الموالي
عضو جديد
عضو جديد
- تاريخ التسجيل: 26-06-2009
- المشاركات: 70
#1
شهر رمضان قافلة محملة بالبضائع
اليوم, 09:19 AM
يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ)[فضائل الأشهُر الثلاثة ج١ ص٧٧]،
هذا الشهر قافلة محملة بالبضائع جاء ليعطيك ما عنده مجاناً، فما قيمة العمل مقابل ما يعطيه شهر رمضان،
نحن نعطي الشهر كف عن الطعام والشراب أياماً معدودة وأياماً قليلة، فلا يمن أحد على الله عز وجل بصايمه وأيام الصيام معدودة تكتسب بها ثمار الأبد.
إنَّ ثمار شهر رمضان ليست لشهر رمضان فحسب؛ بل هي ثمار للأبد، وإن الذي وفقه الله لصيامه يحمل معه الثمرات إلى أبد الآبدين؛
إنَّ الله عز وجل قد جعل للإنسان محطات يخفف فيها من ذنوبه من حيث لا يشعر
وأحدنا يدخل شهر رمضان وقد ارتكب من الذنوب ما لا يعلمها إلا الله عز وجل وهو القائل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[سورة غافر، الآية: ١٩]، وكم من ذنب ارتكبه الإنسان بقوله وفعله وسمعه وقلبه على امتداد السنة وقد نسيه ولكن الله أحصاه: (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ)[سورة المجادلة، الآية: ٦]، أو قوله سبحانه عن لسان المجرمين: (مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)[سورة الكهف، الآية: ٤٩]، إنما يأتي هذا الشهر ليعفو الله عنك وإن لم تكن تتذكرها أنت، وهذه هي البركة والرحمة والمغفرة.
ثم يكمل النبي (صلى الله عليه وآله): (شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ)، ومن كرامة الله عز وجل أن يحول نوم النائم – والنائم والميت والمغمى عليه والمجنون لا يمكنهم العمل – إلى عبادة، وما أكثر ما ينام الصائم في الليل والنهار، وعبادته هذه عبادة مقبولة قطعاً؛ لأن الإنسان لا يرائي في نومه، بخلاف الحج والعمرة وما شابه من الأعمال التي يمكن أن يرائي فيها الإنسان، وكذلك النفس الذي هو عبارة عن شهيق وزفير – وفي خروج الزفير خروج مادة سامة من البدن؛ فلو زفر الإنسان في فم أحد لمات اختناقاً – ولا قيمة له وفيه تلك الرائحة الكريهة يتحول إلى تسبيح في شهر رمضان.
إن شهر رمضان هو الشهر التقرب إلى الله عز وجل؛ ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) مع ذلك يمزج القلب بالقلب والباطن بالظاهر، وعلى الرغم من كون الشهر شهر إنابة ومغفرة إلا أنه يذكرنا بأن لا ننسى واجبنا الاجتماعي؛ فيدعو لإفطار الصائمين والتحنن على الأيتام والفقراء والمساكين، ويريد بذلك أن يكون الصائم متكاملا في جميع أبعاد وجوده، والإسلام يريد من الإنسان بالإضافة إلى صيامه، أن يكون عابدا زاهداً كافلاً للأيتام مساعداً للفقراء مجاهداً في سبيل الله عز وجل، والذي لا يلتزم بهذه الأعمال هو كالإنسان الناقص في خلقته؛ كالمرأة الجميلة التي في يديها ورجليها قصر أو جميلة ملامح الوجه قبيحة العينين، فعلى المؤمن أن يكون جميلاً في جميع الأبعاد.
ويقول (صلى الله عليه وآله): (أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى اَلصِّرَاطِ)، وليس حسن الخلق البشاشة فحسب؛ إذ أنَّ هناك خطأ عرفي حول حسن الخلق؛ فيعتبرون الإنسان البشوش وكثير المزاح والذي يكثر من التهريج واللغو في القول والدخول في ما لا يعنيه حَسَنَ الخُلُق، وإنما حُسن الخُلق هو مقابل حُسن الخَلق؛ إذ يقول سبحانه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[سورة التين، الآية: ٤]؛ أي نحن من جهتنا خلقناك في أحسن تقويم وأنت مأمور أن تجعل خُلُقُك في أحسن تقويم، وقد تركتك لنفسك بعدما قمت بما علي من فعل؛ فقد صيرتك من نطفة قذرة ومني يمنى إلى مخلوق متكامل: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)[سورة الإسراء، الآية: ٧٠]، وقد جعلت أمر الروح بيدك، ولو أراد الله سبحانه أن يحسن الأرواح كما الأجسام، لانتفى الأجر وبطل الثواب بل كما قال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)[سورة الانشقاق، الآية: ٦].
***********************************
********************
************
اللهم صل على محمد وال محمد
وهاقد اقبل شهر الله بالخيرات والبركات والطاعات
التي تشعرنا بالقرب من رب لطيف كريم عظيم يفيض علينا بالوان النعم والعطايا ..
السلامُ عليكَ يا شهْرَ اللهِ الأكبر، ويا عِيدَ أوليائهِ..
السلامُ عليكَ يا شهْرَ اللهِ الذي اختصَّهُ مِن سائِرِ الشُهُورِ، وَتَخَيَّرهُ مِن جَمِيعِ الأزمِنةِ وَالدُهُورِ، وآثَرَهُ على كُلِّ أَوقاتِ السنةِ بما أنزلَ فيهِ مِن القُرآنِ والنُورِ..
السلامُ عليكَ يا أكرمَ مَصحُوبٍ مِن الأوقاتِ، ويا خَيرَ شهرٍ في الأيّامِ والساعاتِ..
السلامُ عليكَ مِن شهْرٍ تَقرُبُ فيهِ الآمالُ، وتُنشَرُ فيهِ الأعمال..
السلامُ عليكَ مِن ناصرٍ يُعينُ على الشيطانِ، وصاحبٍ يُسهِّلُ سُبُلَ الإحسان..
السلامُ عليـكَ وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر..
السلامُ عليكَ مِن شهرٍ لا تُنافسُهُ الأيّام.. السلامُ عليكَ مِن شهرٍ هو مِن كلِّ أمرٍ سلام..
ننتظر جميل تواصلكم معنا
وتقبل الله طاعاتكم واعمالكم بخير قبول الدارين ..
وتقبل الله طاعاتكم واعمالكم بخير قبول الدارين ..
تعليق