عنوان غريب جذبني الى ما كتبه الدكتور الاسكتلندي جافين فرانسين يقول: قرأت مجموعة قصصية للكاتب (فيل كلاي) عن عمليات الجيش الامريكي في أفغانستان والعراق، وحين أنهيت قراءتي أعطيت الكتاب لأحد مرضاي كان جندياً سابقاً قاتل في أفغانستان، يعاني من امراض نفسية، فشلت الأدوية في اخراجه من حالة الرعب التي يعيشها.
وحين أكمل الرواية، صرنا نتناقش حول الكتاب، تركت الحديث عن مرضه وتناقشت معه عن تفاصيل ما قرأ، أدركت حينها أن الأدب يساعدنا على استكشاف طرق انسانيتنا، وينمّي تعاطفنا مع الآخرين، ويهدّئ توترنا ويوسع دائرة وعينا.
المرضى يتجاوبون مع الكتاب أكثر من تفاعلهم مع الطبيب, الكتاب يعيدهم الى الضياء، هناك كتب عالجت الصرع وساعدت على تقوية همم ذوي الاحتياجات الخاصة.
تجربة الطبيب تقول: يسهم في توفير الصحة نهج الفضول اللا محدد وعشق الابداع، فالكاتب هو طبيب ايضاً. يرى جون دون كتب مجموعة تأملات شعرية عقب نجاته من مرض مميت: «ان الاقتراب من الموت يقوي الاحساس بالانتماء الى المجتمع الانساني».
كتب آرثر كانون في إحدى مجموعاته: «لا حاجة للخيال في الطب الوقائع ستتغلب دوماً على أي شيء يمكنك تخيله»، لكن يبقى جوهر عمل كل من الطبيب والكاتب واحد، تقترب البحوث في علم الاعصاب وتقول، انه كلما اقتربت من شخص يعاني عقلياً أو جسدياً وتعاطفت معه، كلما تصرف دماغك كما لو أنك أنت من تعاني
تعليق