اللهم صل على محمد وآل محمد
إن من موجبات الإقبال على الصلاة هو الخوف من عدم القبول، فإننا نلاحظ أن من يتقدم لامتحان في الدنيا ـ يخشى من الفشل فيه – يحاول جهد إمكانه أن يحقق موجبات النجاح فيه، لعلمه بأنه عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
وعندئذ نقول: أو لا يحق لأحدنا أن يخشى من هذا الفشل بين يدي رب العالمين؟!. وبتشبيه بليغ يمكن القول: إن المساجد هي بمثابة قاعات الامتحان، ولكل يوم امتحانه، فعندما ندخل المسجد لا بد أن نعيش حالة الخشية من السقوط في هذا الامتحان، ومن المعلوم أن صلاة كل يوم تغاير الصلاة في اليوم الذي سبقه؛ إذ إن لكل صلاة حسابها ودرجاتها، ومن الواضح أن هذه الخشية من السقوط في الامتحان، لمن موجبات التهيؤ النفسي لصلاة خاشعة، وإيجاد الشوق الباطني للمثول بين يدي رب الأرباب.
والشاهد على لزوم مثل هذا الخوف، هو ما نلهج به بعد كل فريضة قائلين: ] إلهي إن كان فيها خلل أو نقص من ركوعها أو سجودها فلا تؤاخذني به، وتفضل علي بالقبول والغفران [ أي: يا رب!.. إنا لا أرجو الجزاء على هذه الصلاة إلا بفضلك لا بعدلك، بل أخاف من المؤاخذة على صلاة أنت أعلم بها مني!.
-----------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق