اللهم صل على محمد وآل محمد
إن هنالك عذابا يشترك فيه جميع الناس ، وذلك في البرزخ والبعث وعرصات القيامة أيضا ـ ما عدا الأنبياء والمعصومين طبعا ـ ألا وهو هذا العذاب الذي يلازم الإنسان من ليلة الوحشة إلى ساعة دخوله الجنة، وذلك من خلال الحسرة القاتلة التي لو بقيت مع العبد لما تهنأ أحد بدخول الجنة، وذلك لقوله تعالى: ﴿وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون﴾ ومن أهم مصاديق الحسرة هي هذه الحسرة على عدم إتقان الصلوات المستوعبة لأيام الحياة الدنيا، وعدم تطوير أدائها، رغم أن صاحبها طور نفسه في كثير من أمور الدنيا، أعني في المال والبنين وغيرها، إلا أنه قد يموت على صلاة كان يصليها أوائل أيام تكليفه، فبقيت على ما هي عليها بسهوها وغفلتها وشكوكها، بل قد يقال: إن صلاته حين التكليف كانت أفضل من صلاته قبل الموت، لاحتمال مقارنة صلاته أيام بلوغه لشيء من براءة الطفولة، أوجهالة أوائل التكليف!.
وكم العتاب بليغ من الإمام الصادق (عليه السلام) عندما يصف حال من أمضى عمره في صلاة مدبرة، حيث يقول: [ والله إنه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة، فأي شيء أشد من هذا؟! والله إنكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها، إن الله عز وجل لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به؟! ] .
--------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق