اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ﴿245﴾ سورة البقرة المباركة.
التعبير بالقرض الحسن عن الإنفاق تعبير بديع ومدهش. كيف يمكن لله القادر والمالك لكل شيء أنْ يقترض من الإنسان الفقير والمحتاج لربه في كل حركاته وسكناته وحتى في الشهيق والزفير؟ ومع لحاظ أنَّ القرض الربوي في الإسلام حرام فإنّ التعبير عن الإنفاق بالقرض الحسن لا يكشف إلّا عن أهمية الإنفاق وتشجيع للعباد لأجل أداء هذا العمل بإخلاص.
ويبدو أنَّ ذكر هذه النقطة ضروري، وهي أنَّ (القرض الربوي) ناظر إلى العباد وسلوكهم بينما القرض الحسن ناظر إلى رب العباد، وهو يعني أنَّ من يقرض الله قرضاً فالله يرجعه مع أضعاف مضاعفة. والنقطة المدهشة كثيراً هنا هي أنَّ يَد الفقير - حسب الآية والروايات المذكورة - هي يد الله، وبيته هو بيت الله.
وفي الحقيقة أن ما يوضع في يد الفقير يوضع في يد الله، ولذلك كانت الروايات توصينا بأنْ نضع أيدينا في مستوى أدنى من يد الفقير عند التصدق إليه، لأجل أنْ يَأخذها من أيدينا، ولأنَّ يده هي يد الله وقدرته الكاملة، وهو الذي يستلم المال من المتصدق، حذراً أن تصدر منا إهانة أو تحقير لفقير.
-----------------
أمثال القرآن: ص85.
تعليق