تويت
مفهوم الاستئذان في الإسلام
سوسن عبدالله
لإدراك المعنى الصحيح لمفهوم الاستئذان، لابد أن نقف أمام الروح المعنوية لهذا المفهوم، فهو من مميزات الدين الإسلامي، من أفق معناه الحضاري؛ كونه ديناً يحترم الخصوصية، وهذا يعني أن الله سبحانه تعالى شاء ان يحصن تجربة الانسان في كثير من خصوصياته، ويعطي حق الانسان في التمتع بتلك الخصوصية، شاء الله ان يحصنها من أي تجاوز، فضرورة ان يعي الانسان هذه النعمة التي لم تكن موجودة في خلق الكثير من العبادات والأديان، ولا في طبائعهم الشرسة مثل هذه الخصيصة الإنسانية النادرة.
فرض الله الاستئذان ليضفي أهمية خاصة لمشاعر كل مسلم ومسلمة، حصن حريته كي لا تنتهك. لنقف متأملين في سعة المعنى، لرؤية هذا الاستئذان، لعل ما استقر في وعي الناس من قناعة تامة بأن الاستئذان بطبيعته امر مطلوب وحسن، وعند النظر في تفاصيل هذا المنجز الرباني، كرسالة من رسالات الدين المحمدي المبارك، فلا يعني الاستئذان مجرد اعلام الشخص، وانما لابد من مراعاة اللطف في الاستئذان، وعدم الالحاح أو الاجبار او محاولة استغلال الخجل والضغط والابتعاد عن منطق الزعل والعتاب، في حالة الرفض والكف عن الموضوع بطيب خاطر.
والاستئذان ادب رفيع يدل على الحياء والشهامة والتربية الصالحة والعفة، ولابد من تحويل هذه المعاني التنظيرية الى مساعٍ اسلوبية، فنعلم الأبناء ونعودهم على ثقافة الاستئذان منذ نعومة اظفارهم، فيكتسبوا هذه العادة الحميدة لتصبح مَلكَة لا يستطيعون التصرف الا من خلالها.
أعجبني
تعليق
تعليق