يبقى الإنسان عاجزاً عن خلق شيءٍ مثل خلق الله، لقوله -تعالى-: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)،
فيستطيع الإنسان أن يرسم شكلاً، أو يبني تمثالاً، ولكنّه يعجز أن يجعله عاقلاً متحركاً، وهذا كلّه من باب التحدي، وبيان عجز البشر، ومن هذه المخلوقات التي لها خصائص لا يستطيع أحدٌ من البشر الإتيان بمثلها، خلق الذُّبابة؛ لقول الله: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)، فالذُّبابة على صغر حجمها؛ فقد تحدّى الله البشر وما يعبدون من أصنامٍ أن يأتوا بمثلها، وهذا التحدي مُستمرٌ معهم إلى قيام الساعة، ثمّ تحداهم بأقلّ من ذلك؛ باسترداد ما أخذه الذُّباب منهم، وهذا كلّه لبيان ضعف البشر، وأنّهم عاجزون عن فعل أصغر الأشياء.
منقول
تعليق