اللهم صل على محمد وآل محمد
" يا إخواني ! ما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ، ولا وظيفة للإنسان في أدون حياتيه ـ إن كان إنسانآ ـ إلا التجهّز للأخرى ، وسلوك سبيل القربى فليس عليه إلا سمة العبوديّة ، ورسم الرقيّة والمذلّة ولا حجاب بينه وبين ربّه ، ولا مناص من المثول بين يديه .
فعليه أن يقف موقف المسكنة ، وينصب من نفسه شاخص العبوديّة ، يقيم وجهه لرب العزّة ، ويستقبل ساحة الكبرياء والعظمة ، ويتقرّب إليه بأسمائه الحسنى ، وصفاته ، ووسائل الدعاء .
ويتوسّل إليه بالمراقبة في مختلف الليالي والأيّام ، والشهور والأعوام ، يتعرّض لنفحات أنسه ، ونسائم قدسه ،
كما قال صلى الله عليه وآله وسلم :{ إن لربّكم في أيّام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا لها ، ولا تعرضوا عنها }.
فهذه لعمري هي سيرة السابقين المقرّبين ، من رفقة هذا الطريق : طريق العبودية ، أعني محمدآ وآله الطاهرين ، وسائر النبيّين والصدّيقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقآ ".
-------------
العلامة_الطباطبائي_رض
تعليق