية المقدسة أن يكون مشروع فتية الكفيل أحد هذه المشاريع.
فضمن هذا المشروع الذي يقوم به قسم العلاقات في العتبة المقدسة، وتزامناً مع أفراح مولد سيدة النساء الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وبالتعاون مع رئاسة جامعة واسط، حفل تخرج نموذجي لطلبة الأقسام الداخلية لكليات جامعة واسط.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة في كتاب الله العزيز، ثم استمع الحاضرون الى النشيد الوطني، ومن ثم إلى نشيد الإباء (النشيد الرسمي للعتبة العباسية المقدسة). بعدها جاءت كلمة رئيس جامعة واسط الأستاذ الدكتور تقي علي الموسوي، والتي تضمّنت فرحه وتشرفه بمشاركة العتبة العباسية المقدسة، ورعايتها لهذا الحفل، ليتقاسموا فرحة الطلبة الذين بذلوا جهوداً كبيرة؛ لكي يصلوا إلى هذه اللحظة.
وقد ذكر الأستاذ الدكتور الموسوي عدة أمور منها: التأكيد على التزام الطلبة بالاجتهاد في التحصيل العلمي، وأشار إلى قوة الترابط في الأسرة العراقية التي يتميز بها العراقيون دون غيرهم، وشجّع على التمسك بهذه الميزة وتقويتها، وعلى احترام أولياء الأمور؛ لأنهم بذلوا كل شيء لأجل أن يكمل الطالب دراسته.. وختم الأستاذ الدكتور تقي علي الموسوي كلمته بالشكر والثناء لممثلي العتبة المقدسة؛ لمبادرتهم في تقريب الأواصر بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الدينية.
ثم جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها سماحة السيد عدنان جلوخان(دام توفيقه)، قدم فيها التهاني بمناسبة مولد الزهراء(عليها السلام)، وبمناسبة التخرج، وعرّج سماحته على مكانة المرأة في الإسلام، ودور الصديقة الزهراء(عليها السلام) في صناعة القدوة الحسنة للنساء، وكذلك دورها(عليها السلام) في الإسلام، ومكانتها عند النبي الأكرم(ص).
وبيَّن سماحته أهمية العلم، ذاكراً بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثُّ عليه، ووصل سماحة السيد عدنان جلوخان(دام توفيقه) بالكلام الى حقيقة أن التخرج من الجامعة له بعدان، الأول: مادي، وهو أن يحصل الانسان على وظيفة يؤمِّن فيها عيشه، والثاني: هو البعد المعنوي، وهو الوصول الى رضا الله والى السعادة المعنوية، من خلال تقديم كل ما ينفع المجتمع ويخدم الناس، ومنه أن الإنسان يكون صاحب اختصاص نافع، وأن يكون هذا الإنسان مخلصاً في عمله، ليكون إخلاصه سبباً في نجاحه.. وختم سماحة السيد عدنان (دام توفيقه) كلمته بالدعاء لكل الطلبة بالنجاح والتوفيق.
تلتها كلمة مدير قسم إسكان الطلبة الأستاذ أسعد عباس كاظم المياحي، ذكر فيها فرحه بهذه المبادرة، شاكراً الأطراف التي تعاونت على إنجاحها، وذكّر الطلبة بالمواظبة على المذاكرة لقرب الامتحانات، والمحافظة على الأقسام الداخلية؛ لأنها ملك الجميع.
الفقرة التالية كانت قراءات شعرية لبعض الطلبة, واختتم الحفل بتسليم درع العتبة العباسية المقدسة لرئيس جامعة واسط الدكتور تقي علي الموسوي، ثم توزيع الهدايا من قبل وفد العتبة المقدسة على بعض الطلبة المتميزين، والطالبات المتميزات.
صدى الروضتين أجرت بعض اللقاءات، فكان لقاؤها الأول مع رئيس جامعة واسط الأستاذ الدكتور تقي علي الموسوي، والذي تحدث قائلاً:
إنه لشيء جميل أن تشاركنا نخبة من خُدّام أبي الفضل العباس(ع)، الذين أخذوا سمة الوفاء من سيدنا العباس(ع)، فهو(ع) بمبادئه ووفائه قد خدم الإسلام، وكذلك خُدّامه اليوم يوفون للعلم وللمبادئ وللإسلام، وهاهم بيننا اليوم يشاركوننا الفرحة بتخرج طلاب الأقسام الداخلية في جامعة واسط، وهذه المشاركة من قبل العتبة العباسية المقدسة عمل طيب ومفرح، حيث تتشارك وتتقارب فيه القلوب على محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة النبي الكريم وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين, ولم نشهد مثل هذا العمل سابقاً، ولكننا الآن نجد ثمار جهود العاملين في العتبة العباسية المقدسة تُقطف الآن، وبالتأكيد سوف تتطور وتستمر هذه المبادرات بالتعاون بين العتبات المقدسة والجامعات, وهذا يمنحنا ويمنح طلبتنا الخير والبركة؛ لأنها مقرونة بأسماء مثل الإمام الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس، وأبيهما الإمام علي بن أبي طالب(عليهم السلام) قائد الأمة الإسلامية. ونحن إذ نحتفل اليوم بهذه الممارسات المُفعمة بالإيمان، نشجع مثل هذه المبادرات، ونشدّ على أيادي العاملين في هذا المشروع المبارك.
المهندس كرار قنديل -مسؤول وحدة العلاقات الجامعية- قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة:
تقوم الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة من خلال وحدة العلاقات الجامعية في قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة بتنفيذ مشروع فتية الكفيل، وهو مشروع للتواصل مع طلبة الجامعات من خلال استضافة الطلبة وتكريمهم، وتشجيعهم على الارتقاء بالمستوى العلمي، وخلق الحافز لديهم للتواصل مع مراكز نشر الثقافة الدينية وأبرزها العتبات المقدسة.
ونحن اليوم في جامعة واسط لرعاية حفل تخرج نموذجي لطلبة الأقسام الداخلية لكليات هذه الجامعة، ونحن متواصلون -إن شاء الله- مع جميع الجامعات خدمة لهذا البلد، وللارتقاء بجامعاته، والتي تعود فوائدها على المجتمع بشكل عام، ونأمل أن نجني ثمار هذا المشروع ببناء طالب حريص على بناء بلده، يتميز بمستوى علمي عال، ليكون في المستقبل عماد هذا البلد وأساس رقيِّه.
مدير قسم إسكان الطلبة الأستاذ أسعد عباس كاظم الميَّاحي:
أنا فخور جداً بالعاملين في العتبة العباسية المقدسة، وبجهودهم المثمرة والمتواصلة، فهم مشروع عطاء دائم، وهذا المشروع لا يمكن أن نتجاوزه أو ننكره أو ننساه.. وأعتقد أن هذه البادرة من العتبة المقدسة ستكون بداية لمشاريع مستقبلية كبيرة. وقد وضعت أمامي هدفاً، وهو أن ننقل ثقافة العتبة المقدسة وثقافة الجامعة إلى البيت وإلى المجتمع، على عكس ما كان في السابق، وهو أن الطالب يعكس ثقافة بيته ومجتمعه على الجامعة وعلى غيرها من الأماكن.. ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع.
الطالب أحمد حسين خضر كلية التربية - قسم علم النفس:
إن من نعم الله(عزَّوجل) أن تتوفر للإنسان هذه الأجواء المقدسة؛ لتندمج الأجواء العلمية والأجواء الدينية في مكان واحد، حيث نعيش اليوم في ظل الرعاية الأبوية للعتبة العباسية المقدسة، وهي تقيم حفل تخرج نموذجي لطلبة الأقسام الداخلية في جامعة واسط، بالتعاون مع رئاسة الأقسام الداخلية في الجامعة لإدامة التواصل بين العتبات المقدسة وبين الجامعات والمعاهد العراقية؛ ليعود بالنفع على طلبة العراق، ويكون في ذلك الفائدة ورضا الله تعالى، ونسأل الله أن يوفق العاملين على هذه المبادرة بقبول الأعمال، وبالمزيد من التقدم والرقي في سبيل نشر فكر الإسلام، وفكر أهل البيت(ع).