رسالة السيدة زينب (ع) إلى أمّها السيدة الزهراء (ع)
أسعد علي في نظرة تأملية في المهرجان الثامن عشر 2009م
القصيدة الاولى
تــــسائلك الرضـــى عـــنها دمشقُ كــــأنَّ الغــــــــيث يا أمـــــــاهُ دفق
وتقــــصدني الحرائر والــــــعذاري بأدمُعــــــها الـــــلآلي تســـــــتحق
واسمـــع مـــن كرام النـاس نجوى بـــــــخور حنـــــانها للـــقلب خفق
بكلِّ عـــشـــــــــيةٍ وبــــــــــكل يوم يحدثـــــني عــــــن الـزهراء صدق
واســـــــــمع مـــن بديعات المعاني بزيــــــنب والحـــــــسين كما يحق
لها بـــــــردى الــــــوفاء وقاسيونٌ كــــــأنَّ دمشـــــق بــالتجديد شرقُ
إذا كتـــــــبوا كـــــــتاباً تـــــــوجوه بذكركــــــما.. مــــــــُباركة تـــــدقُ
كــــــقلب عـــــــلي والــزهراء ألف قــــــلوب عـــــرائس.. ولينم رفق
بـــــحقِّ مــــــحمدٍ يــــــــا أم ترجى مباركة لمن قصـــــــــدوا.. ورزقُ
وتبـــــتهجُ العـــــرائس بــــعد أنسٌ يوحـــــــدهم علــــــى الوهاب حق
شـــــــفيعٌ.. والـــــدعاءُ لــه عيونٌ كــــــزمزم مـــــــكةٍ.. والدمع برقُ
وهــــــل تـــــــُنسى لإبراهيم نجوى وملـــــــته الحــــــقائق والأحــــق
وهـــــاجر أم إســـــــماعيل تـــحنو للهفـــــــتها رمـــــــالٌ لا تــــــــرقُ
بمثـــــل دعـــــــائها ادعـوا لقومي ليعــــــتري الصـخور الخرس نطق
وتــــــنبجسُ المـــــحبة كـــلّ نفس بفطرتــــــها يـــــــقدِّمها المــــــدق
بـــــلاغتنا تــــــعلم فــــــنّ قــــــلبٍ يحــــــيل الصـــخر رخصاً أو يشقُ
كــــــما شقــــــت خـديجة كلَّ حرف عن الفـــــرح المغـــيث لمن ترفوا
وســـــرُّ خـــــديــــجة ذوقٌ رفـــيعٌ يــــــجاذب آدم الأســـــماء عــــرق
بحـــــــقّ دعــــــاء آدم مجتــــــبيه لأســـــرى العـــــالمين يـــراد عتق
بــــــلاغــــــــتنا تـــــــعلم كــلّ جيلٍ حـــــضارته.. إذا ثــــــقة تــــــلقوا
ومشـــــيخة البـــــلاغة عــــند داع إلى التـــــــوحيد تـــــسمعه دمشق
وتنـــــتعش الـــــنفوس عـلى شذاهُ ويجـــــمعُها بضـــــوع رؤاه فـرقُ
أبـــــو الــــزهراء علمه بــــيانــــــاً وللزهـــــراء تربـــــية ونـــــــسق
صحــــــابتها المــــــنابعُ فـــي إمام بلاغــــــة نــــهجه مثــــلٌ وطــرق
يجـــــددها المكـــــــلفُ بــــــاجتهاد يؤيــــــده الأنـــــامُ إذا استـــــحقوا
فمـــــــن ذاقــــــوا بــــأسرته اتحادٌ ومنصــــــوريٌ فاضــــــله محــــق
وإن مــــــــدت إلــــى الأقـداس كفٌ يؤدبــــــها مــــــع الأيــــــام حرق
بو لهــــــب يـــــــتبُّ وزوجـــــــتاه يثــــــنيها مــــــع الأموال حـــــمق
ينـــــــسق أذكــــــياء الكــــون إرثاً لتســــــعدهم بلاغتــــــه ويـــــبقوا
ومـــــن فــــــطنُوا نفــوسهم تعافى كمـــــــــا الأفـــــراح من أمّ تـــزقُّ
أذاكــــر فــي دمشق دروس عمري مع الــــــزهراء.. والـتاريخ عُمق
بلاغــــتها الســــــعادة.. أمـــــهاتٌ من الكــــــلمات.. والآفـــــاق زرقُ
بــــــكل هنـــــيهةٍ منــــــها زمـــانٌ يمـــــكن مــــن شهـود الغيب طلقُ
مــــــراتب ديــــــنها حـــبٌ مصفى لـــــرب الـــــدين والتـــــفصيل أفقُ
بإســـــــلام الشــــــريعة بــذرُ زرع لإحــــــــسان بــــــإيمان يُـــــــشقُّ
إذا فلــــــقت بــــــذورٌ عــــن جذورٍ وعن غـــــصن الثـــمار فذاك فلقُ
بنــــــية أنــــــت والحـسنان زرعي ومحـــــسنُ.. أم كلـــــثوم.. وورقُ
إذا هبـــــطت مــــن الأعـــلى ترقى رقيــــــة.. والرغــــــيف لــه مرقٌ
لنــــــأكل خبــــــزنا نــــذراً وقربى بـــــسورة دهـــــرنا الأخلاقُ خلــقُ
لــــــنا حــــبك السماء بما اصطفينا وذو فــــــضل حـــبا.. والبخل رقُّ
يـــــحررنا المهــــــيمن كــــلّ حين بميتتنا النــــــمو مـــــدى وخــــفق
طيـــــور المـــــوت تضحملنا سموا فنــــــحن الـــــخالدون رؤى وأفق
طـــــرائقنا التـــــحرر كــــلّ فـــجر ونجمة صبحــــــنا ســـــعيٌ وطرقُ
لتثـــــقب كـــــل نــــــفسٍ مشتهاها وتـــــشهدُ حافـــظاً.. فالقرب سبق
أذاكر فــــي دمشـــق دروس وحيٍ عن الأبـــــوين.. أصفــــيها لتسقوا
نــــبلّغُ هـل أتى الإنـــسان أمـــــــرٌ بعلم المقــــــتضى والـــــحالُ لـحقُ
ويسمعني الأنامُ بــــذي اجتــــــهادٍ بلاغــــــته بــــــنهج أبـــــي مـــدقُّ
وجــــامعتي عــــــلى الإبــداع تعلو لها فـــــي الكـــــون تــيجانٌ وفرقُ
وأنــــــهار الـــوجـــود لهــا ائتلاقٌ بـــمجمـــــــعنا.. (وبوتوماك) دفقُ
و(سيـــن) النفس موسوعاتُ غربٍ وتــــسألك الرضى عــــنها دمشقُ
دمشق الجديدة: (29 / 9 / 1995)
قصيدة جوابية من السيدة الزهراء (عليها السلام) إلى ابنتها الحوراء في مولدها
القصيدة الثانية
زهــــــراءُ بــــكة والـــحجازُ فضاءُ وإلـــــى دمشـــــق تريدنا الحوراء
فالحـــجُّ والـــــزمن المــنير بزينبٍ تاريخ ذي الإعـــــجاز كيــف يضاءُ
الطــــائفون الطـــــامحون بـروضةٍ تدني الــــــنذور كــــأنها العـــذراء
يتــــــساءلون عن الســـرار وبدره بمـــــــزارها للــــسائلين سمــــــاءُ
أمـــــاه يــــأتلق البـــــقيع ومـن به فســـــطوع أمرك في دمشق رجاءُ
ذات النهـــــور تـــــعيد سيرة نبعها كفــــم التـــــدفق للــــعيون صفـاء
ومتـــــرجمي أعـطى الأشعة ثلجها فجـــــرت ثـــــلوجٌ واسـتحال الماء
والكــــــوكب الـــــدُّرِّيّ يــوقد ثغره بالأزهـــــرين وكـــانت الأضــــواء
وغـــــنى الوجـــــود تعارفٌ وتآلفٌ فــــي حبـــــنا والباقيـــــات هــباءُ
ومجـــــازُ قـــــلب أبي ترابُ حقيقةٌ والقــــلب فيـــــضُ تـــــفكُّر ورداءُ
وبــــــذاك يبــــــتكر البـــديع بلاغةً عن نهــــجها تـسري بنا الخضراء
وبـــــذاك يبـــــتكر البـــــديع بلاغةً من صـــــبر أمــك والصباح مساءُ
وورثـــــت مـــن كلِّ الجهات منابعاً أمي خـــــــديجة جـــــــــدةٌ فـرعاءُ
وعـــــلى الـــفروع ثمارها ولزينب من أمهــــــا أمـــــم نـــــمت ونماءُ
فالــــجدَّة الـــــكبرى سقــــت بنبيها وبكربـــــــلاء حفــــــيدةٌ غـــــيثاءُ
الغـــــيث أدمــــع خــــاشعين لربهم بالبـــــرِّ والــتقوى الخشوع شفاءُ
شـــــافٍ بـــــيوتي والبيوت خديجةٌ تعلي ومن غـــــير الهــدى البناءُ؟
يـــا أخـت أمي في السعادة ضرجت بدمِ الشــــــروق وللغـــروب دماءُ
يـــــا أم أمـــــك بـالحسين وأسرتي كنــــت الـــــرعاية والصمودُ وفاءُ
ويـــــراك زيــــن العــــــابدين كأمِّه وأبيه.. والمـــــعنى بــــك السعداءُ
عــــدةُ المهيمن للمســــــيح وأمــه عيدُ العــــــقيلة بـــــالحسين يــفاءُ
والــــزيت يــــا أمــــاه ينجبُ شعلةً من غربِ مـــــشرقها رأى الغرباء
يـــــا أم أمـــــك بـــــالجهاد تأصلت فيــــــها الحيـــــاة كأنـــــــها حواءُ
بــــردى عـــلى دمع الفرات ودجلةٍ قلقُ الأكــــــفِّ مكفــــــكفٌ بـــــكاءُ
أخــــواه ينــــتحبان مـن ديمِ الأسى والحــــــــزن يـــــا أمـــي له أنواءُ
قلت الحـــــقيقة يــوم صحت بكوفةٍ (فابــــــكوا كثــــيراً).. إنـكم أشلاءُ
وتـــــمر أدهـــــر حــاكمين وها هم كالأمــــس قـد طمعت بهم (فقماءُ)
لـــو غيروا في أنفسٍ حمق الهوى لتــــــجملت مـــن حـــولهم شوهاءُ
العـــــادلون بــــــكل جيــــــلٍ عــدةٌ والظـــــــالمون بــــظلمهم شـركاءُ
أســـــفاً على من يــــدعون صداقةً ومع التــــــجارب إنهـــــم أعــــداءُ
ولــــــذاك زيـــــن العـــابدين تأوهاً سأل الســــــؤال فهـــل له أصداءُ؟
أحســـــنت صـــــنعاً يـــا بنيةُ دائماً فكأنَّ ســــــارة واليـــــتامى جاؤوا
وكـــــأنَّ دعــــوة هــاجرٍ قد فورت مــــــن زمـــــزمٍ لــكن هنا الفيحاءُ
وهناك في أقصى المغارب أسرةٌ تنمو [وبـــــوتوماك] عنــــــك دعــاءُ
يتدفـــــقون بلـــــفظ زيـــــنب مثلما زهـــــراء بــــــكة مــــريم العذراءُ
قـــلت الحـقيقة في دمشق وصدقت ما قــــلت عـن دين الهدى الأرجاء
قـــــيم خطـــابُك في دمشق لمجلسٍ يزهو بــــــبذخ نـــــظامه الطــلقاءُ
الحـــــقُّ يــــعلو لن يطيح به الأذى كالـــــورد يـــــدهسُ فــالعبير ساءُ
والــــوحي مـــــنزله بـــــكل سحيَّةٍ سلمت ويــــستلم المـــــصير قضاءُ
هــــــذا غــــدٌ كلُّ الــــــوجودِ بديننا هممُ الطـــــموح لـمن هم البصراء
الـــــكونُ يشرحُ كـــــوفةً لدمشقها ودمشــــــقُ للــــــدينا فــــمٌ وثــناءُ
أولســـــــت فـــــيها تكرمين ككعبةٍ أدَّى الزيــــــارة ســــــادةٌ كـــرماءُ
وكـــــــرائم الأحــــــرار عندك حرَّة تدعو بميــــــثاق الـــــوفاء نــساءُ
أمـــــــاه عـــــــفوك يا بــــــنيَّةُ إننا للخـــلق بـــــالحسنى لـــــهم أمناءُ
ولنــــــا جــــــنانٌ لا تـــــنافس إنما تحـــــنو عــــلى دنيا الورى علياءُ
أيــــــروق ذوق الملهــــــمين بمكةٍ ودمشق مــــا يــرضى به السفهاءُ
أيكـــــون بيــــت محـــــمدٍ إلا الذي شاء البــــديــــع وعـــــدِّدت آلاء؟!
حــــــورٌ تــــــسابقها الملائك نزِّلت مــــــن كــل أمرٍ واصطفــتك الفاءُ
وإذا أردت مــــترجمي فــتح الكوى عن طــــــاقةٍ مـــــن نبعها الأزياءُ
شــــــكراً لسيـــــدة الخـواتم أنزلت بــــأناملي مـــــا تعرفُ الأســـــماءُ
فــــــكأنَّ آدم مـــــن جـــــديدٍ طالبٌ يرجو التوحـــــد لــــــلورى ويشاءُ
فيــــــد الأنامل خـــــمسةٌ في وحدةٍ عرفــــــت بـــــخاتم ديـنها النعماءُ
ويقال مــــــولدُ زيــــنبٍ في خمسةٍ وبخمـــــسةٍ غـــــمر الأنـــام كساءُ
وزهـــــا على الحقِّ المسيح ومريمٌ والتـــــابعون مـــــع اليقــــين نقاءُ
ورقــــــيَّةٌ منــــــحت دمشق كرامة ليـــــكون فـــــي قـلب الرمال نماءُ
حــــــوراءُ مفـــــردةٌ لجـــــمعٍ قلبه روحٌ وســـــرُّ العـــــالمين بـــــقاءُ
ويـــــهندسون عــمائراً وجسومهم أرقى وأقـــــومُ أكـــــَّد الحــــكماءُ!
(مـــــاعونُ فـــــاتحةٍ ومــــائدة لها في مــــــولدٍ حيــــــا بــه الإسراء)
لــــــيكون ابـــــلغ مـــا يهنئ عالماً زهراءُ بكــــــة والحـــــجازُ فـضاءُ
أعجبني
تعليق
أسعد علي في نظرة تأملية في المهرجان الثامن عشر 2009م
القصيدة الاولى
تــــسائلك الرضـــى عـــنها دمشقُ كــــأنَّ الغــــــــيث يا أمـــــــاهُ دفق
وتقــــصدني الحرائر والــــــعذاري بأدمُعــــــها الـــــلآلي تســـــــتحق
واسمـــع مـــن كرام النـاس نجوى بـــــــخور حنـــــانها للـــقلب خفق
بكلِّ عـــشـــــــــيةٍ وبــــــــــكل يوم يحدثـــــني عــــــن الـزهراء صدق
واســـــــــمع مـــن بديعات المعاني بزيــــــنب والحـــــــسين كما يحق
لها بـــــــردى الــــــوفاء وقاسيونٌ كــــــأنَّ دمشـــــق بــالتجديد شرقُ
إذا كتـــــــبوا كـــــــتاباً تـــــــوجوه بذكركــــــما.. مــــــــُباركة تـــــدقُ
كــــــقلب عـــــــلي والــزهراء ألف قــــــلوب عـــــرائس.. ولينم رفق
بـــــحقِّ مــــــحمدٍ يــــــــا أم ترجى مباركة لمن قصـــــــــدوا.. ورزقُ
وتبـــــتهجُ العـــــرائس بــــعد أنسٌ يوحـــــــدهم علــــــى الوهاب حق
شـــــــفيعٌ.. والـــــدعاءُ لــه عيونٌ كــــــزمزم مـــــــكةٍ.. والدمع برقُ
وهــــــل تـــــــُنسى لإبراهيم نجوى وملـــــــته الحــــــقائق والأحــــق
وهـــــاجر أم إســـــــماعيل تـــحنو للهفـــــــتها رمـــــــالٌ لا تــــــــرقُ
بمثـــــل دعـــــــائها ادعـوا لقومي ليعــــــتري الصـخور الخرس نطق
وتــــــنبجسُ المـــــحبة كـــلّ نفس بفطرتــــــها يـــــــقدِّمها المــــــدق
بـــــلاغتنا تــــــعلم فــــــنّ قــــــلبٍ يحــــــيل الصـــخر رخصاً أو يشقُ
كــــــما شقــــــت خـديجة كلَّ حرف عن الفـــــرح المغـــيث لمن ترفوا
وســـــرُّ خـــــديــــجة ذوقٌ رفـــيعٌ يــــــجاذب آدم الأســـــماء عــــرق
بحـــــــقّ دعــــــاء آدم مجتــــــبيه لأســـــرى العـــــالمين يـــراد عتق
بــــــلاغــــــــتنا تـــــــعلم كــلّ جيلٍ حـــــضارته.. إذا ثــــــقة تــــــلقوا
ومشـــــيخة البـــــلاغة عــــند داع إلى التـــــــوحيد تـــــسمعه دمشق
وتنـــــتعش الـــــنفوس عـلى شذاهُ ويجـــــمعُها بضـــــوع رؤاه فـرقُ
أبـــــو الــــزهراء علمه بــــيانــــــاً وللزهـــــراء تربـــــية ونـــــــسق
صحــــــابتها المــــــنابعُ فـــي إمام بلاغــــــة نــــهجه مثــــلٌ وطــرق
يجـــــددها المكـــــــلفُ بــــــاجتهاد يؤيــــــده الأنـــــامُ إذا استـــــحقوا
فمـــــــن ذاقــــــوا بــــأسرته اتحادٌ ومنصــــــوريٌ فاضــــــله محــــق
وإن مــــــــدت إلــــى الأقـداس كفٌ يؤدبــــــها مــــــع الأيــــــام حرق
بو لهــــــب يـــــــتبُّ وزوجـــــــتاه يثــــــنيها مــــــع الأموال حـــــمق
ينـــــــسق أذكــــــياء الكــــون إرثاً لتســــــعدهم بلاغتــــــه ويـــــبقوا
ومـــــن فــــــطنُوا نفــوسهم تعافى كمـــــــــا الأفـــــراح من أمّ تـــزقُّ
أذاكــــر فــي دمشق دروس عمري مع الــــــزهراء.. والـتاريخ عُمق
بلاغــــتها الســــــعادة.. أمـــــهاتٌ من الكــــــلمات.. والآفـــــاق زرقُ
بــــــكل هنـــــيهةٍ منــــــها زمـــانٌ يمـــــكن مــــن شهـود الغيب طلقُ
مــــــراتب ديــــــنها حـــبٌ مصفى لـــــرب الـــــدين والتـــــفصيل أفقُ
بإســـــــلام الشــــــريعة بــذرُ زرع لإحــــــــسان بــــــإيمان يُـــــــشقُّ
إذا فلــــــقت بــــــذورٌ عــــن جذورٍ وعن غـــــصن الثـــمار فذاك فلقُ
بنــــــية أنــــــت والحـسنان زرعي ومحـــــسنُ.. أم كلـــــثوم.. وورقُ
إذا هبـــــطت مــــن الأعـــلى ترقى رقيــــــة.. والرغــــــيف لــه مرقٌ
لنــــــأكل خبــــــزنا نــــذراً وقربى بـــــسورة دهـــــرنا الأخلاقُ خلــقُ
لــــــنا حــــبك السماء بما اصطفينا وذو فــــــضل حـــبا.. والبخل رقُّ
يـــــحررنا المهــــــيمن كــــلّ حين بميتتنا النــــــمو مـــــدى وخــــفق
طيـــــور المـــــوت تضحملنا سموا فنــــــحن الـــــخالدون رؤى وأفق
طـــــرائقنا التـــــحرر كــــلّ فـــجر ونجمة صبحــــــنا ســـــعيٌ وطرقُ
لتثـــــقب كـــــل نــــــفسٍ مشتهاها وتـــــشهدُ حافـــظاً.. فالقرب سبق
أذاكر فــــي دمشـــق دروس وحيٍ عن الأبـــــوين.. أصفــــيها لتسقوا
نــــبلّغُ هـل أتى الإنـــسان أمـــــــرٌ بعلم المقــــــتضى والـــــحالُ لـحقُ
ويسمعني الأنامُ بــــذي اجتــــــهادٍ بلاغــــــته بــــــنهج أبـــــي مـــدقُّ
وجــــامعتي عــــــلى الإبــداع تعلو لها فـــــي الكـــــون تــيجانٌ وفرقُ
وأنــــــهار الـــوجـــود لهــا ائتلاقٌ بـــمجمـــــــعنا.. (وبوتوماك) دفقُ
و(سيـــن) النفس موسوعاتُ غربٍ وتــــسألك الرضى عــــنها دمشقُ
دمشق الجديدة: (29 / 9 / 1995)
قصيدة جوابية من السيدة الزهراء (عليها السلام) إلى ابنتها الحوراء في مولدها
القصيدة الثانية
زهــــــراءُ بــــكة والـــحجازُ فضاءُ وإلـــــى دمشـــــق تريدنا الحوراء
فالحـــجُّ والـــــزمن المــنير بزينبٍ تاريخ ذي الإعـــــجاز كيــف يضاءُ
الطــــائفون الطـــــامحون بـروضةٍ تدني الــــــنذور كــــأنها العـــذراء
يتــــــساءلون عن الســـرار وبدره بمـــــــزارها للــــسائلين سمــــــاءُ
أمـــــاه يــــأتلق البـــــقيع ومـن به فســـــطوع أمرك في دمشق رجاءُ
ذات النهـــــور تـــــعيد سيرة نبعها كفــــم التـــــدفق للــــعيون صفـاء
ومتـــــرجمي أعـطى الأشعة ثلجها فجـــــرت ثـــــلوجٌ واسـتحال الماء
والكــــــوكب الـــــدُّرِّيّ يــوقد ثغره بالأزهـــــرين وكـــانت الأضــــواء
وغـــــنى الوجـــــود تعارفٌ وتآلفٌ فــــي حبـــــنا والباقيـــــات هــباءُ
ومجـــــازُ قـــــلب أبي ترابُ حقيقةٌ والقــــلب فيـــــضُ تـــــفكُّر ورداءُ
وبــــــذاك يبــــــتكر البـــديع بلاغةً عن نهــــجها تـسري بنا الخضراء
وبـــــذاك يبـــــتكر البـــــديع بلاغةً من صـــــبر أمــك والصباح مساءُ
وورثـــــت مـــن كلِّ الجهات منابعاً أمي خـــــــديجة جـــــــــدةٌ فـرعاءُ
وعـــــلى الـــفروع ثمارها ولزينب من أمهــــــا أمـــــم نـــــمت ونماءُ
فالــــجدَّة الـــــكبرى سقــــت بنبيها وبكربـــــــلاء حفــــــيدةٌ غـــــيثاءُ
الغـــــيث أدمــــع خــــاشعين لربهم بالبـــــرِّ والــتقوى الخشوع شفاءُ
شـــــافٍ بـــــيوتي والبيوت خديجةٌ تعلي ومن غـــــير الهــدى البناءُ؟
يـــا أخـت أمي في السعادة ضرجت بدمِ الشــــــروق وللغـــروب دماءُ
يـــــا أم أمـــــك بـالحسين وأسرتي كنــــت الـــــرعاية والصمودُ وفاءُ
ويـــــراك زيــــن العــــــابدين كأمِّه وأبيه.. والمـــــعنى بــــك السعداءُ
عــــدةُ المهيمن للمســــــيح وأمــه عيدُ العــــــقيلة بـــــالحسين يــفاءُ
والــــزيت يــــا أمــــاه ينجبُ شعلةً من غربِ مـــــشرقها رأى الغرباء
يـــــا أم أمـــــك بـــــالجهاد تأصلت فيــــــها الحيـــــاة كأنـــــــها حواءُ
بــــردى عـــلى دمع الفرات ودجلةٍ قلقُ الأكــــــفِّ مكفــــــكفٌ بـــــكاءُ
أخــــواه ينــــتحبان مـن ديمِ الأسى والحــــــــزن يـــــا أمـــي له أنواءُ
قلت الحـــــقيقة يــوم صحت بكوفةٍ (فابــــــكوا كثــــيراً).. إنـكم أشلاءُ
وتـــــمر أدهـــــر حــاكمين وها هم كالأمــــس قـد طمعت بهم (فقماءُ)
لـــو غيروا في أنفسٍ حمق الهوى لتــــــجملت مـــن حـــولهم شوهاءُ
العـــــادلون بــــــكل جيــــــلٍ عــدةٌ والظـــــــالمون بــــظلمهم شـركاءُ
أســـــفاً على من يــــدعون صداقةً ومع التــــــجارب إنهـــــم أعــــداءُ
ولــــــذاك زيـــــن العـــابدين تأوهاً سأل الســــــؤال فهـــل له أصداءُ؟
أحســـــنت صـــــنعاً يـــا بنيةُ دائماً فكأنَّ ســــــارة واليـــــتامى جاؤوا
وكـــــأنَّ دعــــوة هــاجرٍ قد فورت مــــــن زمـــــزمٍ لــكن هنا الفيحاءُ
وهناك في أقصى المغارب أسرةٌ تنمو [وبـــــوتوماك] عنــــــك دعــاءُ
يتدفـــــقون بلـــــفظ زيـــــنب مثلما زهـــــراء بــــــكة مــــريم العذراءُ
قـــلت الحـقيقة في دمشق وصدقت ما قــــلت عـن دين الهدى الأرجاء
قـــــيم خطـــابُك في دمشق لمجلسٍ يزهو بــــــبذخ نـــــظامه الطــلقاءُ
الحـــــقُّ يــــعلو لن يطيح به الأذى كالـــــورد يـــــدهسُ فــالعبير ساءُ
والــــوحي مـــــنزله بـــــكل سحيَّةٍ سلمت ويــــستلم المـــــصير قضاءُ
هــــــذا غــــدٌ كلُّ الــــــوجودِ بديننا هممُ الطـــــموح لـمن هم البصراء
الـــــكونُ يشرحُ كـــــوفةً لدمشقها ودمشــــــقُ للــــــدينا فــــمٌ وثــناءُ
أولســـــــت فـــــيها تكرمين ككعبةٍ أدَّى الزيــــــارة ســــــادةٌ كـــرماءُ
وكـــــــرائم الأحــــــرار عندك حرَّة تدعو بميــــــثاق الـــــوفاء نــساءُ
أمـــــــاه عـــــــفوك يا بــــــنيَّةُ إننا للخـــلق بـــــالحسنى لـــــهم أمناءُ
ولنــــــا جــــــنانٌ لا تـــــنافس إنما تحـــــنو عــــلى دنيا الورى علياءُ
أيــــــروق ذوق الملهــــــمين بمكةٍ ودمشق مــــا يــرضى به السفهاءُ
أيكـــــون بيــــت محـــــمدٍ إلا الذي شاء البــــديــــع وعـــــدِّدت آلاء؟!
حــــــورٌ تــــــسابقها الملائك نزِّلت مــــــن كــل أمرٍ واصطفــتك الفاءُ
وإذا أردت مــــترجمي فــتح الكوى عن طــــــاقةٍ مـــــن نبعها الأزياءُ
شــــــكراً لسيـــــدة الخـواتم أنزلت بــــأناملي مـــــا تعرفُ الأســـــماءُ
فــــــكأنَّ آدم مـــــن جـــــديدٍ طالبٌ يرجو التوحـــــد لــــــلورى ويشاءُ
فيــــــد الأنامل خـــــمسةٌ في وحدةٍ عرفــــــت بـــــخاتم ديـنها النعماءُ
ويقال مــــــولدُ زيــــنبٍ في خمسةٍ وبخمـــــسةٍ غـــــمر الأنـــام كساءُ
وزهـــــا على الحقِّ المسيح ومريمٌ والتـــــابعون مـــــع اليقــــين نقاءُ
ورقــــــيَّةٌ منــــــحت دمشق كرامة ليـــــكون فـــــي قـلب الرمال نماءُ
حــــــوراءُ مفـــــردةٌ لجـــــمعٍ قلبه روحٌ وســـــرُّ العـــــالمين بـــــقاءُ
ويـــــهندسون عــمائراً وجسومهم أرقى وأقـــــومُ أكـــــَّد الحــــكماءُ!
(مـــــاعونُ فـــــاتحةٍ ومــــائدة لها في مــــــولدٍ حيــــــا بــه الإسراء)
لــــــيكون ابـــــلغ مـــا يهنئ عالماً زهراءُ بكــــــة والحـــــجازُ فـضاءُ
أعجبني
تعليق
تعليق