اللهم صل على محمد وآل محمد
النــــاس صنفــان: صنف يســـاعد إبــــــــــليس وصنـــــــف يساعد نـــفســه فـــــي مــــــواجهة إبليس الـــذي خـــــاطب رب العزة و قَـــالَ فَبِمَا أَغْــوَيْــتَـنِي لأَقْعُــــدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ والذين يسـاعدون إبليس نوعان:
نوع يعملون الشــر، فهــــم يســاعدون إبلـــــيــــس الـــــــذي يأمرهم بذلك، ونوع يستطيع أن يعــمل الخير ولا يعـــــــمــل الخيــــــر، وهــــــــؤلاء أيضــــــــــاً يســــــاعدون إبلـــيس بشكل غيــــر مــــــــبـاشر عــبــــــر الامـــــتناع عـــــن عمـــــل الــــخــــيــــــر. قد
تقول: وهل من الواجب أن نعمل الخير، وإلا فنحن نساعد إبليس؟ الجواب نعم، فلو كنت تملك أرضا، وزرعت فيه المخدرات، فأنت ساعدت إبليس مباشرة لأنك عملت سوءاً، ولو أنك لم تزرع شيئاً وتركت الأرض معطلة، فأنت ساعدت إبليس بشكل غير مباشر، لأنـــــــــك عطلت هذه الأرض
التـــــــــــي جعلــــها الله قـــابلة للزراعة، ولكنك لـــــــم تفعل.المطـــلوب منا أن ننـــــوي الخيـــــر لجميع الناس وأن نعمــــل بعــــــض مــــــــا نستطيع أن نعمله مـــن الخــير في حيـاتنا: وَمَـــــا تُقَدِّمُوا لأَنـفُسِـكُـم مِّــنْ خَيْــــرٍ تَجِـــدُوهُ عِـنـدَ اللَّهِ هُـــــــــوَ خَيْـــــــــــــرًا وَأَعْــــــظَــــمَ أَجْــــراً
وذلك كـــي لا نـــكــون ممــن ســــــاعد إبلـــــيس عــلى نفسه, أنـــت قـــــادر على أن تنــوي على أقل التقادير الخير للناس حتـــى ولو لــــم تكن قــــادراً علـى تنــفيذ نيتـك، والله عز وجل يعطي على النية كمـا يعـطـــي على العمل فـ«نية المؤمن خــيــــر من عمله» كما عــن النبي إن النيــــة الحسنة بحـــــد ذاتـــها مـن الأمـــــور المـستحبة، وهــذا يعــــني أنــــــــه لا يكــفي أن لا تنوي الشــر إنمـــا لابد أن تنوي الخير، قــــــــال رســول الله إنما الأعمال بالنيات، ولكـــل امرئِِ ما نوى»
كــــما لا يكفي أن تــــترك الجريمة بحق النــــــاس، إنما عليك أن تعمل الخير لهم فــفي القيـــــــامة:تَجِدُ كُـــــلُّ نَفْسٍ مَّـا عَمِـــلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْــــضَرًا وَمَــا عَمِلَتْ مِـــــــن سُــــــوءٍ تَـــوَدُّ لَــــوْ أَنَّ بَـــيْـنَـهَا وَبَـــيْـــنَهُ أَمَــدًا بَـــــعِيـــــدًا وَيُحَــذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَـــــهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِــالْعِبَــادِ.
إن عمل الخيـــر مطلوب كمــــــا أن نية عمل الخــــير أيضاً مطلوبة، حـــــــاول أن تـــــــكون مــن الـــــذين يـــنوون عمل الصــالحات، حتـى وإن لم يكونوا قادرين على فعلها، ففي الحديث الشريف: إن الله بكرمهِ وفضلهِ يدخل العبد بِصِدقِ النيةِ والســـــريـــــرةِ الصــــــالحةِ الحنة.
#السيد هادي المدرسي
تعليق