عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه سئل عن زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقيل: هل في ذلك وقت هو أفضل من وقت ؟ فقال : زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين فإن زيارته (عليه السلام) خير موضوع ، فمن أكثر منها فقد استكثر من الخير ومن قلَّل قُلِّل له ، وتحرّوا ( 1 ) بزيارتكم الأوقات الشريفة ، فإن الأعمال الصالحة فيها مضاعفة ، وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته .
قال : فسئل عن زيارته في شهر رمضان ؟ فقال :من جاءه (عليه السلام) خاشعاً محتسباً مستقيلاً مستغفراً ، فشهد قبره في إحدى ثلاث ليالٍ من شهر رمضان: أول ليلة من الشهر أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه ، تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه الّتي اجترحها ( 2 ) ، كما يتساقط هشيم ( 3 ) الورق بالريح العاصف ، حتى إنّه يكون من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه ، وكان له مع ذلك من الأجر مثل أجر من حَجّ في عامه ذلك واعتمر ، ويناديه ملكان يسمع نداءهما كل ذي روح إلا الثقلين من الجن والإنس ، يقول أحدهما : يا عبد الله طهرت فاستأنف العمل ، ويقول الآخر : يا عبد الله أحسنت فأبشر بمغفرة من الله وفضل .
—------------—
1 - تحرى : طلب ما هو أحرى بالاستعمال في غالب الظن .
2 - الاجتراح : الاكتساب .
3 - الهشيم : نبت يابس متكسر .
المصدر: اقبال الأعمال
تعليق