بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
أقول :
من أبرز صفات الإمام الحسن (عليه السلام) التي عرف بها صفة الحلم، حيث اشتهر عنه أنه (حليم أهل البيت)، روى المدائني عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن أخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره،
فقال له الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ قال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال وهذه الصفة في الحقيقة هي منهج للتعامل الاجتماعي، عمل الإمام عليه السلام على إرسائه في حياته، وعلى أتباعه ومحبيه أن يقتدوا به في هذا المنهج.
ومن حلمه ما روى المبرد وابن عائشة أن شاميا رآه راكبا
فجعل يلعنه و الحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك فقال:
أيها الشيخ أظنك غريبا، ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك،
ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت
عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة
قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لان
لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا. فلما سمع الرجل كلامه، بكى ثم قال: أشهد
أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله
إلي والان أنت أحب خلق الله إلي وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار
معتقدا لمحبتهم. البحار ج 43 ص 344 .
وقال ابو الفرج في مقاتل الطالبيين ج 7 ص 20 :
قال يحيى بن الحسن.وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول.
لما ارادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني امية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو القائل: فيوما على بغل ويوما على جمل.
وقال علي بن الحسن بن علي بن حمزة العلوي عن عمه محمد المدايني عن جويرية بن اسماء قال: لما مات الحسن بن علي " ع " واخرجوا جنازته حمل مروان سريره فقال له الحسين " ع " أتحمل سريره؟ اما والله لقد كنت تجرعه الغيظ فقال مروان: إني كنت افعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال.
تعليق