سؤال يرد نتيجة لقول العامة في أن أبا طالب رضوان الله عليه مات كافرا وذكروا رواية في ذلك فهل هذا صحيح وهي:
عن أبي المفضل، عن ابن عقدة، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: لما أجمع الحسن بن علي (عليهما السلام) على صلح معاوية خرج حتى لقيه فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن (عليه السلام) أن يقول أسفل منه بدرجة، ثم تكلم معاوية فقال: أيها الناس هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا، وقد أتانا ليبايع طوعا، ثم قال: قم يا حسن، فقام الحسن (عليه السلام) فخطب فقال:...
أيها الناس إنه لا يعاب أحد بترك حقه، وإنما يعاب أن يأخذ ما ليس له، وكل صواب نافع، وكل خطأ ضار لأهله، وقد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود عليهما السلام، فأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعمّه أبي طالب وهو في الموت : قل لا إله إلّا الله أشفع لك بها يوم القيامة. ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين ، وليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا ـ أعني أبا طالب ـ ...
ماذا يعني بها الإمام الحسن عليه السلام في خطبته عند معاوية لعنه الله ؟ وهل قالها أبو طالب عليه السلام استجابة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟
الجواب :
أبو طالب كان مؤمناً موحّداً ومعتقداً بنبوّة ورسالة محمّد صلّى الله عليه وآله، وكان يظهر إيمانه وإعتقاده من خلال الأشعار الكثيرة ، كقوله عليه السلام :
وقوله :
وكقوله في وصيّته :
وكقوله يمدح النبي الأعظم :
وكقوله في قصيدة في مدح النبي صلّى الله عليه وآله :
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ۳ / ۳۱٤ ، قالوا وقد اشتهر عن عبد الله المأمون انّه كان يقول : أسلم أبوطالب والله بقوله :
وقوله للنجاشي يدعوه إلى الإسلام :
وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام يعجبه ان يروى شعر أبي طالب وان يدوّن ، وقال : تعلموه وعلموه أولادكم فانّه على دين الله وفيه علم كثير.بحار الأنوار، ج 9، ص 24.
وقد ورد عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام : إِنَّ إِيمَانَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا اَلْخَلْقِ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى إِيمَانِهِمْ.بحار الأنوار، ج35، ص112.
وعن الرضا عليه السلام في جواب كتاب عبدالعظيم الحسني : بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ إِنْ شَكَكْتَ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَى اَلنَّارِ.إیمان أبی طالب، ج۱، ص۷۷.
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: يَا يُونُسُ مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَقُولُونَ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهَا أُمُّ رَأْسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اَللَّهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مِنْ رُفَقَاءِ اَلنَّبِيِّينَ وَاَلصِّدِّيقِينَ وَاَلشُّهَدٰاءِ وَاَلصّٰالِحِينَ وَحَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً.کنز الفوائد، ج۱، ص۱۸۳.
وفي الحديث : انّ نوره يوم القيامة يطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار.
وفيه : انّ مثله مثل أصحاب الكهف وانّه كان مستودعاً للوصايا فدفعها الى رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وعليه فما ورد انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لأبي طالب عليه السلام عند موته : قل لا إله إلّا الله كذب محض ، فانّ النبي صلّى الله عليه وآله كان يعلم بايمان أبي طالب عليه السلام ، كيف نصدّق ذلك مع انّ أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب ، فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد وما اتبعتم أمره فاتّبعوه واعينوه ترشدوا.
وفي لفظ : يا معشر بني هاشم اطيعوا محمّداً وصدّقوا تفلحوا وترشدوا.
قال البرزنجي : هذا الحديث دليل على إيمان أبي طالب ، ونعما هو قال : قلت بعيد جدّاً ان يعرف انّ الرشاد في اتّباعه ويأمر غيره بذلك ويتركه هو ؟!
وذكر ابن حجر في الإصابة ٤ / ۱۱٦ ، عن طريق اسحاق بن عيسى الهاشمي ، عن أبي رافع ، قال : سمعت أبا طالب يقول : سمعت ابن أخي محمّد بن عبد الله يقول : انّ ربّه بعثه بصلة الأرحام ، وان يعبد الله وحده ، ولا يعبد معه غيره ، ومحمّد الصدوق الأمين. [ أسنى المطالب / الصفحة : ٦ ].
وروى الشيخ إبراهيم الحنبلي في نهاية الطلب ، عن عروة الوثقى ، قال : سمعت أبا طالب رضي الله عنه يقول : حدّثني ابن أخي الصادق الأمين ، وكان والله صدوقاً ، انّ ربّه أرسله بصلة الأرحام وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وكان يقول : أشكر ترزق ولا تكفر تعذّب.
عن أبي المفضل، عن ابن عقدة، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: لما أجمع الحسن بن علي (عليهما السلام) على صلح معاوية خرج حتى لقيه فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن (عليه السلام) أن يقول أسفل منه بدرجة، ثم تكلم معاوية فقال: أيها الناس هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا، وقد أتانا ليبايع طوعا، ثم قال: قم يا حسن، فقام الحسن (عليه السلام) فخطب فقال:...
أيها الناس إنه لا يعاب أحد بترك حقه، وإنما يعاب أن يأخذ ما ليس له، وكل صواب نافع، وكل خطأ ضار لأهله، وقد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود عليهما السلام، فأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعمّه أبي طالب وهو في الموت : قل لا إله إلّا الله أشفع لك بها يوم القيامة. ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول له إلّا ما يكون منه على يقين ، وليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا ـ أعني أبا طالب ـ ...
ماذا يعني بها الإمام الحسن عليه السلام في خطبته عند معاوية لعنه الله ؟ وهل قالها أبو طالب عليه السلام استجابة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟
الجواب :
أبو طالب كان مؤمناً موحّداً ومعتقداً بنبوّة ورسالة محمّد صلّى الله عليه وآله، وكان يظهر إيمانه وإعتقاده من خلال الأشعار الكثيرة ، كقوله عليه السلام :
ولقد علمت بانّ دين محمّد | من خير أديان البريّة دينا |
أنت النبي محمّد | قرم أغرّ مسود | |
لمسوّدين أكارم | طابوا وطاب المحتد |
اوصي بنصر نبيّ الخير أربعة | ابني عليّاً وعمّ القوم عباسا | |
وحمزة الأسد الحامي حقيقته | وجعفراً ان تذودا دونه الناسا |
لقد أكرم الله النبي محمّداً | فاكرم خلق الله في الناس أحمد | |
وشقّ له من اسمه ليجلّه | فذو العرش محمود وهذا محمّد |
أمين حبيب في العباد مسوّم | بخاتم ربّ قاهر في الخواتم | |
يرى الناس برهاناً عليه وهيبة | وما جاهل في قومه مثل عالم | |
نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه | ومن قال لا ، يقرع بها سنُّ نادم |
نصرتُ الرسول رسول المليك | ببيض تلألأ كلمع البروق | |
اذبّ واحمي رسول الإله | حماية حام عليه شفيق |
تعلّم خيار الناس انّ محمّداً | وزير لموسى وعيسى بن مريم | |
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به | فكل بأمر الله يهدى ويعصم | |
وانّكم تتلونه في كتابكم | بصدق حديث لا حديث الترجّم | |
فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا | فان طريق الحق ليس بمظلم |
وقد ورد عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام : إِنَّ إِيمَانَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا اَلْخَلْقِ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى إِيمَانِهِمْ.بحار الأنوار، ج35، ص112.
وعن الرضا عليه السلام في جواب كتاب عبدالعظيم الحسني : بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ إِنْ شَكَكْتَ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَى اَلنَّارِ.إیمان أبی طالب، ج۱، ص۷۷.
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: يَا يُونُسُ مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَقُولُونَ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهَا أُمُّ رَأْسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اَللَّهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مِنْ رُفَقَاءِ اَلنَّبِيِّينَ وَاَلصِّدِّيقِينَ وَاَلشُّهَدٰاءِ وَاَلصّٰالِحِينَ وَحَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً.کنز الفوائد، ج۱، ص۱۸۳.
وفي الحديث : انّ نوره يوم القيامة يطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار.
وفيه : انّ مثله مثل أصحاب الكهف وانّه كان مستودعاً للوصايا فدفعها الى رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وعليه فما ورد انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لأبي طالب عليه السلام عند موته : قل لا إله إلّا الله كذب محض ، فانّ النبي صلّى الله عليه وآله كان يعلم بايمان أبي طالب عليه السلام ، كيف نصدّق ذلك مع انّ أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب ، فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد وما اتبعتم أمره فاتّبعوه واعينوه ترشدوا.
وفي لفظ : يا معشر بني هاشم اطيعوا محمّداً وصدّقوا تفلحوا وترشدوا.
قال البرزنجي : هذا الحديث دليل على إيمان أبي طالب ، ونعما هو قال : قلت بعيد جدّاً ان يعرف انّ الرشاد في اتّباعه ويأمر غيره بذلك ويتركه هو ؟!
وذكر ابن حجر في الإصابة ٤ / ۱۱٦ ، عن طريق اسحاق بن عيسى الهاشمي ، عن أبي رافع ، قال : سمعت أبا طالب يقول : سمعت ابن أخي محمّد بن عبد الله يقول : انّ ربّه بعثه بصلة الأرحام ، وان يعبد الله وحده ، ولا يعبد معه غيره ، ومحمّد الصدوق الأمين. [ أسنى المطالب / الصفحة : ٦ ].
وروى الشيخ إبراهيم الحنبلي في نهاية الطلب ، عن عروة الوثقى ، قال : سمعت أبا طالب رضي الله عنه يقول : حدّثني ابن أخي الصادق الأمين ، وكان والله صدوقاً ، انّ ربّه أرسله بصلة الأرحام وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وكان يقول : أشكر ترزق ولا تكفر تعذّب.
تعليق