صيام شهر رمضان هو أحد الأدلة الإفتراضية التي تنفي وقوع السهو من النبي محمد (ص) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
من العقائد التي يعتقد بها السواد الأعظم من علماء الشيعة الامامية الاثنى عشرية هي الاعتقاد بعدم امكان سهو النبي محمد (ص) في كل شيء ، بخلاف أهل السنة والجماعة فانهم قالوا بوقوع السهو عليه (ص) في بعض الحالات .
وقد ألف الشيخ المفيد كتاباً قال فيه : ( ... ولو جاز أن يسهو النبي عليه السلام في صلاته وهو قدوة فيها حتى يسلم قبل تمامها وينصرف عنها قبل كمالها ، ويشهد الناس ذلك فيه ويحيطوا به علما من جهته ، لجاز أن يسهو في الصيام حتى يأكل ويشرب نهارا في رمضان بين أصحابه وهم يشاهدونه ويستدركون عليه الغلط ، وينبهونه عليه ، بالتوقيف على ما جناه ولجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا ولم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك حتى يطأ المحرمات عليه من النساء وهو ساه في ذلك ظان انهم ازواجه ويتعدى من ذلك إلى وطي ذوات المحارم ساهيا . ويسهو في الزكاة فيؤخرها عن وقتها ويؤديها إلى غير أهلها ساهيا ، ويخرج منها بعض المستحق عليه ناسيا . ويسهو في الحج حتى يجامع في الاحرام ، ويسعى قبل الطواف ولا يحيط علما بكيفية رمي الجمار، ويتعدى من ذلك إلى السهو في كل أعمال الشريعة حتى يقلبها عن حدودها، ويضيعها في أوقاتها ، ويأتي بها على غير حقائقها، ولم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشر بها ناسيا أو يظنها شرابا حلالا ، ثم يتيقظ بعد ذلك لما هي عليه من صفتها، ولم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه وعن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون مغصوبا في الاداء . وتكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه وبين أمته، كما كانت الصلاة عبادة مشتركة بينهم ، حسب اعتلال الرجل - الذي ذكرت أيها الاخ عنه ما ذكرت من اعتلاله - ويكون أيضا ذلك لاعلام الخلق انه مخلوق ليس بقديم معبود . وليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا . وهذا - أيضا - سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة ) - 1 -
***********************
الهوامش :
1 - عدم سهو النبي (ص) ، الشيخ المفيد ، ص 29 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
من العقائد التي يعتقد بها السواد الأعظم من علماء الشيعة الامامية الاثنى عشرية هي الاعتقاد بعدم امكان سهو النبي محمد (ص) في كل شيء ، بخلاف أهل السنة والجماعة فانهم قالوا بوقوع السهو عليه (ص) في بعض الحالات .
وقد ألف الشيخ المفيد كتاباً قال فيه : ( ... ولو جاز أن يسهو النبي عليه السلام في صلاته وهو قدوة فيها حتى يسلم قبل تمامها وينصرف عنها قبل كمالها ، ويشهد الناس ذلك فيه ويحيطوا به علما من جهته ، لجاز أن يسهو في الصيام حتى يأكل ويشرب نهارا في رمضان بين أصحابه وهم يشاهدونه ويستدركون عليه الغلط ، وينبهونه عليه ، بالتوقيف على ما جناه ولجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا ولم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك حتى يطأ المحرمات عليه من النساء وهو ساه في ذلك ظان انهم ازواجه ويتعدى من ذلك إلى وطي ذوات المحارم ساهيا . ويسهو في الزكاة فيؤخرها عن وقتها ويؤديها إلى غير أهلها ساهيا ، ويخرج منها بعض المستحق عليه ناسيا . ويسهو في الحج حتى يجامع في الاحرام ، ويسعى قبل الطواف ولا يحيط علما بكيفية رمي الجمار، ويتعدى من ذلك إلى السهو في كل أعمال الشريعة حتى يقلبها عن حدودها، ويضيعها في أوقاتها ، ويأتي بها على غير حقائقها، ولم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشر بها ناسيا أو يظنها شرابا حلالا ، ثم يتيقظ بعد ذلك لما هي عليه من صفتها، ولم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه وعن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون مغصوبا في الاداء . وتكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه وبين أمته، كما كانت الصلاة عبادة مشتركة بينهم ، حسب اعتلال الرجل - الذي ذكرت أيها الاخ عنه ما ذكرت من اعتلاله - ويكون أيضا ذلك لاعلام الخلق انه مخلوق ليس بقديم معبود . وليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا . وهذا - أيضا - سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة ) - 1 -
***********************
الهوامش :
1 - عدم سهو النبي (ص) ، الشيخ المفيد ، ص 29 .
تعليق