( من ذاكرة صدى الروضتين / العدد 191)
مشروع ترميم قسم مقام الإمام المهدي(عجَّل اللهُ فرجه)
المباشرة بعمليات تغليف القبَّة الشريفة بالكاشي الكربلائي
تتواصل الأعمال بمشروع ترميم أجزاء قسم مقام الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، حيث باشرت الكوادر الفنية بعملية تركيب الكاشي الكربلائي على القبَّة الشريفة للمقام المطهر.. هذا بحسب ما تحدث به لصدى الروضتين رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ.
وأضاف: بعد أن تم قلع الكاشي الكربلائي القديم وإزالة كافة مواده الرابطة القديمة من جصّ وغيرها، باشرت الكوادر بأجراء عمليات صيانة وإدامة شاملة للقبّة، وتضمنت وضع مواد كيميائية وإنشائية خاصة على كافة أجزاء القبة من الخارج لتغلف بمادة الهارب (وهي عبارة عن مشبّكات معدنية تربط على الهيكل الخارجي للقبة بواسطة أسلاك معدنية), ثم يتم تشميعها بمادة الأسمنت والرمل كطبقة خفيفة تحمي المشبكات من الرطوبة.
وبيَّن: بعد الانتهاء من هذه الأعمال كافة تمت المباشرة بعمليات تغليف القبَّة بالكاشي الكربلائي وبنفس نوع الكاشي المستخدم في عمليات تغليف جدران وسقوف العتبة العباسية المقدسة، وهو من أرقى أنواع الكاشي من حيث المادة المصنعة وقوة الضغط، حيث تم اختيار نوع طين خاص يكون خالياً من الأملاح وبصورة كاملة، ويضغط بمكائن ومكابس كهربائية بدرجات عالية من الضغط؛ لكي لا تترك أي فقاعة هواء داخل هذا الكاشي، ويعرض إلى حرارة متدرجة, يكون سمكه (1)سم، ويحتوي على مناطق خاصة للتثبيت.
وكذلك تم استخدام ألوان ثابتة ومن مناشئ عالمية، وأضيف الذهب إلى كافة أجزائه بنسبة(30%) وهي نسبة عالية، والذهب المستخدم ألماني المنشأ، وكذلك فأنه يتميز بـأبعاد وقياسات متساوية وزوايا حادة وذات سطح مستو ومقاومة عالية وعزل حراري وغير قابل لامتصاص الرطوبة؛ كما يتميز بثبات وزهو الألوان ويتم تركيبه بطريقة فنية مع إضافة مواد تقوية تكون ذات عزل حراري ومائي عاليين.
وأكد المهندس ضياء: سيتم الانتهاء من هذه المرحلة من المشروع (ترميم وصيانة القبّة الشريفة) قبل زيارة النصف من شعبان(1433ه).
موضحاً تفاصيل العمل في القاعات الداخلية للمقام:
أما عن باقي الأجزاء الأُخَر والتي تشمل القاعات الداخلية، حيث يحتوي المقام على ثلاث قاعات: اثنان منها للرجال، تم الانتهاء منهما وإعادة تغليف الجدران من جديد، فبعد أن أزيلت كل المواد القديمة عن الجدار مثل(الجص القديم وغيرها..) وإخراج الطابوق ومن ثم تغليف الجدران بالمرمر الإيطالي وبارتفاع(1,5)م وعمل شبابيك وأبواب جديدة، وهذا كله ضمن المخططات الجديدة التي أعدت لهذا المشروع.
أما الأرضية فتم قلع الكاشي القديم وتسوية الأرضية وإعادة صبّها من جديد بطبقة خراسانية مسلحة، وإكسائها بمرمر برازيلي المنشأ بسمك(3)سم. أما القاعة الثالثة والأخيرة فهي للنساء والتي تم إكمال تغليفها بالمرمر، وكذلك الأرضية أكسيت بالمرمر، وسينتهي العمل بها مطلع الأسبوع القادم، وتم إضافة مكتبات عملت من المرمر وبقياسات وأحجام مختلفة.
وفي لقاء آخر مع الأستاذ عدنان نعمة ناصر رئيس قسم مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) والذي حدثنا عن المشروع قائلاً:
قبل ثلاثة أشهر تقريباً من هذا التأريخ ابتدأ العمل في قسم مقام الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وكانت بداية العمل بقلع الكاشي الكربلائي والحجر القديم عن الواجهات والقبة، وإزالة المرمر من الجدران والأرضيات تحضيراً لإعادة تغليفها وإكسائها مرة ثانية بمواد أفضل وذات جمالية أكبر.
وأضاف: تم تقسيم العمل بالمشروع لمراح، وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى منه وهي عملية قلع الكاشي الكربلائي والإكساء الجصي القديمين، وإزالة وترميم المتضرر من الجدران والقبة والواجهات، بُوشر بعمليات تغليف هذه الجدران بمادة المرمر من الداخل على أن تغلف الجدران الخارجية منه فوق المرمر بمادة الكاشي الكربلائي، وتغليف الداخلية بالزجاج المقطع فنياً.
ابتدأ العمل في القاعات الداخلية بحيث تكون كل قاعة على حدة، بحيث تتم عملية إزالة المرمر من الجدان والأرضيات لهذه القاعة، ويُعاد تغليف الجدران وتُكسى الأرضيات بالمرمر الجديد، ومن ثم ننتقل إلى القاعة الأخرى. أما في الواجهات الأمامية فقد تم تثبيت الإطارات(الجوك) تحضيراً لإعادة تغليفها بالكاشي الكربلائي, والقبة المشرفة كذلك فقد ابتدأ العمل بها وقلع الكاشي القديم المتضرر، وبدأت عملية تغليفها بالكاشي الكربلائي الجديد وبألوان زاهية.
وعن الإضافة الجديدة وضّح رئيس القسم:
هنالك مقترح جديد حصل على موافقة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة وقد وجه قسم المشاريع الهندسية على ذلك؛ والمقترح الآن في طور الدراسة، وهو أن يُضاف مسقف للواجهة الأمامية وعلى طول مقام الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، وإن شاء الله سيكون بتصميم رائع وإضافة ذات جمالية الغاية منها حماية للزائرين من أشعة الشمس والمطر.
ومن الجدير بالذكر أنه لم تُجر أي عمليات تطوير للمقام الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) بشكل مكثف كما هو الآن منذ إنشائه، فقد بدأت تظهر آثار البيئة على البناء بالإضافة إلى عدم استخدام مواد جيدة بالعمل في ذلك الوقت, وخاصة في القبة الشريفة والجدران والأرضيات, لذا كان من الملزم للعتبة العباسية المقدسة أن تقوم بأعمال صيانة شاملة وخاصة لمثل هذا المقام الطاهر، وباعتباره أحد تشكيلاتها الإدارية.
أعجبني
تعليق
تعليق