تشرَّف وفد رابطة من أبناء الشهداء بزيارة العتبة العباسية المقدسة واللقاء بسماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) الذي رحب بالوفد الضيف, مؤكداً في حديثه على أهمية أن يكون ابن الشهيد امتداداً طبيعياً لمسيرة والده، من خلال اجتهاده وتطلعه إلى أن يكون عنصراً فعّالاً وقيادياً في المجتمع, موضحاً:
لكونكم أبناء شهداء، فقد أعطاكم هذا الأمر شرفاً ومقاماً إضافياً, وأكسبكم لقباً مميزاً في المجتمع (ابن الشهيد), وهذه النقطة تحتاج أن نقف عندها, فالمكسب المعنوي الذي جاءكم من الشهداء يطرح تساؤلاً وهو: ماذا سوف تضيفون أنتم له حتى تبقى عجلة الشهادة مستمرة؟ وماذا يجب أن يضيف ابن الشهيد لاسم والده, باعتبار أن الشهيد قدَّم روحه وجسده وكل ما يملك، ولم يبق شيء أغلى من ذلك ليقدمه.
وأضاف سماحته: من المؤكد أن أبناء الشهداء والسجناء السياسيين يعانون معاناة حقيقية, ففي تلك السنوات العجاف كان المجتمع يخاف من ابن الشهيد, فالقريب كان يتحاشاه، والجار والصديق، كل ذلك خوفاً من أزلام النظام السابق, وكانت والدته الكريمة هي فقط التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الابن.
وأشار إلى حجم المسؤولية المُلقاة على عاتقهم قائلاً: أعتقد أن الطاقة المعنوية الموجودة عندكم الآن لا يملكها الآخرون, فالإنسان الذي يملك جذوراً عميقة تجعله دائماً يعيش الحياة باندفاع وقوة, فمثلاً عندما يتذكر الإنسان سيد الشهداء عليه السلام، تجدد هذه الذكرى عنده جميع المعنويات, كذلك ابن الشهيد أو أخ الشهيد عليه أن يتحمل مسؤولية لما يحمله من بعد معنوي, فيجب أن يكون من الأوائل دائماً على مستوى التحصيل الدراسي, ويكون دائماً في طليعة أي علم من العلوم, ولا يجب يقول: إن إمكانياتي لا تساعد, فإذا كانت الهمّة عالية، ولديك خزين معنوي كبير، فبلاشك ستكون أنت الأفضل وباستحقاق, فنحن نريد من أبناء الشهداء أن يحملوا لقبين في نفس الوقت: اللقب الأول ابن الشهيد، واللقب الثاني متخصص في مجال معين, أي يجب أن يحمل الحُسنيَين معاً.
وأكد سماحته على ضرورة ترسيخ جهود الشباب في إطار العمل التوثيقي للشهداء، وكل ما يتعلق بتلك المرحلة, وأبدى استعداده للدعم الكامل من قبل العتبة المقدسة لطبع ونشر هذه الأعمال التوثيقية, مبيّناً: إن بعملية التوثيق سوف يُكتب تأريخنا, أما إذا بقيت هذه المعلومات في الأذهان فقط، فإنها ستضيع مع مرور الزمن. ومن جانب آخر، دعا سماحته إلى استقبال مجاميع من أبناء الشهداء من جميع المحافظات بشكل دوري لزيارة العتبات، وتفقد جميع الأقسام الموجودة فيها، وزيارة المشاريع والإطلاع عليها عن كثب.
كما كان لصدى الروضتين حضور في هذا اللقاء، حيث التقت برئيس رابطة ذوي الشهداء الخالدين في أنحاء العراق عثمان هادي حياوي الشيباني، وتكلم عن رابطة ذوي الشهداء، وما هو عمل هذه الرابطة، وما تقدمه فقال:
رابطة ذوي الشهداء الخالدين هي إحدى الروابط التي تشكلت منذ سنتين، وهي تابعة لمؤسسة الشهداء ضمن هيكلها الإداري، وتأخذ على عاتقها النهوض بواقع ذوي الشهداء، وقصص وتراث وتاريخ وكل ما يتعلق بالشهداء منذ السنوات التي عاشها ذوو الشهداء، في زمن النظام البائد، كما إن الرابطة تقوم بعدة فعاليات دينية وثقافية... وقد أبدى سماحة السيد احمد الصافي(دام عزه) استعداده بمساعدة ذوي الشهداء بزيارات دورية، واستضافة أبناء الشهداء من المحافظات كافة, وأيضاً كان لسماحة السيد مبادرة بدعم معنوي لذوي الشهداء من نشر أفكار وتراث الشهداء، وحفظها من النسيان أو الاندثار تخليداً لذكراهم.
والتقت صدى الروضتين أيضا مع أحد أعضاء هذه الرابطة، وهو علي حسين عباس المحنا مسؤول الدائرة القانونية للرابطة:
أسسنا الرابطة في كربلاء، وأكملنا عدة روابط في محافظات الوسط والجنوب، وهذه الرابطة هي حلقة وصل بين ذوي الشهداء ومؤسسة الشهداء، وتقدم لهم المساعدة القانونية. أما بالنسبة للقاء الوفد بسماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه)، فقد كان لقاؤنا مثمراً مع سماحة السيد، حيث تم تخصيص زيارة شهرية للعتبة، وسيتم استضافة كل شهر(50) شخصاً, لزيارة العتبة العباسية، وتتضمن زيارة أقسام ومشاريع العتبة العباسية المقدسة. وفي ختام اللقاء مع وفد الرابطة، تقدموا بالشكر والامتنان للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة متمثلةً بسماحة السيد احمد الصافي(دام عزه) على حسن الضيافة.
أعجبني
تعليق