تويت
مؤسسة (القليل خير من الحرمان) تقيم مخيماً كشفياً للأيتام
متابعة: أحمد صالح
أعطى الله سبحانه وتعالى اليتيم خصوصية مميزة عن أقرانه من حيث طريقة التعامل معه والاهتمام به، وذلك نظراً لفقدانه إحدى الركائز التي تساعده في مقارعة ظروف الحياة المختلفة، فرعايته فرض واجب، وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تحث على الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع، قال الله سبحانه وتعالى: (ليسَ البِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ...) البقرة: 177. وجاء في حديث سيد الكونين (ص): (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وجمع بين السبابة والوسطى. (مجمع الزوائد - الهيثمي: ج8).
وفي بلدنا مع كثرة الحروب والصراعات التي شهدها، كان نتيجتها ازهاق الكثير من الأرواح التي دفعت ثمن سياسة حكومات ضالة، خلّفت أعداداً كبيرة من براعم بعمر الورود، تيتموا منذ نعومة أظفارهم، فشاء القدر أن يجابهوا معترك الحياة الصعبة بمفردهم، ولكن الأيادي الخيّرة بسطت لتصبح جسوراً من رحمة تربط هذه الشريحة المحرومة بالمجتمع، ليقوموا بدورهم كأفراد ينتمون إليه.
فقد قامت المؤسسات الدينية والخيرية بجهود مباركة من أجل احتواء هذه الشريحة المهمة من المجتمع؛ وذلك من خلال تنظيم البرامج التوجيهية والترفيهية أيضاً، فقد أقامت مؤسسة (القليل خير من الحرمان) الخيرية، وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة مخيماً للأيتام، اشتمل على عدّة فقرات منها: ما يكون في اطار توجيه هذه الفئة نحو الأعمال الصالحة والمفيدة التي تخدمهم، ومنها: ما يختص بجوانب ترفيهية: كالألعاب وإجراء المسابقات الرياضية وغيرها... فكانت إحدى الفقرات الخاصة بهذا البرنامج هي زيارة العتبتين المقدستين، ومشاركتهم في الممارسة العبادية لمنتسبي العتبة العباسية المقدسة.
صدى الروضتين كان لها لقاء مع مسوؤل الوفد، ليوضح طبيعة هذا البرنامج، والنتائج المتمخضة عنه، فتحدّث قائلاً:
نتقدم بالشكر والامتنان إلى سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، لرعايته الأبوية لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، فقامت مؤسسة القليل خير من الحرمان بتنظيم المخيم الكشفي للأيتام، ويعتبر هذا المخيم فريداً من نوعه، فهو ينشطر إلى محورين؛ الأول: في اطار الجانب الثقافي وكيفية تطويره عند هذه الفئة، فقد ألقيت محاضرات ثقافية دينية عقائدية وبطرق مختلفة، مراعاة لأعمار الأيتام دون (15) سنة، فقدمت المحاضرات بطرقة عصرية باستخدام الوسائل الحديثة: كأجهزة العرض المتطورة التي تعرض كيفية الوضوء والصلاة بشكل عملي، ليتسنى للمتعلم معرفته، وقد ألقيت هذه المحاضرات في صحن المولى أبي الفضل العباس (ع)، وتحديداً في قاعة الإمام موسى الكاظم (ع).
وفي ما يتعلق بالمحور الثاني من هذا البرنامج: اختص بالجانب الترفيهي من خلال ممارسة الرياضة، وبعض الأعمال الخاصة بتطوير المهارات الفردية، كما شهد هذا المخيم الكشفي التماس نتائج ايجابية ملموسة، وبالتالي فأنه سيكون بادرة خير من أجل احتواء هذه الشريحة المحرومة.