سؤال:
ماذا نعمل مع مسألة الغضب والحدة في المزاج؟..
الجواب:
إن من الأمور الصادة عن السبيل هي مسألة: تغير المزاج.. ومع الأسف إن هذه الآفة آفة شائعة في بلداننا!.. ترى إنساناً ليس عنده أي مشوش، ولا أي مزعج: فراتبه مؤمن، وزوجته مطيعة، ويملك داراً واسعة، وسيارة فارهة، وهو كما يصف رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات دين، والمركب الهني، والمسكن الواسع).. فكل الأمور مجتمعة في حياته، ومع ذلك تراه إنساناً قطعة نار، وفقط يحتاج إلى كبريت لينفجر!.. لا أدري لماذا العصبية والغضب والحدة؟.. لو أنه إنسان فقير، ويحتد؛ لقلنا: عذره معه، لأنه ليس عنده لقمة العيش.. ولو أنه مريض، ويغضب؛ نقول: هذا من أثر الوجع والمرض.. ولو عنده مشاكل زوجية، ومع الأولاد؛ نقول: نعم عنده مشاكل.. ولكن هو إنسان من جميع الجهات مكتمل، فلماذا الغضب؟!..
إن هذا الغضب من المدمرات!.. ومن هنا إذا رأيت عالماً حكمته حكمة لقمان، وزهده زهد سلمان، وخطابته خطابة أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ ولكن رأيته في مواقفه سريع الغضب، فإن هذا الإنسان لا يُتأسى به، لأن هذا الإنسان ليس له وزن كبير عند الله عزوجل.. إذا دخل الغضب في حياة الإنسان، فإنه لا يستفيد شيئا مع كل الملكات الحسنة!.. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن (الغضب يُفسد الإيمان، كما يُفسد الخلّ العسل).
لنلاحظ هذا التشبيه:
لو يُؤتى لك بقدح فيه أرقى أنواع العسل في عالم الوجود، ولكن تنظر وترى فيه سواداً، وإذا بك تكتشف أن فارة ألقت فيه عذرتها!.. فقطعاً، إن هذا العسل لا يؤكل، إن هذا العسل لا قيمة له، وهو كالسم الذي أدخل في الشيء، أو كالقاذروة التي أفسدت الشيء.. ولهذا -مع الأسف- البعض منا جمعه للعسل جيد، هو ليس مقصراً في جمع العسل، وله نحل كثير، ولكن كل يوم يرمي عذرة في عسله؛ وبالتالي، فإنه يبقى بعيداً عن كل مدارج الكمال.
وعليه، فإن الذي يريد أن يتميز في هذا العالم، لابد له أن يقرأ قليلاً في الكتب الأخلاقية، من مؤلفات علمائنا الكبار في هذا المجال، ويقرأ قصص العلماء، وتأريخ العلماء.. وليحذر من بعض الكتب الأخلاقية المنحرفة، فإن بعض الكتب جداً خطيرة، وقد يحرم قراءتها.. فالتزود العلمي في هذا المجال، مقدمةً للوصول إلى الدرجات العليا.
الشيخ حبيب الكاظمي
ماذا نعمل مع مسألة الغضب والحدة في المزاج؟..
الجواب:
إن من الأمور الصادة عن السبيل هي مسألة: تغير المزاج.. ومع الأسف إن هذه الآفة آفة شائعة في بلداننا!.. ترى إنساناً ليس عنده أي مشوش، ولا أي مزعج: فراتبه مؤمن، وزوجته مطيعة، ويملك داراً واسعة، وسيارة فارهة، وهو كما يصف رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات دين، والمركب الهني، والمسكن الواسع).. فكل الأمور مجتمعة في حياته، ومع ذلك تراه إنساناً قطعة نار، وفقط يحتاج إلى كبريت لينفجر!.. لا أدري لماذا العصبية والغضب والحدة؟.. لو أنه إنسان فقير، ويحتد؛ لقلنا: عذره معه، لأنه ليس عنده لقمة العيش.. ولو أنه مريض، ويغضب؛ نقول: هذا من أثر الوجع والمرض.. ولو عنده مشاكل زوجية، ومع الأولاد؛ نقول: نعم عنده مشاكل.. ولكن هو إنسان من جميع الجهات مكتمل، فلماذا الغضب؟!..
إن هذا الغضب من المدمرات!.. ومن هنا إذا رأيت عالماً حكمته حكمة لقمان، وزهده زهد سلمان، وخطابته خطابة أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ ولكن رأيته في مواقفه سريع الغضب، فإن هذا الإنسان لا يُتأسى به، لأن هذا الإنسان ليس له وزن كبير عند الله عزوجل.. إذا دخل الغضب في حياة الإنسان، فإنه لا يستفيد شيئا مع كل الملكات الحسنة!.. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن (الغضب يُفسد الإيمان، كما يُفسد الخلّ العسل).
لنلاحظ هذا التشبيه:
لو يُؤتى لك بقدح فيه أرقى أنواع العسل في عالم الوجود، ولكن تنظر وترى فيه سواداً، وإذا بك تكتشف أن فارة ألقت فيه عذرتها!.. فقطعاً، إن هذا العسل لا يؤكل، إن هذا العسل لا قيمة له، وهو كالسم الذي أدخل في الشيء، أو كالقاذروة التي أفسدت الشيء.. ولهذا -مع الأسف- البعض منا جمعه للعسل جيد، هو ليس مقصراً في جمع العسل، وله نحل كثير، ولكن كل يوم يرمي عذرة في عسله؛ وبالتالي، فإنه يبقى بعيداً عن كل مدارج الكمال.
وعليه، فإن الذي يريد أن يتميز في هذا العالم، لابد له أن يقرأ قليلاً في الكتب الأخلاقية، من مؤلفات علمائنا الكبار في هذا المجال، ويقرأ قصص العلماء، وتأريخ العلماء.. وليحذر من بعض الكتب الأخلاقية المنحرفة، فإن بعض الكتب جداً خطيرة، وقد يحرم قراءتها.. فالتزود العلمي في هذا المجال، مقدمةً للوصول إلى الدرجات العليا.
الشيخ حبيب الكاظمي