تويت
الإلمام بالثقافة شيء يمنح التمييز الحقيقي للإنسان، وقد نرى بعض أهل المناصب الثقافية من لا يمتلكون شيئا من الثقافة، ولا يجيدون لباقة الحوار، أو إدارة النقاش، وكان لا بد لهم من السعي لتوسيع مداركهم ليمارسوا دورا حقيقياً في اللقاءات التلفزيونية أو الأمسيات الثقافية، ولا بد لأي إعلامي أن يرتبط بشيء من أصول الفكر والأدب والفلسفة كي يعزز بها حضوره في اللقاء. فكثيرا ما يصدمنا الواقع الحقيقي في بعض الرموز الإعلامية ببساطة محتواهم الثقافي، بحيث نجدهم عاجزين في تقديم أي نقلة في الفكر والعقل والوعي والنضج الثقافي والثقافة... وهناك العديد من البرامج الثقافية فشلت في التواصل مع المتلقي لأن مقدمي تلك البرامج ليسوا على مستوى يتيح لهم التمكن من قراءة الضيف أو الإحاطة والإلمام بمفاصل وجوانب الموضوع الأدبي أو الثقافي المطروح... وبالنتيجة لقاءات كثيرة لشعراء وإعلاميين تفشل كل يوم...
ومن الملاحظ أن هناك سوءاً في تمثيل محافظة كربلاء، هذه المحافظة التي لها تاريخ ثقافي عريق يكمن تاريخها بهويتها المحافظة المقدسة، فنجد أن أغلب من يمثلها اليوم في الفضائيات يسعى إلى الشطب على هذه الهوية، لكون هذا التمثيل لا يمثل إلا وجه اللغة الخاصة والقاصرة!! أدهشني أحدهم وهو يقدم نفسه بأنه المثقف الوحيد في كربلاء!! والآخر توّج نفسه ملكا للثقافة دون منازع!! والمشكلة أنه يجهل ما في كربلاء من ثقافة ومثقفين... فنحن بحاجة حقيقية إلى انتقاء من يمثلنا، ويمثل الإبداع العراقي في هذه الفضائيات.