إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خَدَمة ابي الفضل العباس(ع) يتفقدون أحوال الشيعة في الهند

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خَدَمة ابي الفضل العباس(ع) يتفقدون أحوال الشيعة في الهند



    ليس من الغريب أن يصل عدد الموالين لأهل البيت الأطهار(ع) في الهند ما يقارب المائة مليون شيعي حسب بعض الإحصاءات, بفضل المدرسة العظيمة التي أرسى قواعدها مولانا الإمام زين العابدين(ع)، والذي يعتبر الفاتح الأول للهند من خلال منهجه الواسع في تعليم عبيده فكر وتعاليم وأخلاق أهل البيت(ع)، فلا يبقى أحدهم عنده أكثر من عام، حتى يحرره من عبوديته لينشر عقيدة الولاية، وقد أرسل العديد منهم إلى الهند، والى يومنا هذا لا يزال أبناء وتلاميذ مولانا سيد الساجدين(ع) في الهند متمسكين بولاية أمير المؤمنين(ع), وبمحبتهم للعترة الطاهرة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بهم.
    وإيماناً بأن الهند هي أحد أهم معاقل التشيع في العالم، ولضرورة زيادة الآصرة والترابط بين شيعة الهند ومراكز الفكر والثقافة الشيعية والمراقد المقدسة في العراق, زار وفد يمثل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة جمهورية الهند، وضمّ كلاً من نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الحاج بشير محمد جاسم، وعضو مجلس إدارة العتبة المقدسة السيد عدنان الموسوي، بالإضافة إلى السادة والمشايخ الفضلاء من قسم الإرشاد والتوجيه الديني، وشعبة السادة الخدم.
    نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الحاج (بشير محمد جاسم) تحدث لصدى الروضتين عن هذه الزيارة قائلاً:
    نشأت فكرة السفر إلى الهند، والاتصال بالمسلمين الشيعة فيها عند الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) قبل أشهر، وقد جرى التنسيق مع أحد الإخوة من الذين لديهم اتصالات في الهند، ثم جاءتنا دعوة السيد (أسد) مسؤول الحوزة العلمية في منطقة (مظفر نكر) الهندية، فتم الاتفاق على إرسال وفد من المسؤولين في العتبة المقدسة, والغاية من إرسال هذا الوفد هو التواصل مع شيعة الهند الموجودين بكثرة في مناطق متفرقة من الهند, وهذا الوفد هو البداية للتواصل مع الشيعة في الدول الأخَر, وكان ذهابنا في أول الأمر إلى مناطق بعيدة وفقيرة، ثم إلى مناطق أفضل منها.
    صدى الروضتين: كيف كان استقبال شيعة الهند لوفد العتبة العباسية المقدسة؟
    تم استقبالنا بشكل مهيب، وكان الحضور كبيراً، وقد رحبوا بنا واستقبلونا استقبالاً لايمكن تصوره، وقد تعلقوا بنا أشدّ التعلق؛ لأننا خدّامُ سيدنا أبي الفضل العباس(ع)، وهذا بالنسبة لهم يعني الكثير؛ لأنهم يحملون من الولاء والحب لمحمد وآل محمد(ص) ما لا يُوصف بالكلام، ولديهم تعلق كبير بالعتبات المقدسة، وخصوصاً الموجودة في العراق.
    وقد لمسنا استفادتهم من زيارتنا لهم، وذلك بتبركهم بخدّام أبي الفضل العباس(ع)، ونحن كذلك استفدنا بالوقوف على هذه الحالة الإيمانية الكبيرة التي لديهم، والتي هي بحاجة إلى الرعاية والتواصل، ومدّ يد العون لإدامتها وتشجيعها.. وقد لاحظنا أن البعد عن المراقد المقدسة ليس بضارٍّ لمثل هؤلاء الموالين، وهذا مصداق لحديث أمير المؤمنين(ع) الذي يقول فيه: (القريبُ من قرّبته المودّة وإن بعُد نسبه، والبعيد من بعّدته المودّة وإن قرُب نسبه).
    كذلك شاهدنا من أفعال شيعة الهند من المودة والحب والولاء أشياء عجيبة، رغم بعد المسافة، والفقر، والمحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، والذي يحتوي على أديان ومذاهب وطوائف مختلفة، مع عدم استطاعتهم الوصول للمراقد المقدسة في العراق، فالكثير منهم -بل غالبيتهم- لا يستطيعون توفير تكاليف السفر إلى العراق، أو باقي الدول التي فيها مراقد للأئمة المعصومين(ع)، ورغم ذلك ظلوا محافظين على ولائهم، وعلى نقاوة فطرتهم.
    وقد ذكر لي أحد الإخوة في الهند، أنه إذا ذهب واحد منهم إلى كربلاء المقدسة للزيارة ورجع إلى أهله، يزوره الناس، ويتبركون به؛ لأنه قد وصل إلى الأضرحة المقدسة لأئمة أهل البيت(ع) ولامسها، فكيف بكم وأنتم خدم في هذه المراقد المقدسة؟ لذلك وجدنا هذا الحب منهم مع عدم علمهم بعناوين وظائفنا، المهم أنهم يعرفون أننا خدم لأبي الفضل العباس(ع).
    وفي كل تجمع يلتقي به الوفد، كانت هناك كلمات تُلقى في ذلك التجمع من قبل الشيخ صلاح الخفاجي، والسيد محمد الموسوي، والسيد عدنان الموسوي، أو من قبلي.. وقد تنقلنا خلال زيارتنا بين مناطق فقيرة وأخرى ميسورة الحال، وكان بين هذه المناطق شبه انقطاع، فكنا نتحدث مع الموسرين منهم بأن عليهم دعم ومساعدة إخوانهم في المناطق الفقيرة، هذا زيادة على المساعدة المادية المقدمة من قبل الوفد إلى بعض الحوزات العلمية؛ لغرض دعم طلبتها، وتوسيع نشاطهم العلمي.
    صدى الروضتين: كيف يمكن للمسلم الشيعي التعايش مع الآخرين مع كثرة الديانات والمذاهب والثقافات؟
    لقد وجدنا أن الشيعي في الهند يعيش حالة من التنوع العقائدي الذي قد يكون مضراً في بعض الأحيان لاختلاف الديانات الموجودة وتنوعها، فمنها الوثني، ومنها الهندوسي، ومن السيخي، ومنها البوذي، إلى غيرها من الديانات المتعددة.. لذلك فأن الشيعي لا يعيش أجواء الخصوصية التي قد تتوفر في بلدان أُخَر، ولكن من الحسنات التي تنسب لدولة الهند أنها لا تتدخل في ديانات وعقائد مواطنيها، ولديهم الحرية في ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية، فالمجتمع الهندي مجتمع مسالم، لذلك رأينا أن حوزة (مظفر نكر) لها نشاط جيد, وعند استقبالنا في يوم وصولنا، كان هناك جمع كبير من الناس منهم من هو ليس بمسلم أصلاً، ولكنهم جاؤوا لرؤية هذا الوفد القادم إليهم من كربلاء المقدسة.
    صدى الروضتين: هل هناك مشروع لإرسال وفد آخر الى مناطق أُخَر؟
    لقد وجهنا دعوات إلى بعض الحوزات العلمية الموجودة في الهند لزيارة كربلاء المقدسة، ونتيجة لعدم تمكن البعض منهم تحمل أعباء السفر وتكاليفه، لذا سيتم التنسيق لترتيب مجيئهم وعودتهم وسكنهم على نفقة العتبة العباسية المقدسة، فمثل هذه الزيارات يجب أن تستمر لحاجة المسلمين الشيعة للتواصل مع العتبات المقدسة، وهذا الأمر قد يكون بذرة لمشروع كبير تقوم به كل العتبات المقدسة في العراق بإرسال وفود إلى مناطق مختلفة من دول العالم، وهو بداية لأفكار ومشاريع أُخَر قد تكون على شكل مؤسسات أو ممثليات أو غيرها لإدامة هذا التواصل، وللحفاظ على هذا الترابط الوثيق بين الشيعة في أنحاء العالم وبين عتبات العراق المقدسة.
    السيد عدنان الموسوي عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة:
    كانت بداية نشوء هذه الفكرة حين زار سماحة السيد احمد الصافي(دام عزه) دولة الكويت والتي يؤمّها الكثير من الزائرين غير العرب، ومن ضمنهم الإخوة من الفضلاء والعلماء من دولة الهند، وبناء على دعوتهم لزيارة الحوزات الدينية والمدارس الدينية في الهند, أوعز سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) بتشكيل وفد والذهاب إلى الهند، وقد تم التنسيق مع السيد (عباس أبو شكة) في الكويت، ومع السيد (أسد الحسيني) والحاج (محمد عباس) في الهند, ثم جاء موعد سفرنا للهند، وبعد وصولنا إلى العاصمة، استقبلنا أحد السادة الفضلاء من حوزة (مظفر نكر)، وتوجهنا إلى منطقة (مظفر نكر) والتي تبعد عن (دلهي ) العاصمة(150)كم, وقد تم استقبالنا على درجة عالية من الحفاوة والتكريم.
    وقد وجدنا أن العيون ملأى بالدموع شوقاً إلى مراقد الأئمة الأطهار(ع)، وحسرة على بعدهم عنها. وقد نطقت هذه العيون حين استقبالنا عمّا في قلوبهم، وقرأنا في وجوههم أن أملهم في الزيارة قد تحقق بوجود خدام الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس(ع) الذين جاؤوا إليهم، فكانوا يقبّلوننا وكأنهم يقبّلون الضريح المقدس لحضرة أبي الفضل العباس(ع)، فكان ذلك من ثمرات هذه الزيارة.
    والثمرة الثانية أنهم عرفوا من خلال هذا التواصل أن هناك من يفكر بهم، وفي بعدهم عن العتبات المقدسة، ومن ثمرات هذه الزيارة أنهم استقبلونا بأناشيد باللغة العربية، وتكلموا بها معنا، في حين أنهم يتكلمون اللغة الهندية والانكليزية، وهذا يفيدهم لتثبيت وتقوية هذه اللغة لديهم؛ لأنها لغة القرآن الكريم... ومن ثمرات الزيارة أيضاً أنهم عرفوا أن العتبات المقدسة لا يقتصر عملها على استقبال الزائرين في العتبة المقدسة فحسب؛ وإنما هي مركز إشعاع فكري وثقافي يتجاوز مداه حدود مدينة كربلاء، بل ويتجاوز حدود العراق ليصل إلى أقصى بقعة من بقاع العالم.
    وقد نقلوا حقيقة هذا الأمر إلى عوائلهم وجيرانهم وأصدقائهم.. وكذلك من الفوائد التي ترتبت على هذه الزيارة أن هناك من هم من غير الطائفة -بل حتى من غير المسلمين- من بدأ يسأل عن هذا الوفد, من هؤلاء؟ من أين جاؤوا؟ مما ترك أثراً طيباً ليس في نفوس المسلمين فحسب، بل حتى في نفوس غير المسلمين.
    وقد زرنا عدداً من مدارس البنين والبنات، فكان استقبالهم لنا بالورود، وقرؤوا لنا أناشيد باللغة العربية، وأحسّوا أننا أهلهم، ولا أستطيع أن أصف كل ما رأيت من هؤلاء الصبية بكلمات أدبية؛ لأن عواطفهم كانت جيّاشة تراها في وجوههم، وقد ارتسمت عليها مشاعر البهجة والفرح بوصول وفد العتبة المقدسة.
    وكل ذلك يعود فضله لسماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه)؛ لأنه قرأ فائدة هذا التواصل قبل ذهابنا، فكانت نظرته سديدة، أسأل من الله تعالى أن يديم توفيقه، وأن يستمر في مثل هذه المشاريع المباركة.
    الشيخ صلاح الخفاجي رئيس قسم الإرشاد والتوجيه الديني في العتبة العباسية المقدسة:
    قد تعودنا من سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) أن يكون هو السبّاق لكل مشروع يكون فيه النفع العام، ليس في هذا الأمر فقط، وإنما في أمور كثيرة، وهذا يحتاج إلى فكر ثاقب، والى حضور مميز، والى توقيت مميز، والى كيفية مميزة، وقد أصاب الهدف في مسألة تفقد شيعة الهند، وقد تم الاتفاق على تشكيل وفد بعد الإيعاز من قبل سماحته لغرض التعارف والتواصل، وتفقد أحوال المسلمين الشيعة في الهند.
    وكنا نتوقع أن زيارتنا ستكون زيارة عادية، لكن ثبت لدينا أن هذه الزيارة جاءت في محلها ووقتها؛ لأننا كنا نمثّل أول وفد رفيع المستوى من العراق يمثل جهة دينية مميزة مقدسة عند عامة المسلمين وخاصة الشيعة وهي العتبة العباسية المقدسة؛ فكان استقبالنا أينما حللنا أو نزلنا أو تجولنا استقبالاً حافلاً، وكانوا يرددون عبارة (كربلا هير) وتعني (كربلاء هنا)، بمعنى أن كربلاء جاءتنا هنا، وخاصة أن اثنين من السادة الخدم كانوا برفقة الوفد (بزيّهم) المعروف، والذي مضى عليه عشرات السنين، وهو (زيُّ) خدام العتبات المقدسة.
    وأينما حططنا رحالنا في مناطق الشيعة ابتداء من (مظفر نكر)، ثم رجوعنا إلى (دلهي)، ثم إلى (بنكلور)، ثم إلى (علي بور)، ثم إلى (ميسور)، ورجوعاً إلى (لكنو) المدينة التي يكثر فيها الشيعة، كان اللقاء حميمياً جداً، ولا يمكن وصفه بالكلام، لشدة تعلق وفرح هؤلاء المؤمنين بمن يمثلون العتبات المقدسة.
    ومن منافع هذه السفرة هي إدخال السرور إلى قلب المؤمن، وهي نعمة يُثاب عليها كل من فكّر وخطط ودعم وشارك, ونحن رغم أعباء السفر والجهد الذي بذلناه في هذه المسافات الطويلة، إلا أننا كنا ننسى كل هذا التعب حين نرى حبّ هؤلاء الناس للعتبات المقدسة، ولمن يمثلونها.
    صدى الروضتين: كيف رأيتم الهند، وماذا وجدتم فيها من تراث إسلامي؟
    أنا برأيي أنه ينبغي أن يتشكل وفد إعلامي رفيع المستوى ليوثق المعالم الحضارية في الهند, فقد شاهدنا أموراً يجهلها عامة الشعب العراقي, فأن أكبر الحسينيات وأقدمها في العالم موجودة في الهند، وقد حكم الهند في مرحلة من مراحل تاريخها، وفي كثير من أقاليمها السلاطين الشيعة، ابتداء من عام(1650)م تقريباً وخصوصاً في إقليم (لكنو) الذي ينتشر على مساحة واسعة على وسط وشمال الهند.
    وقد لاحظنا أختامهم، وشعاراتهم الشيعية، وأقوال الأئمة(ع) المنقوشة في أماكن كثيرة، والقلاع الضخمة التي كانت تضمّها الحسينيات, والتي لم تكن حسينية كالتي متعارف عليها عندنا، بل كان لها شأن خاص، حيث كانت تشغل مساحة كبيرة، وإلى جانبها مسجد كبير، وقاعة للاحتفالات، وحديقة كبيرة قد تصل إلى مساحة(دونمين)، وتحتوي على بوابات ودفاعات, هذا فضلاً عن التصميم البديع، فقد شاهدنا هندسة عجيبة تختص بالصوت؛ ففي إحدى الحسينيات والتي كانت مساحتها كبيرة جداً، كان القارئ لا يحتاج إلى مكبر للصوت؛ بسبب تقنيات هندسية ومعمارية خاصة، وقد جربنا ذلك بأنفسنا..!
    وكل ذلك يدل على أن سلاطين ذلك الزمان قد سخّروا هذه الإمكانيات لخدمة أهل البيت(ع)، ولكن بسبب الحرب الهندية الباكستانية، وكذلك الاستعمار البريطاني للهند، قد ألقيا ظلالهما وتبعاتهما على الشيعة أكثر من غيرهم، فكثير منهم هُجِّروا من مناطقهم، لذلك هناك الكثير من الحسينيات المتروكة في الهند.
    صدى الروضتين: ما الذي يمكن أن تؤكده هذه الزيارة لجمهورية الهند؟
    العتبات المقدسة تؤكد في هذه الخطوة الجديدة بأنها ليست فقط مكاناً لاستقبال الزائرين، بل هي مؤسسات ثقافية تربوية تواصلية عالمية، وهذا الوفد هو جزء من عالميتها، وذلك بالتواصل مع الشيعة في الدول البعيدة، وتفقد أحوالهم ومساعدتهم بكل ما يمكن، وهي مسألة تبشر بالخير، وقد وعدناهم أن نستقبلهم بما يليق بهم، ونعين من أراد منهم الزيارة، ولا يستطيع تحمل تكاليف السفر وأعباءه.
    وقد أثبت العاملون في العتبة العباسية المقدسة بأنهم أضافوا فتحاً جديداً في مجال العلاقات العالمية، ومدّ جسور التواصل الواجبة التي أوصى بها النبي وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين) بين عموم الشيعة في العالم.
    وقد تم إلقاء بعض الكلمات تعبر عن مشاعرنا تجاه هذا الحشد المؤمن، وكذلك نقلنا صورة عن العتبات المقدسة في وضعها السابق في زمن النظام المقبور، وعن وضعها الآن، وأعلنا عن استعدادنا لاستقبالهم وتهيئة ما يحتاجون إليه، كذلك فيما يتعلق بمواكبهم المشاركة في زيارات محرم والأربعين.
    وقد قمنا بتشجيع الشيعة الهنود على التواصل بعضهم مع بعض، وتقريب الأواصر فيما بينهم؛ لأن بعض الساكنين في منطقة معينة قد لا يعلمون بحال الساكنين في منطقة أُخَر تبعد عن حوالي(2000)كيلومتر، ومنهم من هو ميسور الحال، فأكدنا على مسألة التواصل فيما بينهم، ونقل الأموال والتبرعات إلى من يحتاجونها منهم، وهذا فيما أعتقد جزء من واجبنا، حيث صرنا نحن القادمين من وراء البحار حلقة الوصل فيما بينهم، وهذا من نعم الله علينا.
    صدى الروضتين: هل واجهتكم بعض المشاكل أو المعوّقات؟
    طبعاً كل شيء جديد له بعض المعوّقات، وكان أول شيء هو ضيق الوقت، والجو الجديد، واختلاف اللغة، وقد كان هناك بعض الأمور المُخطط لها، لكن لم يكن كل ما خططنا له يمكن تنفيذه.. ولكن عندما رأينا الحفاوة والولاء والحب المنقطع النظير، جعل هذا الأمر بحد ذاته الأرض مهيّأة لنا في كل مكان، فكان هذا الأمر حافزاً لارتجال بعض الأمور التي لم نخطط لها؛ لذا فأن من يحمل شرف خدمة المراقد المقدسة حري به أن يلتفت إلى هذه النعمة الكبيرة، بل لكل من جاور المراقد المقدسة، ويتوجه بالشكر إلى الله تعالى على هذه النعمة؛ كي يتفاعل أكثر ويبدع أكثر؛ لأن المخدوم وأعني به أبا الفضل العباس(ع) يستحق أكثر من ذلك.
    السيد محمد الموسوي - قسم الإرشاد والتوجيه الديني:
    هذه الوفد هو الأول من نوعه على مستوى العتبة العباسية المقدسة، والغاية من ورائه هو رفع المستوى المعنوي، والتواصل والتآلف بين العتبات المقدسة وبين إخواننا الشيعة في بلدان العالم؛ وهذه السفرة هي الطليعة لسفرات لاحقة إن شاء الله.. ونحن مسرورون لذهابنا في هذا الوفد الذي لا يحمل معنى واحداً، بل يحمل عدة معان عظيمة وجليلة جداً، فمن المعاني أن الموالين لأمير المؤمنين(ع) هم موزعون في شتى بقاع العالم.
    ومن المعاني الأُخَر، أن المحبة الحقيقية إنما توجد في النفوس الطيبة البريئة التي هي بعيدة عن الماديات قدر ما أمكن؛ فكنا كلما اقتربنا من مدينة هي أكثر بساطة وفقراً نجد ولاء ومحبة أكثر لأهل البيت(سلام الله عليهم), وقد استغربنا من هذا الولاء وهذه المحبة، فقد قدموا لنا كل ما يملكون، وبذلوا من وقتهم وجهدهم ومالهم لكي يرافقونا إلى أماكن تواجد الشيعة في المناطق المختلفة.
    وقد رأينا في أماكن كثيرة تماثيل رمزية تمثل قبور الأئمة المعصومين(ع)، والشيعة يزورونها ويعظمونها تعظيماً لأسمائها، فيقيمون هنالك طقوس المحبة لأهل البيت(ع), بل وجدنا كربلاء ثانية في الهند، حيث وضعوا في مكان معين مجسّماً تعلوه قبة يمثل مرقد الإمام الحسين(ع)، وآخر شبيه به يمثل مرقد أبي الفضل العباس(ع)، وهم يأتون لهذا المكان، ويعتقدون أنهم إذا زاروه أو نذروا له يشفون من أمراضهم، وتُقضى حاجاتهم، وسمعنا عن كثير من الكرامات التي حصلت بسبب زيارة المؤمنين لهذا المكان...
    ولا يقتصر الأمر على تشبيه مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس(ع) وحسب، بل جعلوا لكل واحد من أهل البيت(ع) مرقداً رمزياً، فللحوراء زينب(ع) هناك مرقد رمزي، وللسيدة رقية وهكذا..
    وهذا الأمر لا يقتصر على مدينة واحدة، بل هذا الأمر موجود في كل مدينة, بل أكثر من ذلك وجدنا مدناً شيعية كانت مشيّدة قرابة(250) سنة من هذا التاريخ، وقد حكم الهند وولاياتها وأقاليمها قادة من الشيعة, والحقيقة لايمكن أن أصف مشاعري؛ لأنني مبتهج ومسرور وكأني عشت في جنة.
    وقد شاهدنا من المشاعر التي لا تُوصف عندما قدّمنا لهم راية أبي الفضل العباس(ع) كهدية، فمنهم من أجهش بالبكاء، ومنهم من أخذ يمسح رأسه وجسمه بالراية، ومنهم من تحيّر لا يدري ماذا يفعل.. فنحن بصفتنا خداماً لمرقد أبي الفضل العباس(ع) في نعمة كبيرة تستحق الشكر الكثير، وفي نفس الوقت نحن مسؤولون عن هذه النعمة، فتكليفنا يُضاف عليه أننا خدم لهذا العظيم، فيجب أن نتحمل جزءاً أكبر من المسؤولية، ونكون قدوة لغيرنا، ونسأل اللهَ أن يديمَ علينا هذه النعمة، وأن يعرّفنا حقيقتها.
    أعجبني
    تعليق​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين


    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X