تويت
مع قرب العيد أحست ام احمد بهم كبير، وهي تنظر الى البيت بلا أثاث يمكن أن يباع، لقد باعت كل شيء، كي لاتمد يد العوز لأحد، وهي لاتريد ليتيميها احمد ومحمد ان يذلا، فلذلك رفضت الزواج.. الأمر ليس بهذه السهولة، فالاطفال في العيد يحتاجون الى ملابس جديدة، وطفلاها كأطفال العالم لابد لهما من ملابس جديدة، ولابد من (عيدية) ومن... و..و..
رحم الله أباهما، فكان يقلب الدنيا عند مقدم كل عيد ليفرح ولديه.. وهي لا تريد سوى الثوب الاسود الحزين... احتارت لمن ستذهب، ولمن ستحكي همها وتشكو عوزها، فلا الاقارب سألوا عن حالهما، ولا المعارف ولا الجيران.. امرأة رائعة لها صبر يوزن بلد، ولا أحد ينهي لها هم العيد، ويرفع عن كاهلها هذا النزيف الذي اصبحت تعاني منه.. ولكن كل هموم الدنيا بكفة، وملابس العيد عندها بكفة.. يقال انها عرضت المشكلة على بعض الميسورين بطريقة غير مباشرة، حتى آمنت ان القضية لا تعني غيرها، والناس ينظرون الى هذه القضية باستخفاف ولا مبالاة، ماذا لو بقي الاطفال بلا عيد..
وقلب الأم الذي ينبض بأرق المشاعر اتجاه طفليها، بات ليالٍ مكسور الخاطر، حتى طغى عليه الألم فسكت، وماتت الام بحسرة العيد.. تحمّل اهل الخير جميع تكاليف الدفن والمأتم البسيط، واشتروا قميصين أسودين لولديها، لماذا عجز الناس عن شراء قميصين ملونين، ليريحوا قلب الأم، قبل ان يسكت ألما وحسرة.. وما ان اعطوا الهدية الى الطفلين صاح محمد أخاه: تعال البس يا اخي قميص العيد.