اللهم صل على محمد وآل محمد
إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يشبه صلاة بعضهم بنقر الغراب، فقد ورد في الخبر: ] بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في المسجد اذ دخل رجل فقام يصلي فلم يتم ركوعه وسجوده فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني [ وبعضنا قد يصلي، إلا أنها تلف ويضرب بها وجه صاحبها كما روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ] وإذا ضيع وضوءها وركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت له الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني ثم يصعد بها إلى السماء، فأغلقت دونها أبواب السماء ، ثم تلف كما تلف الثوب الخلق ، ثم تضرب بها وجه صاحبها [ إن مثل هذا المصلي قد صلى صلاته، ولكن لنتساءل: ما هي الخطيئة التي ارتكبها العبد بما جعل رب العالمين يرجع صلاته إليه، ويضرب بها وجهه⁉
ألا يوجب هذا الهاجس المقلق داعيا للعبد من أجل إتقان صلاته بموازاة أصل إقامتها⁉
ومما يجسد لنا قبح الإدبار في لقاء المولى هذا المثال الوجداني: فلو افترضنا أن صاحب دار انكشف عنده عدم رغبة ضيفه في البقاء عنده، أو لا يوجب ذلك طلبه من الضيف أن يخرج من عنده زاهدا فيه، كما زهد هو فيه؟!. وهنا نقول قياسا على هذا المثال: إن العبد عندما يستثقل الصلاة بين يدي المولى، فمثله كمثل ذلك الضيف الذي يستثقل المقام عند مضيفه، وعندئذ أولا يحق لصاحب الوجود أن يطرده من عنده وهو الغني المتعال⁉️
-----------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق