ما زال كرمُ أهل بيت النبوة وسلالة الرسالة المحمدية (ع) يفيض على محبيهم بلا انقطاع ولا نظير له، وأبو الفضل العباس (ع) له حصة من هذا العطف الذي اكتسبه من أبيه (ع) الذي كان أبو الأيتام، حيث تشرف وفد من أيتام الهند ومن مدينة دلهي في يوم الخميس المصادف (8/11/2012م) بزيارة العتبة العباسية المقدسة يضمّ ما يقارب ثلاثة عشر يتيماً، وكان في استقبالهم في العتبة المقدسة الأمين العام السيد أحمد الصافي (دام عزه) الذي ألقى على مسامعهم بعض الوصايا ومنها:
أنا أوصيكم بعدة وصايا، ومنها أن تُحسنوا سماع كلام أمهاتكم، وتقوموا بالاهتمام بهن، وأن ترعَوا شؤونَهن، وتحاولوا توفير جميع أسباب الراحة لهن؛ لأن اللهَ أوصى الإنسانَ بوالدته، وكذلك الدين الحنيف يوصينا بالأم، والرسول الكريم وأهل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين) يوصوننا بالأم، وأوصيكم بأن تكونوا من المثابرين بتحصيل العلم، حيث إن الرسول الكريم (ص) قال: (اطلب العلمَ من المهْدِ الى اللحْد). كذلك أوصى سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الأيتام بأن يكونوا حسني السلوك، وأن تنعكس مبادئ أهل البيت على أخلاقهم وتعاملاتهم.
كما تحدث سماحته لصدى الروضتين ومدى اهتمام العتبة العباسية المقدسة بالأيتام:
ما لا يخفى على الإنسان بأن هناك في كلّ أنحاء العالم مؤسسات خيرية ودوراً تقومُ برعاية الأيتام, وحين زرنا دولة الهند في الآونة الأخيرة، سمعنا أن هناك في بعض دور الأيتام، بعض الأيتام لم يفقد أباه فقط، بل حتى الأم وهم في أعمار صغيرة، فكان اقتراحُ المسؤولين في الهند على أنه هل من الممكن تنظيم زيارة الى العتبات المقدسة في العراق لهؤلاء الأيتام، بدورنا رحبنا بهذه الفكرة، وأخبرناهم بأننا على أتمّ الاستعداد لاستقبال الأيتام، كما أننا نتكفل برحلتهم داخل العراق لزيارة العتبات المقدسة، ونقوم بتوفير السكن والطعام خلال فترة بقائهم هنا.
كما أضاف سماحته:
إن اليتيم له خصوصية، وهناك وصايا من النبي (ص) والآية الكريمة تقول: (وأما اليتيم فلا تقهر)، ونحن في العتبات المقدسة لدينا برامج خاصة بالأيتام لزيارة العتبة المقدسة من داخل العراق وخارجه، والتبرك بمضيف أبي الفضل العباس (عليه السلام). واليوم نحن نستقبل وفداً من الهند يضمّ ثلاثة عشر يتيماً من مدينة دلهي بمعية بعض الإخوة الفضلاء.
وكما نعرف أن اليتيم يحتاجُ الى من يرافقه وخصوصاً في زيارتهم الأولى الى العراق والتجوال بين العتبات المقدسة، وبفضل الله وببركات أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (ع) لا نجد صعوبة في استقبال ورعاية هؤلاء الايتام. كما أن هذه الزيارة ستترك لديهم انطباعاً جميلاً، وستترك فيهم أثراً لبناء شخصيتهم وتوجههم الديني الصحيح في المستقبل.
السيد غلام حيدر رضوي خطيب منبر هو أحد الذين تشرّفوا بزيارة أبي الفضل العباس (ع) ومرافقة الوفد، تحدث عن زيارته العتبات المقدسة ومدى اعتزازه بهذه الزيارة والاستقبال من قبل العتبتين، ولقائه بأمينها العام السيد احمد الصافي (دام عزه):
بدْءاً أحبّ أن أشكرَ العتبة العباسية على حسن الضيافة، وأخصّ بالذكر أمينها العام سماحة السيد الصافي(دام عزه). أما بالنسبة لدور الأيتام في دلهي، فهي تقوم بإيواء الذي يفقد أحد أبويه أو كليهما. كما نقوم باستقبال الأيتام الذين يتم جلبهم الى الدار من قبل الناس، ونقوم بوضع منهج تدريسي لهم يحتوي على أحكام القرآن والفقه، ومنهم من يريد أن يدرس المناهج الحكومية، فنقوم بتدريسهم في مدارس خاصة، حتى نؤهل هؤلاء الأيتام لممارسة دورهم في المجتمع، وأنا كخطيب منبر أقوم بإلقاء بعض الخطب والمحاضرات عليهم، وأقوم بشرح بعض الآيات القرآنية وتفسيرها لهم.
كما أقوم بنقل أحاديث وسيرة آل البيت (ع) وتعاليمهم ومنهجهم، وأتناول واقعة الطف، هذه الفاجعة التي وقعت في كربلاء، وأشرح لهم ما فعله أيتام آل محمد (صلى اللهُ عليه وآله وسلم) بعد موت آبائهم وإخوانهم كيف تصرفوا بحكمة ولم يقصروا بأداء أي عبادة مفروضة، وأهم عبادة هي الصلاة، حيث أنقل لهم بأن أيتام الإمام الحسين (ع) وأيتام اصحابه لم يتوانوا عن أدائها، رغم الذي هم فيه من قتل واضطهاد وتشريد وجوع وعطش، رغم هذه الظروف ظلوا مواظبين على الصلاة؛ لأن أبا عبد الله استشهد من أجلها، ومن أجل باقي أحكام الله تعالى. كما أن الأيتام يتأثرون كثيراً عندما نذكر أيتام الإمام الحسين (ع)، ويقومون بتطبيق كلّ التعاليم التي نقوم بإعطائها لهم كالمواظبة على الصلاة، والصوم وزيارة الأئمة (ع)، وزيارة الإمام الحسين كل خميس.
الشيخ امتياز حسين مسؤول على الدار تحدث عن الدار وما يتعلق به:
إن الدار يحتوي على ما يقارب (40–50) يتيماً، والعدد يزداد كلّ اسبوع يأتي إلينا يتيم واحد أو اثنان لكن مع صغر مساحة الدار وقلة الكادر الموجود فيه لا نستطيع رفض أي يتيم يأتي إلينا، وذلك تحسباً من ضياعه في الشارع، ونحن وبحمد الله لدينا متبرعون للدار يقومون بإعانة الدار على تربية هؤلاء الأيتام بصورة جيدة، وتقديمهم للمجتمع رجالاً صالحين يقومون بخدمة الوطن والمجتمع، وكذلك ليعينوا أمهاتهم على المعيشة، حيث نقدّم لهم مناهج تدريس من المراحل الابتدائية حتى المراحل الأخيرة، وهناك من تخرّج من الكليات وأصبح عنصراً مساهماً في مجتمعه.
كما أتقدّم باسمي واسم الدار بالشكر الجزيل الى العتبات المقدسة، وخصوصاً العتبة العباسية المقدسة لحسن استقبالهم لنا، وتقديم كافة وسائل الراحة لنا وللأيتام. كما أخصّ بالشكر سماحة السيد احمد الصافي(دام عزه) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة لاستقباله لنا وإعطائه بعض النصائح الى الأيتام مما سيكون محفزاً لهم في حياتهم المستقبلية.
أعجبني
تعليق
تعليق