افتعلت علامات الحيرة والحزن ودهشة التيه على ملامحي، سعيا لسؤال يسألني به الجد:- مابك يا ولدي؟ فقلت:- واللهِ ياجد حيّرني أمر صديقي، فهو يشكو هيجانا في القولون، فعلَّق بشيء من الاستخفاف:- أكل هذا الحزن وهذه الحيرة لأن صديقك يشكو هيجانا في القولون... يا لهذا الوفاء الرائع منك... قلت مع نفسي: لآخذ جدي إلى ما يرتاح اليه...
قلت: ياجد الحيرة والدهشة ليست في قضية صديقي، او قولونه الهائج، لكن المصيبة في طبنا الحاضر، فأغلب الأطباء اتفقوا ان القولون لاعلاج له سوى الهدوء النفسي والابتعاد عن الاثارة. فتحسّر جدي عميقا وبحزن يكسر القلب... ويعني اني نجحت في استدرار عطفه نحو الموضوع، فأجاب: يا بني لاتحزن والمسألة بسيطة، قل لصديقك ليأخذ (اللآلوب) قلت: نعم...!!
:- وماذا يعني (اللآلوب)؟ فقال: يا بني يسمونه اللوز الهندي...
فسألته: هل يعرفه العطارون والعشابة عندنا؟ فقال: يسمونه تمر العبيد.. فقلت: نعم الآن عرفته وهو يشبه التمر اليابس، فقال:- لقد اثبتت الدراسات الحديثة يا ولدي الكثيرمن فوائده، فجامعة الخرطوم في السودان استطاعت ان تثبت ان تأثير تمر العبيد على فيروس التهاب الكبد البائي.. أما في الهند اكتشفوا ان اوراق النبات تخفض تلف الكبد الناتج عن المواد الكيمائية، وهذا ينفع لإعطائه الى عمال المصانع.
فقلت: شوقتني ياجد لمعرفة فوائد تمر العبيد. فأجابني: يستخدم كمسهل وملين طبيعي يشرب المنقوع منها... وكأنه انهى ما لديه.. فافتعل النوم ومن ثم الشخير. 123