بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في نهاية زيارة عاشوراء وبعد دعاء صفوان هذه الرواية الرائعة والعظيمة عن الصحابي الجليل صفوان الواردة في مصباح المتهجد ومفاتيح الجنان:
قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجُوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبُه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة.
في هذه الرواية الشيء الكثير الذي ينبغي علينا إدراكه، ويمكن أن نكون غير ملتفتين الى هذه الكنوز الظاهرة الخفية، لأنّ من عادتنا أن نقرأ زيارة عاشوراء فقط، ولعلّ البعض منّا قد وُفق للدعاء بعد هذه الزيارة، ولكن القليل منا من قرأ الرواية التي تأتي بعد هذا الدعاء..
مع انّها تحوي مضامين رائعة تحفّزنا على الاستمرار بقراءة هذه الزيارة وفي كل حال ومن أي مكان..
تأملات في هذه الرواية:ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في نهاية زيارة عاشوراء وبعد دعاء صفوان هذه الرواية الرائعة والعظيمة عن الصحابي الجليل صفوان الواردة في مصباح المتهجد ومفاتيح الجنان:
قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجُوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبُه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة.
في هذه الرواية الشيء الكثير الذي ينبغي علينا إدراكه، ويمكن أن نكون غير ملتفتين الى هذه الكنوز الظاهرة الخفية، لأنّ من عادتنا أن نقرأ زيارة عاشوراء فقط، ولعلّ البعض منّا قد وُفق للدعاء بعد هذه الزيارة، ولكن القليل منا من قرأ الرواية التي تأتي بعد هذا الدعاء..
مع انّها تحوي مضامين رائعة تحفّزنا على الاستمرار بقراءة هذه الزيارة وفي كل حال ومن أي مكان..
العهد: نلاحظ في بداية الرواية انّ الامام الصادق عليه السلام يحثّ الصحابي الجليل حثّاً شديداً على هذه الزيارة، فيبيّن عظمتها من خلال هذه العبارات التي خاطب بها صفوان..
ويدلّ عليه عبارته عليه السلام ((تعاهد هذه الزيارة))، وكما هو معروف بأنّ التعاهد باللغة هو الالتزام والتعاقد على الوفاء بالوعد، وشرعاً يعني انّ الانسان إذا أعطى عهداً عليه الالتزام بما عاهد به، أي هو ميثاق يعقده المعاهد فيُلزم نفسه بالوفاء به..
فيتضح من عبارة الامام عليه السلام انّه يقول لصفوان (ولنا) أن نُلزم أنفسنا بعهد مع الله ونعده بالاتيان بهذه الزيارة، وما حثّ الامام على ذلك إلا لعظم شأن هذه الزيارة وبما تحويه من مضامين..
الضمان: انّ الامام لا يقول شيئاً إلا وهو ينطق عن الله تعالى، فقوله صدق وحق، كيف لا وهو عدل القرآن وترجمانه، وهو المعصوم من كل خطأ.. وعليه فحينما يقول أنا الضامن فهو عند كلمته، وهنيئاً لمن يكون ضامناً له الامام بنفسه، فأي شأن أعلى من هذا!!
قبول الزيارة: لا يكون معلوما كل من زار أن تُقبل زيارته، ولكن الامام عليه السلام هنا يضمن لمن زار بهذه الزيارة أن تُقبل، ومعنى القبول ان تترتب عليها آثار جليلة، منها: ما جاء عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من زار الحسين (عليه السلام) بعد موته فله الجنة.
وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال: من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة وألف عمرة مقبولة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وقال عليه السلام: زيارة الحسين تعدل مائة حجة مبرورة ومائة عمرة متقبلة.. والكثير الكثير..
السلام غير محجوب: فقد لا يصل السلام الى الامام عليه السلام إذا تلفّظ بكلام مضطرب وليس فيه معنى، أما الامام عليه السلام هنا يضمن وصول السلام وإزالة كل الحواجب عند الزيارة بهذه الألفاظ..
قضاء الحوائج: كلّ منا له حوائج بحاجة الى قضائها، وها هو الامام عليه السلام يدلّنا على باب نستطيع أن نلجه ونأخذ حاجاتنا، ولا ننسى بانّ الامام قد ضمن لنا ذلك.. ولكن علينا أن ندعو بقلب نظيف ونية صادقة ونفس زكية حتى يتحقّق ما نصبو اليه..
تأكيد الضمان: انّ من يكون ضامنه إمام فقد استمسك بالعروة الوثقى، فكيف إذا كانت هناك سلسلة من الأئمة المعصومين عليهم السلام ولا تنتهي إلا عند الباري عزّ وجلّ..
والله سبحانه وتعالى قد ضمن ((انّ من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة))..
فأي ضمان أعلى وأغلى من ذلك!! فأين نحن من هذه الكنوز العظيمة؟؟!!
سفينة النجاة: كأنّ الامام عليه السلام من خلال إظهار هذه المضامين العظيمة في هذه الزيارة يريد أن يرشدنا بسعة سفينة الامام الحسين عليه السلام، لما له من الخصوصية، فقد ورد في الحديث ((انّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))..
نسأل الله تعالى أن نوفّق لزيارة الامام الحسين عليه السلام في كل يوم وعلى كل حال، لننال ما وُعدنا في هذه الزيارة العظيمة ان شاء الله تعالى...
تعليق